المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اسرائيل كيان عنصري استعماري تم اختراعها قبل مائة سنة

كتب: السفير حكمت عجوري

اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تعتبر حالة شاذة في قاموس الدول المتعارف عليه بالرغم من انها مسجلة دولة عضو في الامم المتحدة وذلك بسبب انها ومنذ قبولها عضو في هذه المنظمة الاممية قبل اكثر من سبعة عقود ما زالت بدون حدود معترف بها وبدون عاصمة معترف بها اضافة الى انها مكونة من خليط من اليهود بعضهم من جذور سامية والبعض الاكبر من جذور خزرية وكلهم مهاجرين ينتمون الى اكثر من ثمانين ثقافة جاءوا الى فلسطين بعضهم بالجزرة وآخر بالعصا من قبل حركة صهيونية عنصرية علمانية لا تعترف بوجود الله ولكنها تعترف فقط بان الله وعدهم بالارض الفلسطينية.

اسرائيل تعني عبد الله وهو لقب يطلق على النبي يعقوب بن اسحق عليه السلام بمعنى ان هذا الاسم المزعوم لهذا الكيان لا يوجد له اي جذور كيانية او سياسية ولا حتى وجود تاريخي على الارض الفلسطينية وذلك بشهادة كل الجيولوجيين ومهم زائيف هيرتسوغ الذين اقروا وبعد حفريات استمرت لمدة سبعين سنة بانهم لم يجدو اي اثر لهذا الوجود وهو ما يؤكد على صحة ما ذكرناه .

اختراع اسرائيل كمشروع استعماري بدأ كفكرة بوعد بلفور سنة 1917 ولكنه بدأ على الارض في مؤتمر سان ريمو سنة 1920 الذي تقاسمت فيه بريطانيا وفرنسا كعكعة الشرق الاوسط وكان لهذا المشروع اسبابه للدول الاستعمارية التي صنعت منه كيان وامدته بكل اسباب القوة من اجل تفتيت العرب حتى لا يتمكنوا من اقامة كيان عربي موحد كان سيرقى لمستوى الدول العظمى نظرا لما يتمتع به الوطن العربي جيوسياسيا ونظرا لما يملكه من امكانيات بشرية وروابط وثروات طبيعية اضافة الى تاريخ حضاري عريق كل ذلك كان يشكل في بداية القرن الماضي هاجس للدول الاستعمارية التي كانت تتلذذ بطعم الاستفراد في السيطرة على الاخرين وسرقة ثرواتهم من اجل بناء وتطوير ذاتها.

اسرائيل قامت على ارض فلسطينية تم اغتصابها بناء على قرار تقسيم جائر وباطل من قبل المنظمة الاممية كونه تم اتخاذه بدون اي اتفاق مع السكان الاصليين “الفلسطينيون “وذلك لكون المنظمة الاممية في حينه كان مسيطرا عليها من نفس الدول التي اخترعت هذا الكيان وذلك خدمة لمصالحها الاستعمارية في منطقة تعتبر الاهم جيوسياسيا في العالم كونها تربط دول الاستعمار الغربي بمستعمراتها في الشرق وبالتالي كان لا بد لهذا الكيان ان يقوى وينجح بدوره كسرطان يستشري في الجسد العربي ويفتته وفي المقابل كان هناك الحركة الصهيونية المالك الحصري لهذا الكيان التي استغلت كل هذه الامكانيات المتوفرة لها لتحقيق اطماعها هي في التوسع و السيطرة على ما يمكنها في المنطقة وقد استهلت ذلك في اليوم الاول الذي قام فيه الكيان باحتلالها بالقوة لنصف الارض التي تم رصدها لاقامة دولة فلسطينية بحسب قرار التقسيم سنة 1947.

من اهم ما استخدمته الدول الاستعمارية وتحديدا بريطانيا في مطلع القرن الماضي من ادوات توطئة لاقامة هذا الكيان كان في وعودها الكاذبة للعرب واستمالتهم الى جانبها في الحرب العالمية الاولى التي انتهت باسقاط النظام العثماني الحاكم وبدلامن ان تفي بوعودها للعرب بمنحهم الاستقلال عملت على تنصيب نفسها حاكما بديلا للنظام العثماني ولكن تحت مسميات خادعة في ظاهرها بحجة تطوير وتاهيل الكيانات العربية باتجاه الدول السيادية ولكنها كانت تخفي في باطنها الاستعمار بكل ما يعنيه بدليل انها لم تخرج الا بعد ان اقامت ورسخت هذا الكيان الصهيوني.

ما سبق يؤكد على ان ما زعمه الفاشي سموتريتش بان الفلسطنة اختراع عمره مائة سنة هو في الواقع ينم عن قصور ذهني شديد وجهل وذلك بسبب ان زعمه هذا هو وصف دقيق وحقيقي للاسرلة التي تم اختراعها كفكرة قبل مائة سنه وككيان بني قبل 75 سنة على ارض فلسطينية كانت وما زالت معمورة بسكانها الاصليين ومنذ الاف السنين بدليل انه قد ورد ذكرفلسطين والفلسطينيين في التوراة حوالي 74 مرة وهذا بحد ذاته يدين ما تفوه به سموتريتش المعروف بفاشيته وجهله الذي جعل منه عدو حتى لنفسه باعلانه العداء للانسانية يوم ان طالب بمحو بلدة حوارة الفلسطينية كما فعل اسلافه في حرب النكبة بمحو اكثر من خمسمائة قرية وبلدة وقتل وطرد اهلها الساكنين فيها منذ الاف السنين.

ولكن هناك وما يعنينا كعرب من تفوهات هذا الفاشي والخارطة التي ظهرت معه وذلك في كونها تكشف طبيعة الفكر الصهيوني واطماعه في التمدد والهيمنة على حساب كل دول المنطقة دون استثناء وهو ما يجب اخذه من قبل كل العرب بعين الاعتبار وذلك بسبب ان الخارطة التي ظهرت معه لا تفرق عن الخارطة المرسومة على العملة الاسرائيلية المعدنية الاغورة والتي تشير الى ان حدود هذا الكيان تمتد من الفرات الى النيل غير ان خارطة سموتريتش ضمت مدينة نيوم السعودية على ما يظهر، والى ذلك نضيف بان تفوهات سموتريتش لا تختلف عن ما تفوه به رئيسه النتن الذي زعم هو ايضا بان العرب هم من احتلوا ارض اجداده مع ان اجداده من جذور خزرية ولا علاقة لهم لا بفلسطين ولا بمحيطها.

العرب خسروا المعركة التي فُرضت عليهم سنة 1948 تماما كما فَرضت عليهم نتائجها باقامة هذا الكيان العنصري على ارض المعراج وميلاد السيد المسيح وذلك من قبل من اعتقد العرب خطأ بانهم حلفائهم في حينه كانت بريطانيا التي تعتبر الاب البيوجي لاسرائيل ليس ذلك فحسب وانما كانت خسارة هذه المعركة واقامة الكيان بمثابة مقدمة لتفتيت النظام الرسمي العربي والهاء العرب في حروب وعداء فيما بينهم بما يضمن عدم قيام اي كيان عربي وحدوي ما بين الخليج والمحيط وهو ما يفسر هزيمة العرب مرة اخرى في معركة سنة 1967 .

خسارة هذه المعارك مع الكيان الصهيوني لا تعني خسارة العرب للحرب التي ارى انها ما زالت نارها مشتعلة ولو تحت الرماد بسبب الاطماع الصهيونية وذلك بالرغم من تطبيع البعض العربي الرسمي مع الكيان والسؤال هنا “هل سيفيق العرب بعد كل هذه الانذارات الصهيونية ” ام انهم سيبقوا في سباتهم الى ان يتم اكلهم الواحد تلو الاخر كما اكلت الثيران الثلاث الواحد تلو الاخر.

ختاما وازاء ما سبق اقول وبكل اسف بانه صار من المعيب جدا والمخجل هذا الاستمرار في التنكر الغربي الرسمي لقيمه بسبب صمته وعجزه ازاء هذا الكيان الصهيوني الذي يمارس جهارا نهارا سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي بحق السكان الاصليين “الفلسطينيون” والذي يضرب بعرض الحائط كافة القوانين والشرائع الدولية وما يصدر عنها من قرارات دون اي اعتبار لاحد وبدلا من ان يتم نبذ هذا الكيان ومقاطعته كما حصل مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا نرى انه ما زال يجابه بالصمت والتغطية على كل جرائمه من قبل الدول الغربية الداعمة له وكانها شريكة له في هذه الممارسات ضد الفلسطينيين والتي كشفت عنها وفضحتها مؤسسات حقوقية غربية ذات مصداقية كبيرة مثل الهيومن رايتس ووتش والامنستي انترناشونال .

Exit mobile version