الرئيسيةمختاراتمقالاتفوانيس رمضان.. موروث "فاطمي" يضيء دروب نابلس بالبهجة

فوانيس رمضان.. موروث “فاطمي” يضيء دروب نابلس بالبهجة

تمضي عائلة المواطن شادي منى، من مدينة نابلس، وقتا أطول مع بداية شهر شعبان حتى النصف الثاني من شهر رمضان، في محاولة منها توفير أكبر عدد من القناديل أو الفوانيس التي يزداد الطلب عليها في هذه الفترة.

وتعتبر الفوانيس أحد الطقوس الرمضانية التي تدخل البهجة والسرور لقلوب الاطفال بشكل خاص؛ ودلالة على الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل، والتي يعتقد أن المصريين اول من استخدم هذا التقليد، حسب الروايات ذاتها التي تقول: أن بداية استخدام الفانوس كان مرتبطًا بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمي، مدينة القاهرة قادمًا من الغرب؛ وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، حيث خرج المصريون في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه.

وتشهد مدينة نابلس منذ أيام عدة مبادرات فردية وجماعية لتزيين حارات البلدة القديمة واضاءتها بالقناديل، بعد أيام من الاحتفال بليلة الشعلة او ليلة منتصف شعبان التي يعتبرها النابلسيون بأن لها جُملة من الفضائل والبركات.. يشعلون فيها المشاعل، ويوقدون السُرُج، وينيرون الدروب والطرقات والمساجد.

ويصنع المواطن منى، الفوانيس والقناديل منذ سبع سنوات، باستخدام الخشب الخفيف، والذي يعطيه ميزة كتابة اسماء الاشخاص على تلك الفوانيس.

ويقول: “ننتج هذه الفوانيس بأيدٍ فلسطينية من افراد العائلة من تصميم وطباعة وتغليف، التي تصل الى ذروة الطلب عليها حتى منتصف شهر رمضان؛ كون الناس ينظرون اليها كنوع من الروحانية في شهر رمضان، ويحبون ادخال الفرحة لقلوب الاطفال”.

ويؤكد منى، انه يصنع نحو 3000 فانوس لكافة محافظات الضفة الغربية، بناء على طلب الأهالي الذين يريدون طباعة أسمائهم عليها.

وبحسب رسالة ماجستير بعنوان “بلدية نابلس إبان الانتداب البريطاني 1918 -1948 “، التي اعدتها الطالبة سعاد علي سعادة علي، في العام 2004، ” فإنه منذ تولي المجلس لمدينة نابلس مهامه، وجد أن الناس قد اعتاداو على تعليق قناديل خارج بيوتهم على نفقتهم الخاصة فأبقى عليها مؤقتا، وفي العام 1902 اشترت البلدية 153 قنديلا لإنارة شوارع المدينة”.

وذكرت في الرسالة “بعد ان وجد المجلس العملية غير مجدية وبحاجة الى ضبط طلب من مخاتير الحارات التأكد من تعليق كل ساكن فوق زقاق قنديلا لينير زقاقه على نفقته الخاصة. وفي العام 1903 تبنت البلدية مشروع الانارة كاملا فعينت أربعة شغالين وقامت بتزويدهم بالكاز على تكلفتها، وفي العام 1907 اشترت البلدية مصابيح ذات اضاءة أفضل ووضعتها لإنارة الساحة العامة”.

ويروي الداعية والمؤرخ زهير الدبعي، أن عادة وتقليد استخدام الفانوس في رمضان، يعتبر موروثا لإدخال الفرحة والسرور لقلوب الاطفال وكنوع من تشجيعهم لصيام شهر رمضان.

ويقول في حديث لوكالة “وفا”، قديما كانت الأمهات تعطي الاطفال خاصة في فصل الصيف نصف بطيخة فارغة وتشعل بداخلها اضاءة، ويخرج الاطفال من منازلهم بعد الافطار صوب مركز البلدة القديمة في باب الساحة وهم يحملونها باعتبارها نوع من انواع الفوانيس الرمضانية”.

ويضيف، ان هذه التقاليد المتوارثة تعطي نكهة خاصة وعطرا لشهر رمضان خاصة في مدينة نابلس.

بالعودة الى أصل الفوانيس، تشير روايات اخرى الى أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، كان قد منع النساء من الخروج ليلا، واستثني شهر رمضان من ذلك الأمر لكي يسمح لهن بالخروج للصلاة أو التزاور، ولكي يسعدن بالشهر الكريم، إلا أنه اشترط وجود غلام يحمل فانوسا لينير الطريق، ويعلم المارة بأن هناك امرأة تمر بالطريق، فيفسحون لها، ويغضون أبصارهم.

وفا- بسام أبو الرب

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا