المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الطيب عبد الرحيم.. من القلة المفتقدين الباقين..

كتب: سعيد أحمد

في قِلتهم وثُلتهم ما زاد وفاض عن تعبير ودلالة كَثرتهم، هم القابضون على جمر حمل راية عانقت سماء الشرق والغرب، فهتفت لها جبال وصداها أوزن بوديان، تلك الراية التي انطوى لها وانطوت تحت ظلها جمرة الدم الساخن، وحبات عرق مدملة بالوجع والقهر ويعلوها كما الدم بهجة الإيمان ولذة الأمل المحمول على رؤية نصر حقيقي يلجم من خلاله وثن ورجس الاحتلال وآثاره ومخلفاته، هم تلك القلة المؤمنة والراسخة برسوخ أقلام لتاريخ مجبول بهممهم وعلياء نفسهم ووعيهم، هو منهم ولهم ومعهم فكان من الكتبة الذين صاغوا في مفترقات الطريق والمسيرة صفحات من تاريخ يبث معانيه في وجه الحداثة ماضيا وحاضرا ومستقبلا، هو الطيب بن عبد الرحيم سيد شعراء الثوار في عصره وحامل امتداد الفكرة المعمدة بالدم إلى ما بعده ولمن خلفه، فخلفه في وجده ووجدانه الطيب سيد القلب نقاء وابداعا، سيد الموقف في أقلام المواقف واللحظات القاسية والمربكة والمرتبكة، فكان من القلة المؤمنين والحالمين الحاملين، من القلة المُفتقدين والباقين، من القلة الذين ما حادوا عن وصل الدرب بحلم الاستقلال ونشوة الحرية الممتدة إلى ما بعد الخلود كخلودهم، هو الذي تنادي لاسمه مواقف الارتباك والوقوع في عنق اللحظة احتياجا وافتقادا، وتزحف بنا اللحظات في ذكرى رحيل قامتك وجسدك ايها الطيب وما يلف بالحال من حال يغيب عنه البياض إلا في ذلك الأمل الشديد كشدة الإيمان بأن النصر آت، وتنغمر المواقف مع مسلسل الأحداث الدامي بشلال الدم وارتقاء قوافل متسارعة من الشهداء، نفتقدك مع كل انبهار في اللحظة لكل موقف واجب أن يكون أو كلمة بلسم تتعطش في صحراء فقدها لأن تبث ما بها من مودة ورحمة كنت تجيد فن بثها واطلاقها…
سلاما أبا العبد وتأكد اننا إلى نجاة السبيل حتما واصلون.. واصلون …….

Exit mobile version