كتب: الدكتور مجمد صالح الشنطي
انقلاب ناعم على الشرع و الشرعية ، وتسلّل بطيء لتكرار تجربة فاشلة وخدعة مكشوفة
بعد أن انكشف دور حماس في غزة : خذلان الجهاد الإسلامي وتركها تلعق جراح قادتها الذين اغتالتهم إسرائيل بدعوى تجنب حرب مدمرة على القطاع ، وهو اعتراف ضمني بخطيئة التصرف الذي اجتلب سلسلة الحروب المدمرة على غزة و تدمير الحياة الاقتصادية والاجتماعية عبر الاحتكار و الترحيل والمخدرات و العاهات التي تركتها الحروب و ما أحدثته عمليات التجييش عبر ما عرف بمسيرات العودة ، ثم التراجع عنها و فضائح التجسس و زرع الكراهية و الحقد و تجارة الدم والتهدئة مقابل المال، و التنسيق الخفي و العلني و التهدئة مدفوعة الثمن والفضائح التي تمثلث في بهلوانية إعلامية تتمثل في لغز و مزاعم سيف القدس واحد 1111 وعنتريات (أبو إبراهيم) و وعيده وتهديداته الهزلية التي ما لبثت أن أسفرت عن فشل في المواجهة واسترزاق كسيف من المموّل الوحيد بتغطية أمريكية كما جاء على لسان أحد قادة الصف الأول (نزال) بكل صراحة و وضوح والتفاوض المباح مع العدو كما جاء على لسان الزهار والمفتي السياسي أبو مرزوق ( يحّلل ما يشاء ويحرم ما يشاء بغير حساب) بتفويض مطلق .
للتغطية على كل هذه الموبقات عمدت حماس إلى الانقلاب الناعم عبر الوسائل التالية :
أولا – التجييش ضد السلطة (جواسيس جواسيس) ( البارود البارود السلطة قبل اليهود) وتجارة الدم حيث قذفت بالمقاتلين الشرفاء إلى محارق غير مدروسة للتغطية على افتقارها لدور نضالي حقيقي ، ثلاثة شهداء (رحمهم الله) من القسام مقابل أربعين من الشهداء من الأجهزة الأمنية التي يحرضون صباح مساء و يؤلّبون الشارع عليها ليل نهار ، و يتهمونها بالخيانة
ثانيا – قبل ذلك اغتنام فرصة استشهاد نزار بنات ( رحمه الله) على نحو ينمّ عن اختراق مشهود ب(ما له و ماعليه ) من أجل تأجيج مشاعر الجماهير ضد السلطة ، ثم استثمار ذلك في تهييج النفوس و تسيير المظاهرات للمطالبة برأس القادة التي تسندها حركة وطنية قوية مازالت تشكل درع حماية للمشروع الوطني .
ثانياً- استعمال سلاح الإضراب لإسقاط القيادة وتدمير السلطة بمؤسساتها الرسمية لصالح حكومة التطرف ،ورفض الحلول كافّة والإصرار على مطالب مادية تعلم علم اليقين أنها لا تملكها ، ومع هذا نرى كيف تستغل ظرف بالغ السوء و تعمل في تناقض واضح مع حركة المقاومة التي تبذل الدم رخيصاً.
ثالثاً- الطعن في القرارات و التشكيك في النوايا على نحو الضجة التي أثيرت حول مؤتمر العقبة ، وظروفه معلومة وخسائره من صنع الإعلام الذي تجاهل موازين القوى والظروف العربية و الإقليمية وفوائده السياسية واصطناع الخسائر على نحو ديماغوجي غوغائي لإثارة الشارع .
رابعاً- استضافة قادة حماس في فضائيات معروفة ذات تأثير لقادة حماس لتضخيم منجزاتها و تعليل إخفاقاتها و التغطية على ما أحدثته من شروخ بعيدة المدى في الجدار الوطني ، وما سببته من كوارث سياسية و اقتصادية واجتماعية.
خامسا – التركيز على مسألتين:
الأولى – قديمة حديثة كانت سببا في فوزها في انتخابات 2006 وهي قضية الفساد باعتراف محمود الزهار الذي أقر أنها سبب نجاح حماس و هي قضية الفساد التي انتشرت رائحته الأن وزكمت الأنوف وأصبحت علنية على الملأ (خروج القادة من غزة ، و إدارة الاستثمارات الخاصة في تركيا)
الثانية – التنسيق الأمني بتحويله إلى قميص عثمان وتشويه مفهومه ، في حين التنسيق بين حماس و إسرائيل من أجل إدخال الأموال و التهدئة عيانا بيانا.
أبعد هذا كله نرى هذا الانسياق الغوغائي وراء حركة ما كان يمكن أن يكون لها قاعدة جماهيرية لولا الدعاية المغرضة ، ونحن لا نشكك فيمقاتليها و لكن ندعو إلى التأمل في سلوكها السياسي و العسكري.
وبعد أما آن لنا أن نفرق بين شعبوية غوغائية كرسها الإعلام المأجور و الحزبية الحاقدة لنرى ببصرنا و بصيرتنا ما يحاك لنا ، وأن ندرك أن الماء تعكر صفوه كثرة الدّلاء والحكمة تفسدها آراء الأدعياء.
بقلم د. محمد صالح الشنطي 20/3/2023 م