الرئيسيةمختاراتمقالاتجنين قلعة الصمود والانتصار القادم

جنين قلعة الصمود والانتصار القادم

كتب: بسام صالح

لم تبكي جنين شهدائها كما بكتهم فلسطين كل فلسطين ، تسعة شهداء في صباح يوم واحد و اكثر من مائة شهيد خلال الاشهر الاخيرة كلهم من جنين قلعة التحدي والصمود والانتصار القادم . شهداء فلسطين يرون بدمائهم الطاهرة ارض فلسطين، شهداء فلسطين اقمارا يضيئون بانوارهم السماء مشاعل تضيء الطريق لمن آمن بحقه في الحرية والدفاع عن الارض والعرض والوطن وعن كرامة امة مازالت مقيدة. نهر الدماء الهادرة شق طريقه الوعرة صعودا وهبوطا، واصبح مجراه معروفا فالتحقت به عشرات الجداول ليكبر اكثر واكثر لتخترق مياهه كل القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية، فالانهار تعرف طريقها وتعرف مصباتها، نهر الشهداء الجارف هو التعبير الواقعي لوحدة الشعب في الميدان، كما قالته فتح اللقاء فوق ارض المعركة، فكان اللقاء وكانت الوحدة، في الدفاع عن الشعب وعن الارض وحمايتهما من عدو متغطرس غارق في عنصريته وفاشيته، لم يدرك ان هذا الشعب هو شعب الجبارين فثار الجبابرة ليلقنوه درسا لن ينساه.
لم تكد جنين وغيرها من المدن والقرى والمخيمات تنتهي من وداع من ارتقى شهيدا، ولم يتمكن الياس من الدخول الى قلوب البعض، حتى زغردت القدس عاصمتنا الابدية، فكان خيري علقم الذي حول حياة المحتلين الى جحيم، فتى من فتيان الوطن شبل من اشباله لوحده وبمسدس ربما كان اكبر من كفه وبثقة المؤمنين بعدالة قضيهم وبحقهم في الحياة على ارضهم افرغ ما في جعبته من رصاص واحدث التغيير، لن تبكي امهات الشهداء لوحدهن، بل سنجعل بكاء اعدائنا دما ينزف في كل ساعة، وسنحول حياتكم الى جحيم ولن تتمتعوا بالامن والامان الذي طالما تفاخرتم به.
لقد اوجعتهم يا علقم، واوجعت اسيادهم في امريكا واوروبا لتصدر التصريحات والبيانات التي تشجب وتستنكر ما قمت به يا خيري واعتبروه عملا ارهابيا، دون ان ينبسوا بكلمة عن الارهاب الحقيقي الذي يمارسه الاحتلال كل يوم وكل ساعة ضد ابناء شعبنا الصامد، وكلنا يعلم سياسة الغرب التي تكيل بمكيالين، ليلحق بهم كلابهم ، من المطبعين والموالين سواء كانوا عربا ام مسلمين، التي دعس على اذنابها فباشرت العواء والنباح مثل الكلاب المسعورة، تدين وتستنكر وتطالب بموقف من القيادة الفلسطينية، وتمارس الضغط والابتزاز للحصول على موقف ادانه ابى ان يصل.
اوروبا والولايات المتحدة واتابعهم من الاعراب والاتراك هم حماة العنصرية الفاشية التي يمثلها الاحتلال الاسرائيلي ومواقفهم الداعمة لهذا الاحتلال جعلت من هذا الكيان دولة فوق القانون تمارس القمع والارهاب الاجرام اليومي بحق الانسانية دون اي عقاب بل يكافاء بمزيد من الدعم العسكري والسياسي والمعنوي. بل اننا نسالهم عن تلك المثل والمبادئء السامية التي يتغنون بها وسنبقى نقرع لهم اجراس الخطر الذي يحيق بهم جراء ابتعادهم عن تلك القيم. وعليهم ان يعرفوا جيدا طبيعة هذا الشعب الفلسطيني وان لحمه قاس ومر وارادته اقوى من كل الاساطير والخرافات الغريبة وان هذه الارادة وهذه القوة التي يمتلكها راسخة في ارضه وفي ايمانه بحقه في ارضه ووطنه الذي لا وطن له سواه، انه يملك قوة الحق التي ستسقط وستفشل كل مخططاتهم.
وامام تصريحات رعاع المستوطنين والمتطرفين المتدينيين العنصرية الفاشية الذين يجلسون اليوم في مقاعد حكومة النتن ياهو، نقول لهم خسئتم انتم وحلفائكم ايا كانوا ، فلن تنالوا من هذا الشعب المستمر في نضاله وبكافة الوسائل منذ ما يزيد على المائة وخمس اعوام من اجل حريته واستقلاله وحقه في اقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الى ممتلكاتهم وديارهم التي هجروا منها بقوة السلاح والمجازر.
ان عملية القدس الاخيرة وما حدث قبلها في جنين وفي كل الاراضي الفلسطينية هو حق مشروع في مقاومة الاحتلال ، والدفاع عن النفس ضد الة الحرب المتواصلة على شعبنا، وهذا ما يدفعنا لمزيد من العمل الدبلوماسي والسياسي الهادف لتدويل القضية ورفعها في كافة المحافل الدولية، مع معرفتنا بان تلك المحافل هي سبب نكبتنا، وان استمرارها بتجاهل حقوقنا الوطنية والتاريخية، قد يتطلب ان نكون اكثر صراحة وشجاعة في مطالبنا وان نرفعها الى اعلى الدرجات، ومنها المطالبة بطرد دولة الكيان من الامم المتحدة، لعدم التزامها بتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن الدولي، ومطالبة الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة بالانسحاب من المنظمة الدولية ومؤسساتها لعجزها عن تطبيق القرارات الخاصة بفلسطين وشعبها ومنذ اكثر من 75 سنة، خاصة وان هناك عملية جارية لتغيير فعلي في النظام الدولي القائم، لصالح نظام متعدد الاطراف لن تكون فيه الولايات المتحدة الطرف صاحب النفوذ الاكبر.
بمزيد من النضال الشعبي، ضد هذا الاحتلال العنصري الفاشي، و بكافة اشكاله، وبمزيد من وحدة العمل الميداني وارادة شعبنا العظيم، سننهي الانقسام المشؤوم ونستعيد ووحدتنا الوطنية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في كافة اماكن تواجده.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا