المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مختارات من الصحف العبرية 5-4-2023

أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة

موقع Ynet، 5/4/2023
طائرات سلاح الجو تشنّ غارات على مواقع في قطاع غزة ردّاً على إطلاق عدة قذائف صاروخية من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو قامت صباح اليوم (الأربعاء) بشنّ غارات على مواقع عسكرية تابعة لحركة “حماس” في غرب قطاع غزة، وذلك ردّاً على إطلاق عدة قذائف صاروخية من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية الليلة الماضية.

وأضاف البيان أنه تم رصد إطلاق 9 قذائف من غزة على دفعتين، وأشار إلى أن منظومة “القبة الحديدية” اعترضت 4 منها، ولكن إحداها سقطت على مصنع في سديروت، وألحقت أضراراً به، وأصيب شخص بجروح في أثناء الركض إلى الملجأ.

في المقابل، قالت مصادر فلسطينية في القطاع إنه تم إطلاق مضادات أرضية في اتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي شنّت غارات على مواقع للفصائل الفلسطينية غربي النصيرات وجنوبي مدينة غزة ووسط القطاع.

ويأتي هذه التصعيد بعد أن قامت قوات الشرطة الإسرائيلية باقتحام المصلى القبلي في المسجد الأقصى الليلة الماضية، وأخرجت المعتكفين داخله بالقوة، واعتقلت المئات منهم، وتخلل ذلك إطلاق قنابل صوتية، وهو ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المصلين.

“معاريف”، 5/4/2023
إصابة نحو 200 فلسطيني خلال قيام قوات الشرطة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والاشتباك مع المصلين واعتقال المئات منهم

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن قوات كبيرة من الشرطة قامت الليلة الماضية باقتحام المسجد الأقصى واشتبكت مع المئات من الفلسطينيين الذين اعتكفوا في المصلى القبلي، وكان بعضهم ملثماً، ألقوا حجارة وأطلقوا مفرقعات صوب القوات، وتحصنوا في المكان.

وأضاف البيان أن شرطياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة في قدمه، وأن قوات الشرطة قامت بتنفيذ مئات الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين.

وقالت مصادر فلسطينية إن نحو 200 فلسطيني أصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة هذه الاشتباكات.

وحذّرت السلطة الفلسطينية في رام الله إسرائيل من مغبة تجاوُز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والذي قد يؤدي إلى انفجار كبير. وقال الناطق الرسمي بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن ما حدث في المسجد الأقصى هو اعتداء على مصلين، وأكد أن رام الله تحمّل إسرائيل كامل المسؤولية عن أي تدهور، ودعا الإدارة الأميركية إلى عدم الوقوف متفرجة على هذه الخطوة الإسرائيلية.

كما شجبت حركتا “حماس” والجهاد الإسلامي ما وصفتاه بأنه عدوان على المعتكفين وتهديد الأماكن المقدسة، وهددتا بالرد.

واستنكر الأردن الحادث وطالب اسرائيل بإخراج الشرطة من الحرم القدسي الشريف فوراً.

وفي أعقاب أحداث الحرم هذه، شجبت مصر ما جرى، واصفةً إياه بأنه انتهاكات إسرائيلية متكررة لحرمة الأماكن المقدسة. وأكدت القاهرة أن هذا التصعيد من شأنه أن يقوّض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين.

موقع إذاعة “كان 11″، 5/4/2023
غالانت يلمّح إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات الأخيرة في الأراضي السورية

لمّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات الأخيرة التي وقعت في الأراضي السورية.

وجاء تلميح غالانت هذا خلال مراسم احتفالية أقيمت في مقر قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) بمناسبة حلول عيد الفصح العبري، وشارك فيها أيضاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هرتسي هليفي.

وقال غالانت: “لقد ثَبُتَ خلال الأيام الأخيرة ما الذي تعلم به إسرائيل وكيف تستخدم ذلك.” وأكد أن الجيش الإسرائيلي يقوم بأداء مهماته بشكل سريع ونوعي وهادئ.

يُذكر أن إسرائيل شنّت الليلة قبل الماضية، وفقاً لمصادر سورية، هجوماً طال محيط العاصمة دمشق ومنطقتين أخريين توجد في إحداهما قوات موالية لإيران. وكان هذا رابع هجوم نُسِبَ إلى إسرائيل في الأراضي السورية خلال الأيام الستة الماضية.

وأفادت تقارير إعلامية عربية بأن آخر الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل على مواقع قرب دمشق هدفت إلى إحباط هجمات بمسيّرات على الأراضي الإسرائيلية.

“يديعوت أحرونوت”، 5/4/2023
رئيس جهاز “الشاباك” يدّعي إحباط أكثر من 200 اعتداء “إرهابي” منذ بداية السنة الحالية

كشف رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام [“الشاباك”] رونين بار النقاب عن قيام هذا الجهاز بإحباط أكثر من 200 اعتداء “إرهابي” منذ بداية السنة الحالية 2023، وأشار إلى أن 150 اعتداء، منها بإطلاق النار، والبقية عن طريق عمليات انتحارية ووضع عبوات ناسفة ومحاولات دهس واختطاف مدنيين وجنود.

وجاء هذا الكشف في سياق كلمة ألقاها بار في مراسم أقيمت في مقر قيادة جهاز “الشاباك” أمس (الثلاثاء) بمناسبة قرب حلول عيد الفصح العبري، وبحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وقال بار: “إننا في زمن مليء بالتحديات من الداخل والخارج، ومصدر هذه التحديات إيراني وشيعي وحماسي وجهادي وجبهة شعبية وسلفي، وكذلك العديد من الظواهر المحلية.” وأشار إلى أن طاقم “تاكيلا” الخاص بجهاز “الشاباك”، والمخصص لإحباط تهديدات فورية، استُدعي أكثر من 14 مرة منذ بداية السنة الحالية.

وشكر رئيس الحكومة نتنياهو عناصر جهاز “الشاباك” على العمل الشاق الذي يقومون بتأديته على مدار الساعة.

وشنّ نتنياهو هجوماً حاداً على إيران، مؤكداً أن نظام الملالي في طهران مسؤول عن 95% من التهديدات الأمنية الموجهة ضد إسرائيل.

“يديعوت أحرونوت”، 5/4/2023
اتصال هاتفي بين نتنياهو وبن زايد للدفع قدماً باتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات

قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أجرى مساء أمس (الثلاثاء) اتصالاً هاتفياً برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأضاف البيان أن الزعيمين أعربا خلال هذا الاتصال الهاتفي عن التزامهما دفع اتفاقية السلام بين البلدين إلى الأمام وتوسيعها. كما اتفقا على الاجتماع قريباً.

وهنّأ نتنياهو الشيخ بن زايد بحلول شهر رمضان المبارك، في حين قدّم رئيس دولة الإمارات التهاني إلى رئيس الحكومة بمناسبة حلول عيد الفصح لدى أبناء الشعب اليهودي.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات “وام” أن الشيخ محمد بن زايد شدّد خلال المكالمة الهاتفية على تمسُّك دولة الإمارات بالعلاقات مع إسرائيل، ووصفها بأنها اختيار استراتيجي لصالح السلام والتطور. كما أوضح أنه يتوقع مضاعفة الجهود المبذولة في إطار العلاقة مع إسرائيل، وأن دولة الامارات ستواصل العمل المشترك، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات.

“معاريف”، 5/4/2023
شبتاي: الحرس الوطني الذي ينوي بن غفير إقامته يجب أن يكون جزءاً من الشرطة ويعمل في إطارها

قال القائد العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال كوبي شبتاي إن الحرس الوطني الذي ينوي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إقامته، يجب أن يكون جزءاً من الشرطة ويعمل في إطارها.

وأضاف شبتاي في سياق كلمة ألقاها خلال حفل تدشين “معهد دراسة الأمن الشخصي والمتانة المجتمعية” في الكلية الأكاديمية في الجليل الغربي أمس (الثلاثاء)، أن ذلك سيخدم الحرس الوطني، وسيجنّبه التصادم مع القانون. وحذّر من أن الفصل بين الحرس الوطني والشرطة قد يؤدي إلى المساس بالأمن الشخصي، وإهدار موارد الدولة، وتفكيك الشرطة من الداخل، سواء في بناء القوة، أو في مجال عملها.

وأكد شبتاي أنه سيواصل الحفاظ على استقلالية الشرطة، كونها الجهة الوحيدة في الدولة التي تملك صلاحية الحفاظ على الأمن الداخلي.

من ناحية أُخرى، اتهم شبتاي الوزير بن غفير بتسريب تسجيل صوتي لمكالمة جرت بينهما، مؤخراً، إلى وسائل الإعلام، وقال شبتاي خلالها إن “العرب يقتلون بعضهم البعض، وهذه هي عقليتهم.”

ورأى مسؤولون كبار في الشرطة أن تصرُّف الوزير بن غفير هذا يسيء إلى قدرتها على إحاطته بتطورات معينة بشكل سري. كما قالت مصادر شرطية إن أقوال القائد العام أُخرجت من سياقها، موضحةً أنه أشار إلى عدم تسليم قتلة من المجتمع العربي إلى الشرطة، حتى إذا كانت هويتهم معروفة لأبناء عائلات الضحايا.

وأثار التسجيل زوبعة من ردات الفعل الغاضبة في أوساط المجتمع العربي.

وقالت مصادر مسؤولة في قيادة الشرطة إن شبتاي اتصل برئيس راعام [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس لتوضيح قوله والاعتذار عنه، وأكد أنه لم يقصد جرح مشاعر المواطنين العرب.

من جهته، طالب رئيس تحالُف حداش – تعل [الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير] عضو الكنيست أيمن عودة وشخصيات أُخرى من قادة المجتمع العربي بإقالة القائد العام للشرطة، وقالوا إن سبب تنامي العنف في العقدين الأخيرين هو سياسة الإهمال والتمييز التي منحت عصابات الإجرام الحصانة.

كما طالب عضو الكنيست جلعاد كريف، من حزب العمل، بإقالة شبتاي على خلفية أقواله.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين

“يديعوت أحرونوت”، 4/4/2023
هدف الهجمات في سورية إحباط هجوم بالمسيّرات الإيرانية على العمق الإسرائيلي
رون بن يشاي – محلل عسكري

وتيرة الهجمات على أهداف إيرانية في سورية، والمنسوبة إلى إسرائيل، في الأسبوع الماضي، كانت غير مسبوقة من حيث حجمها وكثافتها وقوتها. وعلى ما يبدو، فإن الهدف من هذه الهجمات هو منع هجوم “إرهابي” إيراني بواسطة المسيّرات، خطّط له الحرس الثوري الإيراني، بمساعدة حزب الله. وفي أول أمس، حاولوا استعادة نجاح مسيّراتهم التي استخدمها الجيش الروسي في أوكرانيا.
ويجب أن نذكر أن الإيرانيين زودوا الروس بمسيّرات هجومية/انتحارية بعيدة المدى من أنواع مختلفة، هاجم الروس بواسطتها البنية التحتية للكهرباء والمياه والمواصلات في عمق أوكرانيا، وهو ما تسبب بمعاناة كبيرة للسكان المدنيين هناك. أغلبية هذه المسيّرات أُطلقت من شبه جزيرة القرم التي تبعد مسافة قصيرة عن أهداف البنى التحتية في قلب أوكرانيا.
عندما تكون المسيّرة مزودة بالذخيرة، فإنها تصبح تهديداً جدياً للغاية: فعلى الرغم من أن الرأس المتفجر الذي تحمله صغير نسبياً، فإنه شديد الدقة، ويصيب النقطة الحساسة في البنية التحتية بدقة ويشلّها. بالإضافة إلى ذلك، كلما كان مدى تحليق المسيّرة قصيراً، كلما كان من الصعب كشفها وتحديدها واعتراضها. لذلك، يمكن التقدير أن الإيرانيين قرروا مهاجمة أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية من سورية، من أجل تقليص المسافة. كما يمكن التقدير أن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل منذ يوم الخميس، هدفها إحباط الهجمات التي خططت إيران للقيام بها في عمق إسرائيل، بواسطة مسيّرات انتحارية/هجومية تطلقها من سورية، وتصل بسرعة وأمان نسبييْن إلى أهدافها. وعندما حاولت إحدى هذه المسيّرات أول أمس التسلل، جرى إسقاطها بواسطة القتال الإلكتروني، شمالي بحيرة طبرية، ولم ينجح الإيرانيون في محاولتهم.
على هذه الخلفية، قال وزير الدفاع يوآف غالانت أمس: “مؤخراً، نشهد جهوداً للمسّ بنا، مع الأسف، لا تأتي فقط من الأماكن التي اعتدناها في الأعوام الأخيرة. المحاولات التي تجري في الشمال هي مؤشر مُقلق، علينا مواجهته.”
الإيرانيون أطلقوا في الماضي مسيّرات إلى إسرائيل من الأراضي العراقية والإيرانية، لكنهم، حينها، حاولوا تهريب سلاح وذخيرة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية. طائرات سلاح الجو أسقطت مسيّرتين من طراز شاهد، وطائرات سلاح الجو الأميركي أسقطت اثنتين في سماء العراق. كما هاجم الإيرانيون في الماضي سفينتين بملكية إسرائيلية جزئية، بواسطة مسيّرات انطلقت من إيران، وهاجمت أهدافها على بُعد مئات الكيلومترات. ونذكر بصورة خاصة أيضاً الهجوم على منشآت النفط أرامكو في السعودية في أيلول/سبتمبر 2019، والذي أدى إلى شلّ نصف صناعة النفط هناك لأسابيع طويلة.
وبالاستناد إلى تقارير في وسائل الإعلام العربية، فإن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل هذه الليلة في سورية، أصاب قواعد وقيادة ومناطق لوجستية تابعة للحرس الثوري الإيراني، وقاعدة للميليشيات الموالية لإيران في منطقة الكسوة جنوبي العاصمة السورية. كما هوجمت أيضاً مكاتب ومنشآت لوجستية في مطار دمشق. بالإضافة إلى ذلك، تضررت منازل في حيّ السيدة زينب، حيث يوجد مقام السيدة زينب المقدس بالنسبة إلى الإيرانيين، كما قبر راحيل والحرم الإبراهيمي بالنسبة إلينا.

“معاريف”، 4/4/2023
هل أدى تجديد العلاقات بين إيران والسعودية إلى إلغاء فرص التطبيع مع إسرائيل؟
زلمان شوفال – دبلوماسي إسرائيلي

“اللعبة الكبيرة”، مصطلح كان يُستعمل سابقاً لوصف التنافس بين بريطانيا وروسيا في أفغانستان؛ الآن، هو يصف التنافس بين أميركا والصين في الشرق الأوسط. المبادرة الصينية إلى تطبيع العلاقات ما بين طهران والرياض جاءت في وقت كان التركيز الجماهيري والسياسي في إسرائيل موجهاً إلى أمور أُخرى – النقاش بشأن الإصلاحات القضائية، وتصعيد الصراع مع الفلسطينيين- وجاءت في وقت ينصبّ تركيز أميركا على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى مشكلة عدم الثبات، وعدم وجود استراتيجيا واضحة في السياسة الخارجية، وضمنها الشرق الأوسط، وكذلك انشغالها في الحرب الأوكرانية.
وبغضّ النظر عن نتائج هذا التطبيع بالنسبة إلى السعودية، أو طهران، أو إسرائيل والدول الأُخرى في منطقتنا، فإن الصين، كما يبدو، هي الرابح الأكبر على صعيد المنافسة الدولية بينها وبين الولايات المتحدة، وأيضاً على صعيد مصالحها المباشرة في المنطقة، والتي تتضمن التزود المستمر بالنفط ومنع التشويش الناتج من حرب محلية وأعمال إرهابية، وأيضاً كجزء من أهمية المنطقة في إطار مشروع “الحزام والطريق”، وسيطرتها على طرق التجارة البحرية. هذا بالإضافة إلى أن الصين ترى في تدخُّلها في هذا الجزء من المنطقة ثقلاً مقابلاً لانتقال المحور الاستراتيجي الأميركي إلى شرق آسيا، وهي منطقة ترى بيجين أنها ساحتها الأمامية والخلفية معاً.
بالنسبة إلى إيران، إن تطبيع العلاقات مع السعودية، ويمكن أيضاً مع جهات أُخرى في العالم، هو فرصة لتعزيز مكانتها الجيو – سياسية، من دون أن تتنازل عن أهدافها النووية ونيتها، الهيمنة على الشرق الأوسط، حتى لو كان الحديث لا يدور عن تحسين كامل من ناحية دولية، أو حل أزماتها الداخلية. هدف آخر لدى إيران هو محاولة فرض قيود على تأثير إسرائيل المتصاعد في المنطقة منذ توقيع “اتفاقيات أبراهام”، وهو ما يشكل تحدياً بالنسبة إلى الدبلوماسية الإسرائيلية والأميركية أيضاً.
جاءت هذه التطورات في منطقتنا في وقت كانت الولايات غير جاهزة، وأظهرت إسقاطاتها مرة أُخرى الإشكاليات، وحتى التناقضات أحياناً، في فهمها للواقع في الشرق الأوسط. هذا القصور في الفهم ناجم عن التصورات المختلفة في أميركا إزاء وظيفتها كشرطية العالم وما تعتبره رسالتها في نشر القيم “الديمقراطية” و”الليبرالية”، وهو هدف لا يتلاءم بالضبط مع طبيعة وجوهر الدول العربية والإسلامية.
حقيقة أن تطرُّق الإعلام الأميركي إلى الاتفاق بين إيران والسعودية كان سريعاً نسبياً، وفي الصفحات الداخلية للصحف، وتقريباً كان غير موجود كلياً في نشرات الأخبار – تنبع أيضاً من التناقض وعدم الاستمرارية في النظرة الأميركية حيال الشرق الأوسط. وهو ما انعكس مثلاً من خلال نية الرئيس أوباما الوصول إلى تحقيق الاستقرار في منطقتنا، عبر توزيع الهيمنة بين السعودية وإيران، ومحاولته الدفع قدماً بهذا الهدف، من خلال اتفاق نووي مع طهران – من دون أخذ مصالح اللاعبين الآخرين في المنطقة بعين الاعتبار.
وعلى عكسه، تبنّت إدارة ترامب خطاً أكثر وضوحاً وحدّةً وقاطعاً: ولأنها أيضاً اعتقدت أن على الولايات المتحدة تحويل جهودها الاستراتيجية المباشرة إلى الشرق الأقصى، وقامت بتقوية التحالف بين السعودية وإسرائيل، وألغت الاتفاق النووي مع إيران، وعززت منظومة العقوبات ضدها، كما دعمت حكومة نتنياهو بالدفع بمصالح إسرائيل الجيو-سياسية.
أما إدارة بايدن، فحاولت أن تتبنى مسارين في الوقت نفسه: العودة إلى الاتفاق النووي، وفي الوقت ذاته تقوية الوجود الأمني للولايات المتحدة في المنطقة،على الرغم من نقل الثقل الاستراتيجي الأساسي إلى الشرق الأقصى- وذلك عبر تعزيز ودعم الحلفاء التقليديين ضد التهديد الإيراني. وهذا ما عكسه التدريب المشترك الكبير مع إسرائيل قبل شهرين. وعلى الرغم من ذلك، فإن برودة العلاقات بين واشنطن والرياض ألحقت الضرر بهذا التوجه، وسمحت للصين بسحب البساط من تحت الولايات المتحدة.
إذاً، ما هي تداعيات هذا كله على إسرائيل؟ فالصين ليست عدوّة لها مثل روسيا السوفياتية سابقاً. ولدى الصين أيضاً مصالح اقتصادية ومصالح أُخرى في تطوير العلاقات معها – وهي مصلحة إسرائيلية أيضاً. من الواضح أن كل تحسُّن في الوضع الدبلوماسي أو الاقتصادي الإيراني ليس جيداً “لليهود”، وهو ما يؤكد أيضاً أن الوضع الداخلي الآن في إسرائيل يمكنه إلحاق الضرر بالقدرات الإسرائيلية واستنفاد القدرات الدبلوماسية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الوضع الجديد بين السعودية وإيران لا يغلق الباب أمام احتمال تطوير العلاقات بين القدس والرياض.
وما يدل على ذلك هو أنه في الوقت الذي كانت بيجين تقود حوارات بين إيران والسعودية، سرّبت الأخيرة لـ”وول ستريت جورنال” أنها منفتحة، في ظروف معينة، للدفع قدماً بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. التخوف الأساسي لدى السعودية من توجّهات إيران لم يختفِ، وكذلك العلاقات الأمنية مع إسرائيل، حتى لو كانت سرية حتى الآن، هي جزء من وعيها بذلك.
السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان معنية بتوسيع دائرة علاقاتها الدبلوماسية، لتشمل الولايات المتحدة ودول الخليج والعالم العربي، والآن الصين – وأيضاً إسرائيل. كما تسعى للتحول حتى سنة 2030 إلى الاقتصاد الحديث غير المرتبط بالنفط، وأيضاً إلى مركز ثقافي وسياحي، وفي هذا السياق، هناك أهمية للقدرات العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية، في نظرها.
كما يعتقد الكثيرون من الخبراء، فإن اتجاه السعودية هو نحو خلق توازنات دولية مختلفة تشكّل العلاقات مع إسرائيل جزءاً منها. وعلى الرغم من برودة العلاقات مع الولايات المتحدة، فإن السعودية غير جاهزة، وغير قادرة على التنازل عن جدار الحماية الأميركي، وفي نظرها، لإسرائيل حليفة أميركا دور في ضمان ذلك. وهذا يتلاءم مع مصلحة واشنطن، وكما كتب السفير الأميركي السابق في إسرائيل مارتن إنديك مؤخراً: الولايات المتحدة ترى في إسرائيل عاملاً مهماً لضمان استقرار المنطقة.
لذلك، وبسبب التهديد الإيراني، الذي تأخذه الولايات المتحدة بجدية، سيُعقد لقاء بين القيادات في الولايات المتحدة وإسرائيل قريباً، لتنسيق المواقف والخطوات، وهي مصلحة مشتركة، ويجب القيام بكل ما هو ممكن كي لا تؤثر النقاشات الداخلية الإسرائيلية سلباً في هذا اللقاء. قرار رئيس الحكومة نتنياهو تعليق الإصلاحات بهدف الوصول إلى اتفاق، للأسف، لم يلقَ آذاناً صاغية ومسؤولة وعادلة حتى الآن. تصحيح هذا هو المطلوب الآن من قيادات، مثل غادي أيزنكوت وبني غانتس.

Exit mobile version