الرئيسيةأخباراسرائيليةالعملية الإسرائيلية في نابلس: البعد التكتيكي والإستراتيجي

العملية الإسرائيلية في نابلس: البعد التكتيكي والإستراتيجي

بقلم: يوآف ليمور

العملية في نابلس، والتي قتل فيها 11 فلسطينياً، أول من أمس، خلال مهاجمة “عرين الأسود” تستوجب نظرة مزدوجة: تكتيكية واستراتيجية.
من ناحية تكتيكية كانت هذه حملة ناجحة. الأهداف التي وضعتها هي نشطاء “إرهاب” معروفون، كان بعضهم مشاركا في عمليات في الماضي (بما في ذلك العملية التي قتل فيها مقاتل الجيش الإسرائيلي، عيدو باروخ)، وكانت لديهم النية لتنفيذ عمليات في المستقبل ايضا.
بعضهم حاولت إسرائيل القبض عليه في الماضي ايضا دون نجاح، ومن اللحظة التي وصلت فيها الى “الشاباك” معلومات مركزة عن مكان اختفائهم أصدر الضوء الأخضر.

اختار المطلوبون القتال
عملت القوات في الميدان تحت النار وفي مخاطرة عالية. يرتبط عدد المصابين الكبير في الجانب الفلسطيني بحقيقة أن المطلوبين اختاروا الا يستسلموا، بل ان يقاتلوا بما في ذلك النشاط في الزمن الحقيقي في الشبكات الاجتماعية، وكذا في محاولة استدعاء النجدة وايقاظ المقاومة في المدينة، وكذا لاجل تحويل انفسهم الى ابطال (وليس بأثر رجعي) في الوطنية الفلسطينية. حقيقة أنه لم تقع اصابات بين مقاتلي الـ “يمم”، الجيش، و”الشاباك” في مثل هذه النشاطات المركبة جدا، في قلب سكان مدنيين وفي وضح النهار، ترتبط بالمهنية العالية للقوات، لكن ايضا بالاستخدام المكثف للقوات من اللحظة التي فتح فيها “المخربون” النار.
كانت البيانات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أول من امس، تميل الى تقليص الحدث الى هذه الحجوم: نشاط ناجح ضد اهداف “ارهاب”، انتهى بقتل المطلوبين وبعودة القوات سالمة الى الديار. لكن فحص الحدث في منشور ضيق كهذا هو أحادي البعد، وخطير، وينبغي الامل الا يكون حاضرا في المداولات التي سبقت الحملة وتلك التي بعدها.
لا مفر لإسرائيل غير خوض حملات كهذه، وبتواتر عالٍ، على خلفية حجم التهديدات والاخطارات من العمليات في “المناطق”. لكن من المحظور عليها أن تتجاهل حقيقة أن هذه الحملات تصبح أكثر عنفا، وان موجة صداها تتسع باستمرار الى ما بعد الحدود الجغرافية للحملة المحددة.

التخوف: عمليات ثأر
كان هذا صحيحا في الشهر الماضي عندما أدت حملة قتل فيها 13 فلسطينيا في جنين الى اطلاق النار من غزة وعمليات ثأر في القدس، ويمكن التقدير هو ان هذه ايضا ستكون الحالة الآن، وبالتأكيد في ضوء أن منظمتي “الارهاب” المتصدرتين في القطاع “حماس” و”الجهاد الاسلامي”، اعلنتا منذ الآن انهما “لن تتخليا عن حقهما في الرد على العملية في نابلس”.
المعنى الفوري هو الاستعداد لاطلاق صواريخ من غزة، وليس للمرة الاولى في الفترة الاخيرة. صحيح أن “القبة الحديدية” منتشرة بشكل واسع في الجنوب، ويمكن الافتراض انه على طول الحدود ايضا ستنتشر قوات معززة منعا لمحاولات اجتياز او مس بالجدار والسكان، لكن ميل التصعيد واضح في غزة ايضا التي يصعب عليها ان تقف جانبا حين تكون الضفة تنتزف: 49 قتيلا فلسطينيا منذ بداية السنة، استمرارا لاكثر من 150 قتيلا في السنة الماضية.

القدس أولا
غزة هي وجع الرأس الصغير. الاضطراب المتصاعد في الضفة، بالتوازي مع اواخر حكم ابو مازن وضعف السلطة الفلسطينية، تزيد الخطر من انفجار عنف على مستوى واسع، تحذر منه منذ زمن بعيد اوساط “الشاباك” و “أمان”. الى هذا ينبغي أن يضاف شرقي القدس، حيث ان سياسة القوة التي يمليها وزير الامن القومي، ايتمار بن غفير، لا تهدئ الميدان، بل بالذات تثيره وتزيد عدد الاخطارات بالعمليات. وكل هذا يحصل قبل اسابيع من رمضان، المعد للاضطرابات أكثر من أي وقت مضى.
إسرائيل قادرة على تحديات أمنية كهذه. لكن لاجل ذلك عليها أن تعمل بحكمة، وليس بتصريحات عديمة التغطية، مثلما تصرفت الحكومة بعد العمليات الاخيرة. لاجل قيادة خطوة واسعة في الساحة الفلسطينية مطلوب لها شرعية دولية، هي غير موجودة الآن. فالاصلاح القضائي قضم جدا الدعم لإسرائيل في العالم.
اذا لم تتمكن حكومة نتنياهو من تعزيز التأييد في العالم كجزء من خلق الردع حيال اعدائها فانها ستكتشف بان خطواتها القضائية ستمس بإسرائيل ليس فقط في البورصة، وفي سعر الدولار، وفي العناوين في وسائل الاعلام، بل أيضا في ميدان المعركة.

عن “إسرائيل اليوم”

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا