الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتالأغوار اليوم.. 20 عاما إلى الوراء

الأغوار اليوم.. 20 عاما إلى الوراء

منذ ثلاثة أيام، أصبح الوصول من طوباس إلى الأغوار عبر حاجزي تياسير والحمرا العسكريين، غير مؤكد، فالوصول إلى الشريط الغائر يمر عبر مفصلين حيويين أقيم عليهما حاجزان رئيسيان.

هذا الأمر تكرر كثيرا في سنوات انتفاضة الأقصى التي اندلعت في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 2000. ففي السنوات الأولى للانتفاضة، عزلت إسرائيل الأغوار الفلسطينية عن مدن الضفة الغربية بحاجزين عسكريين ذاق الفلسطينيون عليهما الأمرَين.

حينها، ارتبط ذكر حاجز الحمرا بطوابير على امتداد مئات الأمتار لمركبات الفلسطينيين وهي تنتظر دورها للمرور عبر الحاجز الذي أخذ سمعة سيئة بينهم.

ولا تزال مشاهد انتظار المركبات على طول مئات الأمتار من الحاجز راسخة في أذهان كثير من المواطنين. ويمكن هذه الأيام سماع قصص مأساوية على ألسنة الفلسطينيين، تحكي معاناتهم مع الحاجز.

والحمرا، حاجز يشغله الجيش، وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2012 كان يُمنع عبور الفلسطينيين بمركباتهم إلى الأغوار، ما عدا المركبات المسجّلة باسم سكّان الأغوار. حتى شهر أيار 2015 كان الحاجز شاغلا 24 ساعة يوميا، ثمّ صار يشغّل من حين لحين.

وأقيم الحاجز على مفترق طرق فعال يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى، والجنوبية والشمالية، وكان واحدا من الحواجز المشهودة بـسوء السمعة والصيت.

وعلى الرغم من انفراجة حدثت منذ أعوام على الحاجز، إلا أنه ظل خلال تلك السنوات بمستوى أقل بكثير، عائقا حقيقيا أمام حركة مئات الفلسطينيين.

فالأمر لم يكن يستغرق أكثر من وقوف جنود الاحتلال على الحاجز والبدء بالإجراءات التعسفية المعمول بها.

لكن، خلال الأيام الماضية، ساءت الأحوال كثيرا. فبعد مقتل مستوطنتين في عملية إطلاق نار في فروش بيت دجن، أغلق الاحتلال الحاجز على فترات، وشدد من إجراءاته العسكرية عليه، وبدأت صور ومقاطع فيديو موثقة تنتشر عبر فضاء مواقع التواصل الاجتماعي لعشرات المركبات وهي تنتظر دورها بالمرور.

ويلخص محمود بشارات، وهو يسكن على ربوة مطلة بشكل مباشر على الحاجز، المشهد اليوم باختصار: عشرون عاما إلى الوراء. وهذه شهادة واضحة على حجم ما يعانيه الفلسطينيون منذ أيام على الحاجز.

يقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة لــمراسل “وفا”، “نعيش تفاصيل بداية الانتفاضة الماضية (..)، الحواجز مليئة بطوابير المركبات، ومواطنون يبحثون عن طرق فرعية”.

ومع التطور التكنولوجي، ودخول عالم الإنترنت في حياة المواطنين، أصبحوا يتناقلون أخبار الحاجز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومجموعات أنشأوها في موقع الواتساب تهتم بأحوال الطرق.

يوميا، أمكن مشاهدة مقاطع فيديو وصورا يبثها بشارات عبر صفحته الشخصية لتكدس المركبات في طوابير طويلة، وأخرى لمركبات تلائم الطرق الوعرة وهي تجتاز الحاجز من خلال طريق ترابية.

صباح أمس، مكث راجي صوافطة، مدة من الزمن ضمن طابور مركبات طويل على حاجز تياسير العسكري شرق طوباس، قبل أن يجتاز الحاجز.

وكان هذا الحاجز شاغلا على مدار الساعة لغاية شهر أيّار 2015، وبعد ذلك هو شاغل فقط من حين لآخر. لغاية شهر تشرين الأوّل 2012 فُرضت قيود على دخول المركبات الفلسطينية إلى منطقة الأغوار، حيث سُمح فقط بعبور المركبات المسجلة باسم سكان الأغوار.

لاحقا، أصبح الحاجز أكثر سلاسة، بعد أن أخلاه الاحتلال عام 2015، وأصبح التواجد عليه قليلا وفي أوقات قليلة.

لكن بعد مقتل مستوطنتين في فروش بيت دجن قبل يومين، صار الحاجز بأسوأ حال له منذ سنوات.

يقول أحد المواطنين: “مكثنا قرابة الساعة على الحاجز (..)، منذ سنوات لم نعش هذه الأجواء”.

يكرر دراغمة الكلام ذاته، عندما قال: “هذه سياسة قديمة جديدة لملاحقة الفلسطينيين، لم نشهد هذا التضييق منذ سنوات”.

وبالرجوع بالذاكرة إلى عقدين من الزمن، كان الفلسطينيون ينتظرون ساعات متتالية على الحاجز قبل اجتيازه، لكن كانت الطرق الفرعية حلا بديلا إلى حد ما، للوصول إلى أماكن عملهم.

قال بشارات: “حاليا كانت هناك حركة نشطة للمركبات عبر الطرق الترابية، قبل إغلاقها صباحا”، بينما يقول دراغمة: “إسرائيل ماضية في ضمها للأغوار”.

وفا- الحارث الحصني

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا