المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

عربدة بن غفير الفاشية

نبض الحياة- عمر حلمي الغول

الفاشية الصهيونية اسوة بكل مدارس الفاشية، رغم انها تعلي من شأن عرق أو مجموعة دينية أو اثنية، وتغرق في متاهة العنصرية والكراهية والحقد والتعصب الأعمى، وتبث سمومها في نطاق دولة أو مجموعة دول ارتباطا بحساباتها ومصالحها، بيد أنها قد تصل في لحظة الغلو والتوحش اللاانساني، إلى توسيع نطاق التعميم لتبث سمومها على كل من يعارضها، أو يقف ضد جرائمها، أو يعري ويفضح أهدافها الحقيقية، مما يدفع ممثليها للعربدة والفلتان الأخلاقي والقيمي، والسقوط في مستنقع أكثر انحطاطا، والغرق في اتون الإرهاب المنظم بابشع اشكاله ومعاييره.

المدرسة الفاشية الصهيونية منتجة المذابح اليومية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بأساليب وطرق متعددة تجاوزت في انتهاكاتها وجرائمها النماذج الفاشية السابقة، حتى بلغت مستوى يفوق في همجيتها أكثر النماذج وحشية في التاريخ، لانها طالت كل أوجه الحياة في إبادة وقتل الانسان الفلسطيني بدءا من النفي والطرد والتشريد للغالبية الساحقة من المواطنين الأبرياء أصحاب الحق والتاريخ والأرض من خلال المجازر مرورا بالاجتياحات والاقتحامات وإعلان الحروب المتواصلة، والقتل اليومي المتعمد في الشوارع والميادين، الى الاعتقال الإداري والاحكام الجائرة وقتل المواطنين الأبرياء والمدافعين عن حقوقهم وفق معايير الإعدام البطيء، وحرق الأطفال والعائلات الآمنة في بيوتها، الى خطف واغتصاب البيوت والعقارات، والى التزوير وطرد السكان من بيوتها على قارعة الطريق، وتهويد ومصادرة الأراضي، الى حرق وقطع الأشجار والمزارع، وتدمير دور العبادة المسيحية والإسلامية… ألف وسيلة وأسلوب لمواصلة عملية التطهير العرقي وتطبيق أبشع اشكال العنصرية والكراهية في المناهج التعليمية والدينية والثقافية التربوية والإعلامية والقانونية، وضخ متواتر من عمليات التحريض وتشويه وقلب الحقائق لنفي الحق الفلسطيني، وطمس الهوية، ونهب الموروث الحضاري، واغتصاب التراث بما في ذلك الثوب والدبكة الفلسطينية، وحتى الأكلات الشعبية وفي مقدمتها الفلافل والحمص والفول والمنسف والمسخن… الخ.

ولم يكتف ايتمار بن غفير، زعيم حزب “العظمة اليهودية” بما تقدم، بل انه اعلن قبل أيام في لقاء مع راديو “الجيش الإسرائيلي” يوم الثلاثاء الماضي الموافق 16 آب/ أغسطس الحالي عن نماذج فاشية جديدة ضد حملة الجنسية الإسرائيلية بمن في ذلك النواب المنتخبون من السكان، وذهب لأبعد مما يتصوره اتباع الديانة اليهودية، حيث بات يهدد بالطرد والنفي والقتل كل يهودي غير صهيوني، وكل معارض لدولة التطهير العرقي، وفق ما نقل الزميل توفيق أبو شومر عن ذات المصدر.

وجاء في مقابلة خليفة الحاخام الفاشي المؤسس كاهانا للكهانية “ساسعى من اليوم الأول لانتخابي (مجددا في الكنيست الـ25) لاصدار قانون ترحيل كل من يعادي الدولة، او (لمجرد) ان ينتقد الجيش (على جرائمه)، بمن فيهم أعضاء الكنيست، والقائمة العربية المشتركة، وسارحل رئيسها ايمن عودة في القطار، اما عضو القائمة اليهودي، عوفر كسيف، يجب ترحيله لاوروبا، لأن أوروبا في حاجة الى العمال، كذلك يجب ترحيل أعضاء حركة ناطوري كارتا الحريدية اليهودية” المعادية للصهيونية، التي ترفض وجود إسرائيل، ولا تعترف بها، وتعتبرها دولة مارقة ومغتصبة للديانة اليهودية، وتتاجر بها كتجار الإسلام السياسي، أو بالأحرى سابقة عليهم.

وعندما سأله مقدم البرنامج عن رأيه في عنف المستوطنين الاستعماريين ضد العرب، قال: “عنف المستوطنين ضد العرب لا ينطبق عليه صفة الإرهاب، فعندما قتل (حرق) مجموعة من المستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير (تم حرقه بالبنزين بعد ان ارغموه على شرب كمية منه) عام 2014، برأ ثلاثة من القضاة الإسرائيليين هؤلاء المستوطنين، لأن هذا القتل لا يمثل اختطاف ثلاثة شبان يهود وقتلهم في العام نفسه”، سبحان الله حتى جرائم قتلهم الفاشية الارهابية “مشروعة” و”مبررة”، ومن يدافع عن شعبه وعن حقوقه الوطنية يصبح دفاعه “إرهابا”، ومن “يمارس البطش والحرق والابادة الفردية والجماعية ضد الفلسطينيين “مقبول”، و”يحق للقضاء الاستعماري تقديم كل الذرائع اللا قانونية للافراج عنه”.

النتيجة كما لاحظنا، ان الفاشية الصهيونية لم تتوقف عند جرائم حربها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بغض النظر ان كانوا نوابا او مواطنين عزل او مناضلين من اجل السلام والحرية وبعض العدالة السياسية والقانونية، وانما امتدت وحشية بن غفير لتصل الى اليهود غير الصهاينة، وهو ما يدلل ان الفاشية والنازية الصهيونية، لا تمثل الدين اليهودي، وانما كما ذكرت هي مغتصبة له، ومتاجرة به لخدمة اغراضها الاستعمارية، وأغراض اسيادها في الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب الرأسمالي عموما. وبالتالي تستدعي الضرورة من كل انصار السلام غير الصهاينة او حتى انصاف الصهاينة كـ”ميرتس” وغيرهم ممن يدعون انهم مع تحقيق السلام، ومع خيار حل الدولتين، ان يتحدوا مع الفلسطينيين لمجابهة الخطر الكاهاني القائم والموجود والمتمدد.

وردا على بن غفير الكاهاني عقبت زهافاغالؤون، رئيسة حزب ميرتس سابقا قائلة: “حان الوقت لطرد بن غفير من الكنيست”. على أهمية التصريح النسبية، هل يكفي لمواجهة الفاشية لعصابات وقطعان اليمين الصهيوني المتطرف؟ وهل يشكل حلا لوأد الخطر الداهم على الشعب الفلسطيني، وعلى انصار السلام، وعلى اليهود العلمانيين والحريديم غير الصهاينة؟ اعتقد ان مجرد طرده من الكنيست يمثل الخطوة الأولى، لكن اجتثاث العنصرية الصهيونية يحتاج الى خطوات اكثر شجاعة وجرأة لطرد بن غفير واضرابه جميعا من إسرائيل، لأن أوروبا وأميركا بحاجة للعمالة السوداء، التي يمثلها زعيم حزب “عظمة اليهودية” الصهيونية.

oalghoul@gmail.com

Exit mobile version