الرئيسيةمختاراتمقالاتقبر يوسف الصديق (عليه السلام)

قبر يوسف الصديق (عليه السلام)

كتب: ا.د. يونس عمرو

في ضوء ما تعانيه مدينة نابلس ام الحضارة، وأهلها العصريون، من وجود موقع فيها، عرف بقبر يوسف، هذا القبر الذي ابتليت به المدينة ، فجلب عليها المصائب من جراء اعمال المستوطنين الاسرائيليين ، وما يلحقون بها من أذى واجرام، مما جعلني اكتب هذا الايجاز، لعلي اسهم في كشف الحقيقة حول القبر ، الذي تاه بل ضاع في خضم الروايات التوراتية المزيفة، والتي يكاد يجمع الباحثون على زيفها،ومنهم؛ السير جورج جيمس فريزر، ورونالد ريدفورد ، وريتشارد فرويند ، وغيرهم. معروف ان يوسف (عليه السلام) عاش في مصر، وكان ذا شأن عظيم مكن له في الأرض بإذن الله،مما جعله من اهل المقامات العليا،بل صفوة الحاكمية الفرعونية، مما نستطيع معه الاطمئنان الى ماذهب اليه بعض الباحثين في الحضارة المصرية الفرعونية، من ان يوسف مات عزيزا مكرما في اوساط اهل الحكم الفرعوني، ليعامل كما يعامل عِلية القوم في موته،من طقوس جنائزية خصوصية ، اهمها التحنيط ، وإجراءات الحزن من ترانيم وبكائيات الجناز،من أدوات التحنيط واوانيه ومدامع البكاء، وغير ذلك من طقوس، ولقد أشار الباحث المصري احمد عثمان إلى اكتشاف مقبرة عام 1905م في وادي الملوك في مصر، فيها تابوتان لرجل وزوجه،ظاهر انها مقبرة لصفوة من الخاصة، وما يميزها عن غيرها من المقابر الملكية، انها خلت من الرسوم الإلهية والزخارف والكتابات الفرعونية،التي تنقش على جدران المقابر، مما دفع إلى الجزم بأن هذه المقبرة ، لمن لا يدين بدين المصريين، إلى جانب ادلة واستنباطات اخرى، لا يتسع المقام لذكرها، لكنها في المحصلة تفيد انها ليوسف الساميّ اللون والملامح، ولزوجه مصرية الملامح ايضا. وقد ايد هذا باحثون اوروبيون ويهود، وهذا ما أراه من ان يوسف دفن في مصر، وأن روايات العهد القديم،من سفر التكوين ،إلى سفر الخروج ،إلى سفر يشوع كلها ملفقة، كتبها كتاب يعلنون انهم لايعرفون مكان قبر نبيهم موسى، فكيف بهم يوردون روايات عن مكان قبر يوسف ،فيوردون دعايات وصية يوسف ،التي طلب فيها ان يدفن عند أبويه إسحق ويعقوب، وجده ابراهيم الخليل، في حبرون (الخليل)، وهذه فيها قسط من المنطق ان صحت، كونه اوصى ان يدفن عند اهله، فكيف ناخذ بالرواية التي تقول انه دفن في نابلس؟! أضف إلى ذلك ان قبر نابلس لرجل صالح ، يدعى يوسف الدويك او الدويكات ، قيل انه يرجع إلى العصر المملوكي او العهد العثماني ،وادعاء الاسرائيليين بملكيته ليست فريدة ،فقد استغلوا تدين المسلمين في الاعتقاد والتقديس، لأماكن وأولياء وانبياء اعتقدوا بهم في تراثهم، فتصرُّف المستوطنين بما نرى من اعتداءات على المقامات والمزارات الاسلامية، كالنبي صالح والنبي صامويل، ومقامات كفل حارس ومقام الاربعين في جبل الرميدة ومقام الشيخ يوسف النجار في الخليل،وقبة راحيل (مسجد بلال ابن رباح) في بيت لحم.
ولم تفتني الإشارة إلى بناء مقام يوسف في الحرم الابراهيمي في الخليل، فقد بني خارج السور (الحيْر)،في العهد العباسي ( ق 3ه _9م)،اثر حلم رآه صالحان الاول فارسي والثاني مقدسي يفيد ان قبر يوسف في الحرم الابراهيمي في الخليل، وأُخبر اولي الامر بالرؤيا، فصار بناء المقام الحالي ،وبغض النظر عما في الروايتين من غرابة، اقول: العرب عموما متدينون ، يقدسون كل ما يعتقدون بأنه يقربهم من الله،حتى ان العرب في الجاهلية، وصفوا بالجاهليين، لأنهم تقربوا إلى الله العلي زلفى بالاصنام، فهم لم يعبدوها كما قد يعتقد البعض، ومن هنا ندفع ثمن تقديسنا لمواقع واشخاص ،اثر رواية او رؤيا (حلم)، لنقع ضحية روايات إسرائيلية زائفة، حملها المستوطنون اليهود،وراحوا يمارسون باثرها شر الممارسات، ليتحولوا هم بدورهم ضحاياها، كادوات مريضة تنفث الشرور والسموم، والتفرقة العنصرية .
وقد ايد معظم الباحثين اجانب ويهود وعرب في خلاصة الامر ان يوسف دفن في مصر وان القبرين في الخليل وفي نابلس فارغين وكل ما ورد روايات صهيونية حولهما غير صحيح وعلينا نحن الفلسطينيين ان نضع الامر في نصابه بكشف زيف هذه الادعاءات علما بان الدولة العثمانية سجلت قبر يوسف في نابلس كمسجد اسلامي من املاك الوقف الاسلامي.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا