الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتالوالدة خديجة غوادرة.. بين وجع اعتقال ابنها لمدى الحياة واعتقال الآخر في...

الوالدة خديجة غوادرة.. بين وجع اعتقال ابنها لمدى الحياة واعتقال الآخر في أول رمضان

وسط دموعها وحزنها، باستقبال شهر رمضان المبارك، بغياب نجلها الأسير شادي محمد غوادرة (36 عاماً)، المحكوم بالسجن مدى الحياة، نغص الاحتلال فرحة عائلته بالشهر الفضيل، وأضاف جرحاً ومعاناة جديدة لها، باعتقال نجلها الثاني الطالب الجامعي بدر (21 عاماً)، في اليوم الأول من رمضان.

وتقول والدته الخمسينية خديجة غوادرة لـ”القدس” دوت كوم: “استقبل ابني شادي 20 رمضان في سجون الاحتلال الذي حرمنا منه، وغيبه عن حياتنا ومناسباتنا وموائدنا، وسرق فرحة كل محطات حياتنا، والعمر يمضي وما زال في السجون يقضي حكمه بالسجن المؤبد”.

وتضيف: “طوال السنوات الماضية، لم نعرف فرحة وطعم نكهة رمضان سوى بشعائره الدينية، والشهر في هذا العام كان أصعب، بعدما انتزع الاحتلال ابني الثاني، وحوله من طالب علم لأسير، وأصبحنا نفتقد على موائدنا اثنين من أبنائنا، فأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم الإسرائيلي؟”.

يعتبر الأسير بدر، أخر العنقود في عائلته المكونة من 11 فرد، ولد وتربى وعاش في قرية بئر الباشا جنوب جنين، وتذوق مع أسرته فصول الألم والوجع منذ صغره، خلال رحلة مطاردة واعتقال شقيقه شادي، وتقول والدته أم شادي: “لم يكن يهتم بدر سوى بدراسته والتخطيط لمستقبله، وبعد نجاحه في الثانوية العامة، انتسب لجامعة القدس المفتوح ، ولكن الاحتلال قطع عليه الطريق خلال دراسته في العام الجامعي الثاني”.

وتضيف: “فجر تاريخ 23/ 3/2023، حاصرت قوات الاحتلال منزلنا، واقتحمته بطريقة همجية ووحشية حيث كان اليوم الأول في الشهر الفضيل، احتجزوا وعزلوا أفراد الأسرة، حتى انتهت حملة العبث والتفتيش وتخريب كافة محتويات المنزل، بصورة انتقامية وشرسة، بهدف عقابنا”.

وتكمل: “خلال ذلك، احتجزوا ابننا بدر في إحدى غرف المنزل، أخضعوه للتحقيق الميداني، ثم كبلوه وعصبوا عينيه واعتقلوه دون السماح لنا بوداعه، لكن صدمتنا كانت كبيرة، وأعادت لنا صور المعاناة الرهيبة التي لم تنتهي في حياتنا منذ اعتقال ابني شادي الذي ما زال خلف القضبان، وكذلك ابننا سامي الذي قضى 9 سنوات حتى تحرر”.

انتظرت أم شادي التي تعاني عدة أمراض مزمنة، عودة بدر وتحرره، وتمنت أن يكون خطأ في قضية اعتقاله، لكنها تأثرت كثيراً، بعدما رفض الاحتلال الإفراج عنه، وقالت: “ابني ملتزم بجامعته والعمل، لا يتدخل بالسياسة وليس لها نشاط، كل اهتماماته بأسرته وجامعته وعمله بعد فترة الدوام الجامعي، وقد اقتادوه لأقبية التحقيق، وعندما فشلوا في إدانته بأي تهمة أو قضية، حولوه للاعتقال الإداري”.

وتضيف: “حتى اليوم لم يتمكن من التواصل معنا، ولم يسمح للمحامي بزيارته، ووصلتنا عبر الأسرى أخبار تفيد أنه بعد انتهاء التحقيق معه دون إدانته بأي تهمة، حولوه للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، بذريعة الملف السري، مما يؤكد أن اعتقاله تعسفي وباطل”.

وتكمل: “الاعتقال الاداري صعب ومؤلم وقاسي جداً، فلا يوجد له نهاية، وسنبقى نعيش على أعصابنا، لأن المخابرات تتحكم بمصيره وحياته”.

تعبر الوالدة أم شادي، عن اعتزازها بصمود أبنائها، رغم وجعها اليومي على غيابهم، وتقول: “يأتي اعتقال بدر، ونحن ما زلنا ننتقل بين السجون منذ 20 عاماً، لزيارة ابني الجريح والمريض شادي الذي يعاني أثر إصابته برصاص الاحتلال ومضاعفات أثرت على الكلى والنظر، ويعتبر من حالات الإهمال الطبي في السجون”.

وتضيف: “كل يوم أبكي على شادي المحكوم مدى الحياة، وأنتظر حريته وعودته لأحضاني، لكن اليوم أصبحت حزينة لحرماني منه ومن بدر، لكن ليس أمامنا سوى الصبر والصمود، والإيمان والدعاء لرب العالمين، وسنبقى كشعب فلسطيني نفتخر بأبطالنا ونعشق هذا الوطن حتى إذا اعتقلنا الاحتلال جميعاً، ودعواتي لله أن نحتفل بحريتهما وكافة الأسرى، ونستقبلهم بعرس وطني في العيد القادم”.

“القدس” دوت كوم- علي سمودي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا