المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

2 – صلاح خلف – قراءات فتح

كتب: موسى الصفدي أبو إياد

بتناول هذا الجانب بمفهوم الشهيد صلاح خلف فإن حركة فتح في وعيه و سلوكه كما كان الشهيد يمارسها مع شركائه في الساحة الفلسطينية فإنه لم يكن يوماً اسيراً لما يتطلبه المفهوم الحزبي الضيق لهذا المفهوم على أهميته و ضرورة أن يكون لحركة فتح الخصوصية الحزبية التي تتطلبها ضرورة العمل بمستواه التنظيمي القادر على الحفاظ على ديمومة الثورة و القيام بما يلزم لذلك في حرب الشعب أولاً و من ثم القيام بما يلزم لذلك على المستوى التعبوي للجماهير الفلسطينية بكل طاقاتها و إمكانياتها لجهة بناء مجتمع فلسطيني موحد مستقل و متكامل بقوته السياسية و الاقتصادية تتيح له خوض حرب الشعب طويلة الأمد كما كان يراها الشهيد القائد و يريد لها ان تكون .
إنطلق الشهيد صلاح خلف بحركة فتح بممارسته كقائد مسؤول في حركة فتح إلى المفهوم الأوسع للحركة ليشمل بذلك كافة التيارات الوطنية الفلسطينية كما كان يعتبرهم كشركاء نديين متساوين في الحرب مع حركة فتح بكل متطلبات الشراكة و ما يترتب عليها في إطار حركة التحرر الوطني الفلسطيني بمعناها الحقيقي الأشمل و في هذا السياق لم يغب عن الشهيد حتى التواصل مع الطاقات الفردية بكل تخصصاتها الفكرية و العلمية و حتى المهنية .
بمعنى أن الشهيد صلاح خلف الذي أسس لهذه الشراكة و قواعدها في الساحة الفلسطينية كان يعتبر ان فتح لا تستطيع أن تقود مختلف فئات و اتجاهات القوى الاجتماعية الفلسطينية في حرب الشعب إذا تمسكت بالمعنى الحزبي و التنظيمي الضيق للكلمة و إعتبر ان بمقدور فتح ان تعمل في صفوف شعبنا الفلسطيني إنطلاقاً من المعنى الأكثر اتساعا ليشمل ذلك الكل الفلسطيني باتساع معنى حركة الشعب الفلسطيني.
أيضاً لم يهمل الشهيد صلاح خلف ضرورة ان تتمتع حركة فتح في مسيرتها بالخصوصية الحزبية التي تحتاجها لتطوير البنى و الروافع التي تمكنها من خوض حرب الشعب و تضمن بقاء و ديمومة الثورة في وعي الشعب الفلسطيني جيلاً بعد جيل مع التفعيل الدائم لمبدأ المحاسبة و التجديد الذين يشكلان بحسب رؤيته اساسين هامين لبناء و ديمومة الثورة، لقد شكل فهم الشهيد صلاح خلف بفهمه العميق لفكرة وجود فتح رداً على الفهم التقليدي السائد عن حركة فتح لدى معظم ممن تعاملوا بمحدودية و ضيق هذا المفهوم الشامل للحركة و الذي كان و لم يزل يشكل أحد أهم أسباب استمراريتها كتنظيم طليعي قائد للجماهير الفلسطينية التي كانت دائماً تشكل الدرع الحقيقي الحامي لمشروع الثورة في كل مراحل و مفاصل نضالها .
إن الاستفتضات التي نجمت فلسفيا، و تعبويا عن الفهم الضيق لهذا المفهوم الواسع لحركة فتح قد طالت المعنى الحقيقي للكلمة ، و حولته إلى ممارسة مضرة أكثر من ابوية للتربية داخل أطر حركة فتح في أغلب الأحيان مما ساهم في غياب المحاسبة و الترهل و الفوضى في بعض حالات العمل خصوصاً داخل الوطن المحتل الذي يمثل مركز ثقل العملية الثورية برمتها
لقد استطاع الشهيد القائد صلاح خلف أن يوظف مفهوم الحزبية الضيقة كحاجة ملحة للذهاب إلى الإطار الاشمل في اطار الكل الوطني الفلسطيني كي يتماهى بهذا المفهوم إلى الحدود التي تستطيع معها فتح العبور إلى حقيقة الوطنية الفلسطينية و ضروراتها .
لقد كان يشكل و لم يزل فكر الشهيد صلاح خلف سؤالاً مفتوحاً على وعي الوطنية الفلسطينية لبناء وجودها وانفتاحها على مجمل القوى السياسية في المجتمع الوطني الفلسطيني و القومي العربي .
موسى الصفدي أبو إياد

Exit mobile version