الرئيسيةمختاراتمقالاتمختبر السيطرة والارتدادات الحتمية

مختبر السيطرة والارتدادات الحتمية

كتب: الأسير أسامة الأشقر

نشر ملحق صحيفة هآرتس الصهيونية قبل أيام تحقيقًا صحفيًا أعده مخرجًا أفلام وثائقية حيث أعرب الاثنان عن قناعتهما الراسخة بأن نظام السيطرة الاستعماري الذي تقيمه دولة الاحتلال في مدينة الخليل سيرتد مباشرة لعمق المجتمع الاستعماري أي داخل “إسرائيل”.

الفيلم الذي أعده المخرجان تحت عنوان (إتش2: مختبر السيطرة) وقد منعت وزارة الثقافة الإسرائيلية ومجلس مستوطنة برديس حنا عرض هذا الفيلم ما اضطر القائمين عليه لعرضه في الشارع أي تحت السماء وفي البرد.

يقول التحقيق الصحفي: “إن المنطقة الفلسطينية المحتلة “إتش 2” في الخليل تعتبر مختبرًا للسيطرة الاستعمارية على الحيز المكاني والسكاني للشعب الفلسطيني وهذا المختبر يحاكي تقدم وتطور نظام الحكم العسكري للمدينة المحتلة، ويتحدث التحقيق الصحفي كيف استخدمت المستعمرة “إسرائيل” كافة أدوات المراقبة والتتبع والفصل طوال خمسة وخمسين عامًا. كما يوضح التحقيق أن نظام السيطرة المقام في مدينة الخليل ومدن الضفة الغربية وفي مدينة القدس المحتلة أقيم على مراحل وهو عبارة عن بنية راسخة تم تشيدها مدماكًا مدماكًا وهو يعتمد أساسًا على التجربة والتمويه في الخليل.

كما تحدث المحامي المعروف ميخائيل سفارد الذي يتابع القضايا المحلية للمواطنين الفلسطينيين منذ عقود، وهو يلخص الواقع بأن التوجهات والوسائل والسيطرة العسكرية تبدأ أولا بمدينة الخليل وتنتقل مباشرة وتنتشر في كل مناطق الضفة الغربية وأيضًا في “إسرائيل”.

وفي مدينة الخليل سياسة الفصل بين اليهود والفلسطينيين وهناك استخدم لأول مرة الرصاص المعدني في الانتفاضة الأولى وهناك بدأ جيش الاحتلال باستخدام أجهزة التعرف على الوجوه “بصمة الوجه” لأجل التعرف وتتبع الفلسطينيين وهناك أيضا وبسبب الظروف الصعبة والمعقدة أنتج جيش الاحتلال حلولاً ووسائل للتعامل مع التطورات الميدانية وخاصة في فترة ما بعد انتفاضة الأقصى وهي ما زالت تستخدم حتى هذا اليوم.

أما النتيجة التي خرج بها التحقيق الصحفي: هو أن نموذج الخليل هو مشكلة “إسرائيلة” كالاستيطان الموجه لقلب السكان الفلسطينيين والرغبة في السيطرة على المنازل الفلسطينية داخل الخليل والقدس وفي أحياء كسلوان والشيخ جراح وهو ذات الأمر الذي يطلبه اليمين الفاشي ويمثله في الحكومة الجديدة إيتمار بن غفير أيضا في منطقة المثلث في الداخل الفلسطيني المحتل.

الخليل هي مختبر السيطرة: لأننا نرى المنطق الخليلي كما وصفوه يتحول شيئًا فشيئًا لينقلب وبشكل منظم للواقع “الإسرائيلي” والأخطر من ذلك على حد تعبير القائمين على التحقيق الصحفي بأن ما يجري في الخليل ليس فقط مهما ومحزنًا وسيئًا كما يقولا: انظروا للخليل على أنها نظرة على المستقبل في القدس وتل أبيب وما نشاهده هناك سنحياه هنا.

هذا هو نوع العلاقة الذي تنظمه الحكومة في هذا الكيان “إسرائيل” بين العرب واليهود وهي ستدخل الجيش للمدن الفلسطينية وهي ستهود القدس الشرقية كما أنها ستمنع اليساريين من زيارتها وستمنع الانتقاد أيضا، هذا ما بدأ بالمختبر في الخليل ومن هناك ينتشر لكل “الدولة”.

 

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا