المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

منظمة “ايباك” صانع أساسي للسياسة الأمريكية ولا يمكن المراهنة عليها

بقلم: المحامي علي ابوحبله

تعقد منظمة ايباك الصهيونيه اجتماعاتها السنويه في واشنطن ويتظاهر المئات أمام البيت الأبيض الأمريكي سنويا ضد الايباك الصهيوني منددين بالعنصرية الاسرائيليه ومطالبين الاداره الامريكيه بموقف أكثر عدلا تجاه القضية الفلسطينية والشرق الأوسط وتعد منظمة الايباك الذي يتم تعريفه اللوبي الإسرائيلي (بالإنجليزية: The Israel lobby) ويعرف كذلك باللوبي المؤيد لإسرائيل أو اللوبي الصهيوني أو حتى اللوبي اليهودي، هو تعبير يسمح بوصف مجموعة من الأفراد والمؤسسات التي تعمل بنشاط على توجيه السياسية الخارجية الأمريكية بما يحقق مصالح دولة إسرائيل. واللوبي بهذا المعنى ليس حركة واحدة تتمتع بمرجعية أو قيادة مركزية، والأفراد أو المنظمات التي تشكله قد يختلفون أحيانًا فيما بينهم على عدة مسائل سياسية. لا يضم اللوبي المؤيد لإسرائيل يهودًا أمريكيين فقط بل يدخل ضمن إطار نشاطاته أفرادًا أو جماعات ممن يعرفون بالصهاينة المسيحيين. تعتبر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (التي تسمى اختصارًا أيباك) من أشهر وأهم المنظمات المنضوية تحت لواء اللوبي.

وفقا لمجريات الأحداث والسياسات التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشكل عام يظهر التأثير الكبير للمنظمات اليهودية الصهيونية حيث تتحكم هذه المنظمات في رسم السياسات الامريكيه من خلال شبكة المؤسسات وبخاصة الشركات الرأسمالية والهيئات المالية والإعلام والمؤسسات العسكرية والسياسية وهي شبكات ومؤسسات تعمل بتخطيط وتوجيه من الجماعات اليهودية واللوبي الصهيوني التي تشكل منظمة “الايباك” القوة الأكثر نشاطا وقدرة في هذا اللوبي.
وقبل الحديث عن منظمة ايباك وأهدافها التي تصب جميعا في خدمة الكيان الصهيوني بخاصة واليهود بعامة لا بد وان نتوقف عند معنى اللوبي ودلالاته والذي هو مصطلح يطلق على مجموعة أو مجموعات تعمل بشكل منظم في ممارسة ضغوط على مراكز صنع القرار في الاتجاه الذي يخدم الأهداف التي تعمل على تحقيقها،

واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية يشمل اليهود والصهاينة وأنصارهم الذين يسعون باستخدام كل الوسائل لإجبار صانع القرار الأمريكي على اتخاذ القرارات المؤيدة للكيان الصهيوني ومصالح اليهود في هذا الكيان وخارجه .
منظمة “الايباك” تشكل المنظمة الأهم والأكثر نشاطا وتأثيراً في مجموعة اللوبي الصهيوني واليهودي وذلك عبر الانتشار الكبير في معظم الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية”، مما جعلها المنظمة الأقوى التي يستخدمها الإسرائيليون في تحقيق مصالح إسرائيل ، حيث تضم هذه المنظمة مؤسسات وشركات وأفراد وصناديق أموال علنية وسرية ومراكز دراسات متخصصة وشبكة واسعة من المنظمات السرية والعلنية التي تعمل جميعا من اجل تحقيق أهداف تم وضعها وتصب جميعها في مصلحة اليهود والصهاينة .
ومن ابرز هذه الأهداف وأهمها: الحفاظ على وحدة “الشعب اليهودي” عبر تجميعه في “إسرائيل” عن طريق الهجرة والمحافظة على هويته وحماية الحقوق اليهودية في كل مكان والدفاع عن الكيان الإسرائيلي وتوفير مستلزمات أمنه واستمرارية وجوده عبر تحضير وتهيئة الأجيال لقيادة الكيان.
وهذا يتطلب التحرك المباشر مع المؤسسات الأمريكية وبخاصة الكونجرس لكسب اكبر عدد من أعضائه لدعم مخططاتهم الهادفة لخدمة إسرائيل وأمنها
اللوبي الصهيوني ومنظمة الايباك هما وراء السياسات الأمريكية وبخاصة الحروب الأمريكية ضد العرب ويأتي في المقدمة منها الحرب العدوانية ضد العراق في شهر آذار عام 2003 حيث شكلت هذه المنظمة المحرض الأقوى والأكبر داخل الولايات المتحدة الأمريكية على احتلال العراق ، ساندها في ذلك فئة من المحافظين الجدد الذين تربطهم صلات وثيقة بحزب الليكود واليمين المتصهين ،
تلعب منظمة الايباك دور المحرض الرئيسي على الاتفاق النووي مع ايران بذريعة أن هذا الأمر يشكل خطورة كبرى على امن إسرائيل .
منظمة الايباك الصهيوني لها الدور الأساسي في الانتشار العسكري الواسع في منطقة الشرق الأوسط عبر القواعد البرية والبوارج البحرية المنتشرة عبر بلدان الشرق الأوسط للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتوفير الأمن والدعم للكيان الصهيوني في تحقيق مشروعه الاستعماري التوسعي على حساب ارض العرب وثرواتهم ومصالحهم.
وهذا يدل على أن منظمة الايباك تلعب دورا أساسيا، أن لم نقل الدور الأساسي في تحديد مسار السياسة الأمريكية الخارجية بما يخدم مصالح الكيان الإسرائيلي التي تحددها حكومات هذا الكيان بما يعني دفع الإدارات الأمريكية لاتخاذ مواقف وسياسات وقرارات تخدم هذه المصالح عبر نفوذ منظمة “الايباك”

المشهد السياسي الأمريكي من إقامة دوله فلسطينيه مستقلة عاصمتها القدس يدلل على أن السياسات الامريكيه محكومة بالضغط للوبي الصهيوني الذي يحدد اتجاه السياسات الامريكيه ، الداعمة لتوجهات الاحتلال الإسرائيلي بمشروعه الاستيطاني والتهويدي ورفض قيام دوله فلسطينيه بحدود الرابع من حزيران 67
، بادعاء بأن إقامة هذه الدولة تشكل خطرا يتهدد امن الكيان الصهيوني بذريعة أن “حدود” هذه الدولة تجعل الكيان الصهيوني غير قادر على الدفاع عن إسرائيل وهذا يتطلب احتفاظ الكيان الإسرائيلي بمساحات معينة من ارض الضفة الغربية المحتلة كما أن الايباك هو من دفع ترامب للاعتراف بالقدس باعتبارها عاصمة الكيان الإسرائيلي
لقد تراجع اوباما عن خطابه في جامعة القاهرة لرؤيا الدولتين ورضخ وتراجع عن موقفه أمام مؤتمر الايباك في السنوات التي قضاها اوباما في الحكم و إدارة ترامب التي نجحت من رحم الايباك الصهيوني سارت في نفس الاتجاه لا بل أكثر من ذلك في دعمها للتطلعات التوسعية لإسرائيل
منظمة الايباك الصهيوني لها من التأثير في الانتخابات الأمريكية سواء انتخابات او انتخابات الكونجرس.
وكل ذلك يعني أن أي أداره امريكيه لا تملك رؤية ولا سياسة مستقلة الا بتوجيهات الايباك الصهيوني
وان الإدارات الامريكيه محكومه للسياسات الصهيونية وهذا ينزع عنها صفة النزيه والوسيط لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهذا ما تسير على نهجه ادارة بايدن

لا يجوز إطلاقا أن يراهن احد من العرب وبالذات الفلسطينيين على الوساطة الأمريكية في الوصول إلى أية حلول لان أية حلول تقترحها إدارة بايدن لا تعطي الشعب الفلسطيني ولو جزءا يسيرا من حقوقه خاصة وان حكومة بينت لابيد أعلنت رفضها لقيام دولة فلسطينية حتى لو كانت مجردة من السلاح إلا بشروطه كما أعلن انه لا تقسيم للقدس ولا حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ضمن ما بات يعرف بحدود “الدولة اليهودية” ولا تفاوض مع السلطة في ظل المصالحة مع “حماس” وهذا الطرح مستمد من المواقف على نفوذ منظمة ايباك في توجيه القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.

الأحداث الجارية في سورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان وكل الشرق الأوسط ليست بمعزل عن نفوذ منظمة “الايباك” التي تدفع وبكل قوة إدارة بايدن لاتخاذ سياسات معادية للنظام في سورية والعراق وتدفع بالحرب المذهبية والفتن الطائفية في المنطقة توطئة للمشروع الصهيو أمريكي للشرق الأوسط الجديد بتقسيم وتجزئة دول المنطقة إلى دويلات وطوائف ،
ونخلص إلى القول بأن منظمة الايباك الصهيوني تدعم إسرائيل وأمنها ومشروعها الاستيطاني والتهويدي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية ،
وان منظمة “الايباك” التي لها تأثيرها الكبير في توجيه السياسة الأمريكية عبر نفوذها المعتمد على امتلاكها للمؤسسات التي ذكرناها، مالية، إعلامية، ثقافية، عسكرية.. مما يجعلنا نقول بأن هذه المنظمة تصنع السياسة الأمريكية الخارجية لخدمة مصالح الكيان الصهيوني ويهود العالم. ولا يمكن لاحد ان يراهن عليها او تغيير مواقفها من القضيه الفلسطينيه

Exit mobile version