المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

لماذا تدعم أمريكا إسرائيل وتدعم خرقها الفاضح لحقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية

كتب: المحامي علي ابوحبله

إسرائيل غيبت القرارات الدولية بفرضها سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحتها للدم الفلسطيني وخرقها الفاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، وكانت مجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس الواقع في 25/1/2023 دليل على جرائم إسرائيل المستمرة بحق الفلسطينيين المدنيين العزل ،
الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أسوأ احتلال عرفه التاريخ الحديث وان الدعم الأمريكي والغربي زاد في تمرد إسرائيل على قرارات الأمم المتحدة ورفضها الانصياع لهذه القرارات وقد استمرت في مشروعها الاستيطاني وال تهويدي غير عابئة بالقرارات التي تصدر عن الأمم المتحدة بحقها .
اتخذ المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، منتصف اللية، عدة قرارات في نهاية جلسة طارئة استمرت 3 ساعات ونصف لمناقشة تداعيات ونتائج عمليتي إطلاق النار في القدس والتي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح.
وأقر الكابينت الصهيوني غلق منزل منفذ عملية مستوطنة “نافيه يعكوف” في القدس المحتلة، الشهيد خيري علقم، وذلك “في أقرب وقت ممكن” كما تقرر حرمان عوائل منفذي العمليات ومن يدعمها من “التأمين الوطني”، ورفض منح بطاقات الهوية لهم، ومناقشة ذلك في جلسة الحكومة الإسرائيلية صباح الأحد. وسيتم إضافة الآلاف من الإسرائيليين الذين يسمح لهم بتراخيص حمل السلاح، وتسريع إجراءات الحصول عليها ، كما تقرر تعزيز البناء في المستوطنات، وتعزيز انتشار القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية والقدس، والتركيز على جمع الأسلحة.
هذه القرارات في مجموعها تفوح منها رائحة الكراهية والعنصرية وتجسيد عملي لسياسة الابرتهايد وهي خرق فاضح لكل القرارات الدوليه وجميعها تندرج تحت عنوان العقاب الجماعي وهدفها اقتلاع الوجود الفلسطيني في ارض فلسطين وتفريغها من أصحاب الحق الشرعيين لحساب الاستيطان والمستوطنين الغير شرعيين
وبدلا من وضع حد لتمردها وجموحها يتم مكافئتها من قبل إدارة بإيدن والاتحاد الأوروبي التي صدرت بيانات التأييد لحكومة اليمين الفاشية ودعم إجراءات حكومتها فيما سمته مواجهة الإرهاب حسب ادعائها ، منكرة على الشعب الفلسطيني حقه المشروع في مقاومة الاحتلال وإجراءاته القمعية واستباحته للدم الفلسطيني ، فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح السبت الواقع في 28/1/2023 ، تفاصيل اتصال هاتفي جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والرئيس الأمريكي جو بايدن، في أعقاب عملية القدس ، التي أدت لمقتل 7 إسرائيليين، واستشهاد المُنّفذ.
وبحسب البيت الأبيض – كما ورد في موقع واي نت الاسرائيلي – فإن بايدن عرض على نتنياهو تقديم كل إجراءات الدعم اللازمة للحكومة الإسرائيلية في الأيام المقبلة ، وقال بايدن لـ “نتنياهو”: “سنقدم لك كل وسائل الدعم المناسبة.. مضيفا إن هذا الهجوم، هجوم على العالم المتحضر”. وأكد الرئيس الأميركي على التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل. وفق تعبيره.
أمريكا تدعم أمن إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني وتدعم إرهابها وخرقها الفاضح لقرارات الأمم المتحدة وهي تتعامل بسياسة الكيل بمكيالين فيما يتعلق بإرهاب ألدوله المنظم الذي تمارسه حكومة الإرهاب الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين
إدارة بإيدن لم تدن عملية جنين التي ذهب ضحيتها تسعة شهداء وعشرات الجرحى ولم تدين استعمال الاسلحه الثقيلة ضد المدنيين حيث قامت بقصف المنازل باسلحه صاروخيه ، وكل ما صرحت به دعوة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التهدئة والتوقف عن التصعيد بعد الاشتباكات التي شهدتها الضفة الغربية الخميس ، وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن الاشتباكات التي وقعت بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالضفة الغربية، وتعتقد أن هناك حاجة ملحة لخفض التصعيد في المنطقة.
وأضاف كيربي، في إفادة صحفية، مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في عملية إسرائيلية في جنين، وتأسف بشدة لخسائر المدنيين ، في المواقف الامريكيه والاوروبيه مساواة بين الجلاد والضحية وتغاضي عن إدانة إسرائيل وفضح ممارساتها الارهابيه بحق المدنيين الفلسطينيين ،
عملية النبي يعقوب كانت ردة فعل على اقتحام جنين وقد أثار الاقتحام الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية، إدانات عربية واسعة النطاق، ودعوات للمجتمع الدولي للتدخل ومحاسبة إسرائيل وتامين الحماية للشعب الفلسطيني
إن الإدارات الامريكيه ومن ضمنها ادارة بايدن تدعم إسرائيل بدافع ديني أصولي عنصري وان الدافع الديني هو الأبرز وراء تفضيل بعض الأمريكيين لمصلحة إسرائيل على حساب بلدهم , فالتطرف الديني هو السبب الأول في الدعم الشعبوي الأمريكي لإسرائيل، فعلى الرغم من أن اليهود لا يتعدون 1.4% من الأمريكيين، فإن الطائفة الإنجيلية الامريكيه طائفة كبيرة حيث يُعرّف 84% من الأمريكيين نفسهم بأنهم مسيحيون في حين يعتبر 37% أنفسهم إنجيليين، وترتبط معتقدات الإنجيليين ارتباطًا وثيقًا بوجود اليهود والدولة اليهودية لقيام معركة “أرمجادون”، وصعود “المؤمنين”، وعودة “يسوع”، العقيدة التي يؤمن بها الملايين من الأمريكيين.
أمريكا التي تدعي أنها حاربت الإرهاب وقام إعلامها بالحديث عن التطرف الديني لدى المسلمين هي ذاتها الدولة التي يتحكم فيها متطرفون ويمثلون لوبي ديني في استطلاعات الرأي وتشكيل الرأي تجاه القضية الفلسطينية برمتها لدعم الإرهاب الصهيوني في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني .
تقول الأسطورة الأمريكية أنها تدعم إسرائيل لأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي تتناسب قيمها مع القيم الأمريكية من حيث الليبرالية والانتخابات الحرة الدورية التي تشهدها، وحيث حرية الرأي وحقوق الأقليات متاحة وهذا مغاير للواقع لان إسرائيل دوله عنصريه بامتياز وان قرار الاواسكو وهيومن رايتس ومجلس حقوق الإنسان جميعها تدين اسرائيل وتتهمها بالعنصرية وممارسة سياسة الابرتهايد بحق الفلسطينيين .
الانتخابات الاسرائيليه للكنيست الاخيره أثبتت أن إسرائيل تحكمها حكومة فاشيه وأن هناك غالبيه من الإسرائيليين تقف بوجه حكومة نتنياهو التي انقلبت على الديموقراطيه وتسعى لتجسيد الديكتاتورية بتغيير القوانين وتجييرها لصالح الاستحواذ عليها من قبل الأحزاب الفاشية
لقد اختارت ادارة بايدن التي تدعي رؤيتها لتحقيق حل الدولتين دعم إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وهي بمواقفها تدعم الإرهاب المنظم لدولة الاحتلال وان مواقف الإدارة الامريكيه تتعارض مع مقولة جورج واشنطن في خطبة الوداع
“ليس هناك ما هو أكثر أهمية من الابتعاد عن الكراهية الراسخة والدائمة ضد دول معينة أو الارتباط العاطفي بدول أخرى. إن الأمة التي تنغمس في اعتياد الكراهية أو اعتياد العشق لأمة أخرى، هي أمة فاقدة للحرية لدرجة معينة”.
إذ لا يبدو أن الأمريكيين يتفقون مع هذه العبارة كثيرًا، العبارة المنقولة من خطبة وداع “جورج واشنطن”، في 1796، فوفقًا لاستطلاع رأي أجرته “بلومبيرج” فإن 45% من الأمريكيين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة دعم إسرائيل حتى وإن انحرفت مصالح إسرائيل عن مصالح بلدهم، ويرى 47% أنه عندما تتعارض المصالح الأمريكية مع إسرائيل، يجب أن تختار الولايات المتحدة مصلحتها فضلًا عن مصلحة إسرائيل. في حين يرى 8% أنهم لا يعرفون أو غير واثقين.

Exit mobile version