اتفاق يقلب الجغرافيا السياسية..
تطالب المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية وتصريح لتطوير برنامج أسلحة نووية مدني مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل، بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية يوم الخميس، من قبل مصادر مطلعة على تفاصيل البلدين.
وقالت الصحيفة، تصدرت اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسعودية أولويات الرئيس بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تشارك إدارة بايدن بعمق في المفاوضات المعقدة وأي اتفاق سيعيد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وتعد المطالب السعودية بضمانات أمنية ومساعدات نووية من بين العقبات الهائلة التي تحول دون التوصل إلى اتفاق، حيث من المرجح أن يعارض بعض المشرعين في واشنطن تلك الخطوات. ولا تزال الرياض حذرة بشأن التوصل إلى اتفاق.
وأشار السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، دانيال شابيرو، إلى أن “التطبيع بين إسرائيل والسعودية بتوجيه من الولايات المتحدة هو في مصلحة الأطراف الثلاثة. لكن هذا لا يعني أن الأمر سيكون سهلاً “.
ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وسعوديون إن اتفاق السلام ممكن.
وعمقت السعودية علاقاتها الأمنية مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، في ظل التهديد الإيراني وترى الإمكانات الاقتصادية في الاتفاق مع القدس.
بالإضافة إلى ذلك، تشير المصادر إلى أن الاتفاق بين الرياض واسرائيل قد يسرع من إقامة تحالف عسكري إقليمي ضد طهران ويقضي على فكرة الدولتين.
على مدى عقود من الزمان، قال السعوديون علنًا أن الدولة الفلسطينية شرط أساسي للاعتراف بإسرائيل.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن السعودية لم تطلب تنازلات كبيرة بشأن القضية الفلسطينية في إطار المحادثات.
وعاد وفدان إسرائيليان أميركيان من اجتماعاتهما في الرياض نهاية العام الماضي، اعتقاداً منهم أن السعوديين لا يرون القضية الفلسطينية في غاية الأهمية.
تريد الرياض دعم الولايات المتحدة لتخصيب اليورانيوم وتطوير نظام إنتاج الوقود الخاص بها.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن يسمح ذلك للسعودية بتطوير أسلحة نووية وتسريع سباق التسلح مع إيران التي لديها برنامجها النووي.
قال يوئيل جوزانسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي والمتخصص في العلاقات السعودية الإسرائيلية، القضية النووية هي أحد تحديات إسرائيل، إن لم تكن الأكبر، وفي اسرائيل عليهم أن يناقشوا ما إذا كان ذلك يستحق ثمن السلام”.