المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

45 عاما على اغتيال وديع حداد

قبل 45 عاما، اغتيل وديع حداد، الملقب بـ “الثائر الاستثنائي”، وصاحب شعار: “وراء العدو في كل مكان”.

ولد الدكتور وديع حداد في صفد، سنة 1927، واغتاله الموساد الإسرائيلي في ألمانيا الشرقية يوم 28 آذار/مارس 1978.

“وفي أحيانٍ كثيرة كنتُ أسأله مستغربًا كيف لطبيبٍ برجوازيّ أن يختار العيشَ بهذه الطريقة، فيجيبني: إحنا الفلسطينيّة، إذا ما العامل والمثقّف والفلّاح والدكتور والمهندس ناضلوا وقاتلوا ما بتِرجعلنا فلسطين”. من ملف مجلة الآداب اللبنانية في الذكرى الـ39 لاغيتال وديع حداد.

وفي ذكراه الـ39 استذكره رئيس تحرير مجلة الآداب، الراحل سماح إدريس: “قلّما جاد التاريخُ علينا بشخصٍ يَجمع التفاني، إلى الذكاءِ، والاختراعِ، ومَلَكَةِ القيادة. وديع حدّاد واحدٌ من هذه القلّة القليلة التي تمرّ في التاريخ خَطْفًا، لكنّها تترك في الدنيا “دَوِيًّا كأنّما تَداوَلَ سَمْعَ المرءِ أنملُهُ العَشْرُ” (المتنبّي). درس الطبَّ ككثيرين، لكنّه تخصّص في علاج القضيّة”.

كان والده يعمل مدرسا للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في هذه المدينة. أثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز بذكائه المتقد ونشاطاته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات، كما أنه كان شابا رياضيا يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخرى.

نتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 1948، اضطر للهجرة من وطنه ولجأ مع عائلته ووالده إلى مدينة بيروت حيث استقر بهم الحال هناك، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت ليدرس الطب.

تولى موقعاً قيادياً في “جمعية العروة الوثقى”، ولاحقاً في “حركة القوميين العرب” وثم “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. منذ التأسيس تولى الدكتور وديع حداد مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة، حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما: المالية والعمل العسكري الخارجي.

خلال عمله في التنظيم الخارجي قاد خلايا تنشط في مختلف أنحاء العالم، وكان وراء عمليات خطف الطائرات الشهيرة ومنها الطائرة لاندسهوت الألمانية.

وصفت إسرائيل حداد بالإرهابي المتمرس ومتعدد المواهب، واتهمته بخطف طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية “ال-عال” عام 1968، وتم الإفراج عن الرهائن فقط بعد خضوع الحكومة الإسرائيلية لشرطه بالافراج عن أسرى فلسطينيين.

كما اتهمه الموساد بالمسؤولية عن إنشاء علاقات بين التنظيمات الفلسطينية ومنظمات عالمية، ودعا أفرادها للتدرب في لبنان، وكانت إحدى نتائجها قيام “الجيش الأحمر الياباني” “بمذبحة في مطار بن غوريون (تل أبيب) عام 1972”.

وكان اختطاف طائرة “إير فرانس” إلى عنتيبي، القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ قرر قادة الموساد وجهاز المخابرات العسكرية على الفور تصفية حداد.

أغتيل وديع حداد في 28 آذار/ مارس عام 1978 في ألمانيا الشرقية من قبل الموساد الإسرائيلي، بإدخال مادة سامة بيولوجية تعمل ببطء إلى كمية من الشوكولاته البلجيكية، أرسلوها إليه بواسطة عميل.

وفا- يامن نوباني

Exit mobile version