الرئيسيةأخبارعربية ودوليةما عواقب سقوط المسيَّـرة الأمريكية فوق البحر الأسود؟

ما عواقب سقوط المسيَّـرة الأمريكية فوق البحر الأسود؟

يقول جنرال متقاعد بالقوات الجوية، إنه رغم عدم وجود دليل -حتى الآن- يشير إلى أن التصادم كان متعمدًا، فإن إسقاط طائرة أمريكية من دون طيار عن عمد، قد تكون له عواقب مقلقة.

في أول اشتباك مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، منذ بدء الحرب في أوكرانيا العام الماضي، اعترضت مقاتلتان روسيتان من طراز Su-27 على بُعد 75 ميلًا جنوب غرب شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي تستخدمها روسيا قاعدة لشن ضربات مدمرة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الطائرة التي تعد العمود الفقري لأسطول الاستطلاع الجوي للجيش الأمريكي، كانت تحلق في مهمة استطلاع، عندما اعترضتها المقاتلتان الروسيتان، مشيرة إلى أن إسقاط المسيرة التي من طراز إم كيو-9 ريبر، قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين واشنطن وموسكو.

وبينما اتهم المسؤولون الأمريكيون القوات الروسية المتورطة في الحادث، بالتصرف بشكل خطير، نفت روسيا مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة، قائلة إن اثنتين من مقاتلاتها اعترضتا مسيّرة أمريكية فوق البحر الأسود، لكنهما لم تصطدما بها ولم تتسببا في سقوطها، خلافًا لما أعلنته واشنطن.

فماذا عن الطائرة ريبر؟ وما تكلفتها؟ وما وظيفتها الأساسية؟

تقول «واشنطن بوست» إن القوات الجوية الأمريكية تستخدم الطائرة ريبر لجمع المعلومات الاستخباراتية، وإجراء مهام المراقبة والبحث والإنقاذ، والضربات الدقيقة على أهداف عالية القيمة وحساسة للوقت.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الطائرات من دون طيار قامت بمهام فوق العراق وأفغانستان وسوريا، بين دول أخرى، ويكون تشغيلها عن بُعد بفريق بقاعدتين من أصل 20 قاعدة في 17 ولاية، أحدهما يقود المهمة ويتحكم في الطائرة من دون طيار، بينما يشغل الآخر أجهزة استشعار ويوجه الأسلحة.

ويمكن للطائرة أيضًا حمل ثمانية صواريخ موجهة بالليزر و16 صاروخًا من طراز Hellfire وما يصل إلى 1300 رطل من الوقود، ما يسمح لها بالبقاء في الهواء 1150 ميلًا والطيران على ارتفاع 50 ألف قدم.

وبحسب «واشنطن بوست»، فإن الطائرة ريبر تمكنت من التحليق 325000 ساعة عام 2018، مشيرة إلى أن القوات الجوية تعاقدت مع «جنرال أتوميكس» لبناء أكثر من 360 طائرة ريبر منذ بدء البرنامج عام 2007.

وتبلغ تكلفة طائرة ريبر من دون طيار نحو 30 مليون دولار، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس العام الماضي، بينما يصل طول الطائرة من دون طيار 36 قدمًا وطول جناحيها 66 قدمًا وحمولتها 3750 رطلاً.

وMQ-9 نسخة محدثة من MQ-1 Predator، التي كانت في التسعينيات. وتمتلك «ريبر» محركًا أقوى بنحو ثمانية أضعاف وأطول بـ 13 قدمًا مع جناحيها أطول بـ 16 قدمًا من سابقتها.

وتحتوي الطائرة من دون طيار المحدثة أيضًا على أجهزة استشعار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز تحديد مدى الليزر لتحديد الأهداف.

وفي تصنيف وزارة الدفاع الأمريكية، يرمز الحرف «M» إلى الأدوار المتعددة، بينما يعني الحرف «Q» أنه نظام طائرات يوجه عن بُعد، ويظهر الرقم «9» أنه التاسع في سلسلة الطائرات الموجهة عن بُعد.

ماذا كانت تفعل الطائرة عند إسقاطها؟

يقول الجنرال جيمس بي هيكر، وهو مسؤول عسكري كبير يشرف على عمليات القوات الجوية في المنطقة -في بيان- إن الطائرة كانت «تقوم بعمليات تقليدية في المجال الجوي الدولي» عندما صدمتها طائرة روسية من طراز سوخوي 27، مضيفًا: «في الواقع، تسبب هذا التصرف غير الآمن وغير المهني من الروس في تحطم الطائرتين».

وذكر بيان صحفي للقيادة الأمريكية في أوروبا، أن الحادث هو الأحدث في «نمط من الإجراءات الخطيرة من الطيارين الروس أثناء تفاعلهم مع الطائرات الأمريكية والحلفاء فوق البحر الأسود».

وقال فيليب بريدلوف، الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية، القائد الأعلى السابق لحلف الناتو: «هذا ليس بجديد. المواجهات الروسية الأمريكية في البحر الأسود تحدث منذ بعض الوقت. كانت تحدث بشكل تقليدي تقريبًا».

ولم يتضح -على الفور- المكان الذي وقع فيه الحادث فوق البحر الأسود، ولا المهمة التي كانت الطائرة من دون طيار تقوم بها. ولم يحدد المسؤولون العسكريون الأمريكيون أيضًا الإجراءات التي اتخذها الطيارون الروس، والتي تتناسب مع نمط النشاط الخطير الذي وصفوه.

من جانبه، قال المتحدث باسم البنتاغون، العميد بالقوات الجوية الجنرال باتريك رايدر للصحفيين، إن طائرتي Su-27 شوهدتا لأول مرة بالقرب من MQ-9 قبل نحو 30 إلى 40 دقيقة من إسقاط الطيارين الأمريكيين “ريبر”، رافضًا كشف ما إذا كانت الطائرة من دون طيار مسلحة، ولا مهمتها ولا مكان سقوطها في البحر الأسود.

وليس من الواضح متى أو ما إذا كان سينشر مقطع فيديو للحادث، إلا أنه يجب أن تمر أولاً بإجراءات رفع السرية، بحسب «واشنطن بوست».

ما العواقب؟

قال بريدلوف إنه رغم عدم وجود دليل -حتى الآن- يشير إلى أن التصادم كان متعمدًا، فإن إسقاط طائرة أمريكية من دون طيار عن عمد، قد تكون له عواقب مقلقة.

وتقول الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، أثناء تسليحهما لأوكرانيا وتقديم معلومات استخبارية منتظمة إلى كييف، إنهما لا تشاركان بشكل مباشر في الحرب، إلا أن موسكو وصفت هذه الأعمال بأنها محاولة غربية لتدمير روسيا.

وبينما قال مسؤول كبير بالقوات الجوية الأمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها يخططون لمواصلة العمل في المجال الجوي الدولي، استدعت واشنطن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة إلى وزارة الخارجية.

وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين إن إدارة الرئيس جو بايدن حملت لين إم تريسي، السفيرة الأمريكية في روسيا، رسالة غاضبة إلى وزارة الخارجية في موسكو.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا