المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رام الله: الاحتفال بالعيد الوطني الـ73 لجمهورية الصين الشعبية

احتفل في رام الله، اليوم الأحد، بالذكرى الـ73 للعيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية.

وأشاد عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عباس زكي، في كلمة ألقاها ممثلا عن الرئيس محمود عباس، بالإنجازات العظيمة التي حققتها الأمة الصينية منذ الاستقلال عام 1949، التي حققت انقلابا جوهريا في مفهوم التنمية في كل مناحي الحياة الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والسياسية والصناعية والتكنولوجية، حتى باتت دولة عظمى وتربعت على عرش أكبر الاقتصاديات في العالم.

وثمن في الكلمة التي ألقاها في الندوة الافتراضية عبر “زووم” التي عقدتها سفارة الصين لدى دولة فلسطين اليوم الأحد، لمناسبة العيد الوطني الـ 73 لجمهورية الصين الشعبية، مواقف الصين الشعبية التي تنطلق من المواقف المبدئية الرافضة للاحتلال الإسرائيلي والداعمة والمساندة لنضال وكفاح شعبنا الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وحقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد زكي أن الموقف الصيني من القضية الفلسطينية يستند إلى إرث تاريخي قائم على مرتكزات تحررية رافضة للامبريالية والاستعمار والاحتلال، والداعم لحركات التحرر العالمية والشعوب التي تناضل من أجل التخلص من الاحتلال والاستعمار الأجنبي منذ أن حقق الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ونال استقلاله الوطني عام 1949… فكان الموقف الصيني مبدئيا وثابتا وراسخا تجاه الشعوب التي تناضل من أجل الحرية.

وشدد على وقوف الشعب الفلسطيني وقيادته إلى جانب الصين، ودعم سيادتها ووحدة أراضيها، والاحترام الكامل لسياسة الصين الواحدة.

وقال: إن الحزب الشيوعي الصيني استند في مسيرته إلى أفكار الزعيم ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ بالانفتاح والإصلاح وأفكار “التمثيلات الثلاثة ” الهامة ومفهوم التنمية العلمية، وصولا إلى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد، بفعل الأفكار الخلاقة والمبدعة التي يجسدها اليوم على أرض الواقع الرفيق الزعيم شي جينبينغ في جميع مجالات الحياة للأمة الصينية، إذ تمكنت من تحقيق انجازات هائلة في مجالات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والتجارة الخارجية والتعليم والصحة وتنمية الموارد البشرية.

ولفت زكي إلى أن النجاحات الكبيرة والمتواصلة التي حققتها الصين الشعبية وبخاصة في مجال النمو الاقتصادي المبهر، تستند إلى الحكم والإدارة الحديثة والحوكمة ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال جاثما على أرضنا وهو يمثل أعلى أشكال الإرهاب لدولة خارجة عن القانون الدولي، وتمارس سياسة “الأبرتهايد” وما زالت ترفض الالتزام حتى بقرار واحد من أصل مئات القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وما زال الاحتلال يرتكب يوميا الجرائم بحق شعبنا.

بدوره، قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين قواه وي، إن “الصين ستعمل مع المجتمع الدولي على بذل جهود دؤوبة لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، إضافة الى بذل جهود مشتركة للارتقاء بالعلاقات الصينية الفلسطينية إلى مستوى جديد”.

وشكر السفير قواه وي، الرئيس محمود عباس على برقية التهنئة التي بعث بها للرئيس الصيني شي جين بينغ لمناسبة العيد الوطني الـ73 لجمهورية الصين الشعبية.

وأضاف: تستعد الصين باعتبارها شريكا موثوقا به لفلسطين، لتطوير العلاقات الثنائية الصينية الفلسطينية، وتعزيز السلام والاستقرار للمنطقة، دفاعا عن المصالح المشتركة للدول النامية، وصيانة للحقوق التنموية المشتركة والعدالة والإنصاف الدوليين، مؤكدا أن الصين ستعمل مع المجتمع الدولي على بذل جهود دؤوبة لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، إضافة الى بذل جهود مشتركة للارتقاء بالعلاقات الصينية الفلسطينية إلى مستوى جديد.

وتابع، ان “الصين من أوائل الدول التي دعمت حركة التحرر الوطنية الفلسطينية واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية واستقلال دولة فلسطين. وبفضل حرص ورعاية مشتركة من الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تتطور العلاقات الثنائية بشكل سريع، ويتقدم التعاون الثنائي في مختلف المجالات بشكل مطرد”.

وأشار إلى أن الصين وفلسطين شريكان في التضامن والتنسيق والدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها وحماية، مشيدا ببيان الرئاسة الفلسطينية التي أكدت وقوف فلسطين إلى جانب جمهورية الصين الشعبية الصديقة ودعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها واحترامها الكامل لسياسة الصين الواحدة، وإن هذا الموقف ثابت لدى دولة فلسطين.

وحول التعاون الثنائي، قال: “إن الصين وفلسطين شريكان في التنمية والنهضة. وفي شباط الماضي، تسلمت فلسطين نصف مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المصنع محليا في مصر، كإهداء صيني مصري مشترك مخصص لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وفي آذار الماضي، سلمت الصين للأونروا 200 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بهدف تطعيم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان. وقبل أيام، قدمت الصين تبرعا بقيمة مليون دولار لوكالة الأونروا من أجل تحسين سبل معيشة للاجئين الفلسطينيين ودعم تعليم أطفالهم في الضفة الغربية”.

وأكد السفير وي استمرار الصين في جهودها الرامية لدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة طالما لم يتم حل القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع حول حلحلة القضية الفلسطينية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ في عام 2017 تفسير أكثر مصداقية لموقف الصين. والتي أكدت دعم حل الدولتين وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وان الصين ستواصل لعب دورها البناء دائما في إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وتابع: الصين تدعم وفق المبادرة مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وتدعو إلى التنفيذ الجاد لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 والوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة، وتأمل أن يتم اتخاذ إجراءات فورية لمنع العنف ضد المدنيين، وترى أنه من الضرورة استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن وتسريع الحلحلة السياسية للقضية الفلسطينية، بحيث يكون جوهرها متمثلا بتحقيق الأمن المشترك والدائم.

وأضاف ان المبادرة نصت على مواصلة تنسيق جهود المجتمع الدولي وتدعيم الجهود المنسقة من أجل إحلال السلام، وابدت استعدادها للمشاركة ودعم جميع الجهود الرامية إلى الحلحلة السياسية للقضية الفلسطينية، كذلك التنفيذ الشامل للإجراءات ودفع السلام عبر التنمية، مشيرا إلى انه في الوقت الذي يجرى فيه دفع المفاوضات السياسية، من المهم أيضا تقدير أهمية قضية التنمية، وان الصين على استعداد لتحقيق تعاون متبادل المنفعة لمواصلة دعم فلسطين من خلال تسريع عملية تنميتها.

وأشار الى ما طرحه مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في العام الماضي، من أفكار من 3 نقاط لتنفيذ حل الدولتين. أولها تعزيز نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية وتفويضها صلاحيات أداء الوظائف السيادية الوطنية في مجالات الأمن والمالية وتحقيق السيطرة الفعالة على المناطق الخاضعة للحكم الذاتي والأراضي المحتلة. وثانيها، دعم الفصائل الفلسطينية لتعزيز التضامن وتحقيق المصالحة الداخلية عبر التشاور والحوار للوصول إلى موقف تفاوضي موحد بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها ضرورة تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين.

وقال ان الصين تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن الدولي والأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، لإيجاد حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.

ولفت الى تأكيد مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الدورة الثانية من منتدى أمن الشرق الأوسط، أهمية إقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، تستلزم تنفيذ كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن حل القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ودعم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة لحل القضايا الساخنة، داعيا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين في أسرع وقت ممكن، والمباشرة بعقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وتأثير أكبر، بغية الدفع بعملية حل القضية الفلسطينية بخطوات ملموسة.

ولفت السفير قواه وي إلى أن المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني سينعقد الشهر المقبل، وسيتم فيه وضع خطة عظيمة لتنمية الصين مستقبلا قبل أيام معدودة، مشيرا إلى أنه سيتم خلال المؤتمر استعراض شامل للإنجازات الهامة والخبرات الثمينة لعملية الإصلاح والانفتاح في الصين، ووضع البرامج التنفيذية والسياسات والمبادئ العامة لمواكبة المتطلبات الجديدة لتطور الصين في العصر الجديد والمسيرة الجديدة وتطلعات الشعب الصيني الجديدة.

بدوره، جدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني، الترحيب بمبادرة الخارجية الصينية للسلام في الشرق الأوسط.

وأعرب عن امله بمزيد من الفعل والتأثير السياسي الصيني باعتبار الصين بلدا صديقا للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى ان العلاقات الفلسطينية الصينية علاقات تاريخية وتحظى بثقة واحترام متبادل من الجانبين، فهذه المبادرة منصة لتجديد التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية التي تراجع حضورها في المشهد السياسي الدولي في ظل الهيمنة والسياسات الأميركية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة”.

وأشار مجدلاني إلى أن احتفالات الأصدقاء في الصين باليوم الوطني تأتي متزامنة هذا العام مع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر العام العشرين للحزب الشيوعي الصيني في السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وتضعنا أمام وضع جديد في ظل توقعاتنا من المؤتمر والذي يحمل مشروعا كبيرا على صعيد بناء وترسيخ مكانة الحزب وبناء أسس ومرتكزات الدولة الاشتراكية الحديثة تحت راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، نحو بناء عالم متعدد الأقطاب تكون الصين فيه قطبا أساسيا وفاعلا في كافة القضايا والاتجاهات.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين جبهة النضال والحزب الشيوعي الصيني، قال: “إن العلاقات الحزبية مميزة ومثمرة ونحرص دوماً على أن تكون ناجحة ومميزة، وعلى العلاقات المتميزة القائمة بين دولة فلسطين وجمهورية الصين الشعبية، وما وصلت اليه من تقدم وتنسيق وتشاور يعود على البلدين والشعبين الصديقين بالمصلحة والمنفعة المشتركة”.

وأضاف: نتطلع لمواقف صينية متقدمة في الفعل السياسي والاقتصادي والتنموي الدولي، ونتطلع لتعزيز مكانة (المبادرة الصينية لحل القضية الفلسطينية) على أساس قرارات الشرعية الدولية، مثمنا المبادرة المهمة التي قدمتها وزير الخارجية الصيني والتي نعتبرها مبادرة ذات أهمية خاصة، كونها تأتي من دولة عظمى وصديقة وملتزمة بالقانون الدولي في إطار وضع حد للاستفراد الأميركي لعملية السلام.

من جهتها، أشادت وزيرة الصحة مي كيلة بالدعم الصيني للقطاع الصحي، خاصة خلال الجائحة، وقالت: لم توفر الصين جهدا وقدمت المساعدة لفلسطين والدعم للقطاع الصحي وزودتنا بالمسوحات وارسلت وفدا طبيا نقل خبرته لنا حتى تمكنا مع التعاطي مع الجائحة”.

وأكدت عمق العلاقات الثنائية بين الشعبين والبلدين، ومواقف الشعب الصيني الصديق تجاه شعبنا ودعم حقوقه السياسية في الاستقلال وإقامة دولته المستقلة.

من جانبها، أشارت وكيل وزارة الخارجية والمغتربين أمل جادو، إلى عمق العلاقات التاريخية بين دولة فلسطين وجمهورية الصين الشعبية، والتي جَسّدْت على الدوام مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية سياسيا، خاصة مواقف ومبادرات القيادة الصينية حول رؤيتها في حل القضية الفلسطينية بشكل سلمي.

وأشادت بجهود جمهورية الصين الشعبية الصديقة لدعمها الدائم والمستمر لبناء وتطوير مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتعزيز القدرات البشرية للشعب الفلسطيني، ودعم القطاع التعليمي وتقديم المنح الجامعية، ودعمها لقطاع الاستثمار الفلسطيني من خلال توقيع اتفاقية تفاهم مع هيئة الاستثمار الفلسطيني بقيمة 160 مليون دولار لمنطقة ترقوميا الصناعية، ودعم مشاريع البنية التحتية من خلال تنفيذ مشروع الشوارع الرابطة في مدينة رام الله بتكلفة قدرت أكثر من 8 ملايين دولار، ومشروع محطة بني نعيم لتوليد الطاقة الشمسية تعمل بقدرة 30 ميغاواط وتكلفة 50 مليون دولار، إضافة الى دعمها المستمر والدائم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية “الأونروا” خاصة الدعم الأخير بقيمة مليون دولار.

وأوضحت جادو أن شعبنا يمر بظروف هي الأصعب في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية والتمادي في السياسات الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وتكريس نظام الفصل العنصري “الابرتهايد” وتهجير المقدسيين من أراضيهم وممتلكاتهم الى جانب استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وفي مقدمتها استهداف المسجد الأقصى المبارك من خلال الاقتحامات اليومية من قبل المستوطنين ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا، واستمرار عدوانها على قطاع غزة المحاصر، في انتهاكٍ صارخ لكافة القرارات الدولية ذات العلاقة وبشكل يقوض أي أمل بتحقيق حل الدولتين.

وأكدت أن الصين شريكة وصديقة مهمة لدولة فلسطين، مشددة على حرص دولة فلسطين على مواصلة العمل من أجل تعزيز العلاقات الثنائية، والارتقاء بها إلى المستوى الأمثل، بما يعود بالنفع على شعبينا الصديقين.

وأعربت جادو عن أملها بأن تلعب الصين دورا سياسيا هاما في ترجمة المبادرات الصينية المطروحة الى حقيقة، وتتويجها باستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه العادلة ومصالحه الوطنية المشروعة، وكما قال الرئيس محمود عباس “الصين قوية، نحن أقوياء”.

وأشارت إلى أن الصين أحرزت على مدى الأعوام الماضية إنجازات كبيرة في مجالات الاقتصاد والتنمية والتكنولوجيا، واستطاعت أن تأخذ مكانة بارزة ومستحقة على الساحة الدولية، وأن تلعب دورا رائدا في الشؤون الدولية.

Exit mobile version