المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

عيد القيامة والخلاص

نبض الحياة

كتب: عمر حلمي الغول

بعد احد الشعانين والجمعة الحزينة وسبت النور يهل علينا عيد قيامة السيد المسيح عليه السلام في السادس عشر من ابريل الحالي (2023)، وصعوده الى السماء عند الخالق العظيم بعد ان صلبه اليهود، الرافضون نبوته ورسالته كرسول من عند الله، وكمجدد لتعاليم الدين والايمان بالله الواحد الاحد، الذي لا شريك له، وأذاقوه صنوف التعذيب الوحشية، وهو غارق في دمائه النازفة، وارغموه على السير وهو يحمل الصليب في درب الالام، وبعد ثلاثة أيام من موته قام المسيح عليه السلام، وصعد الى السماء بمشيئة الرحمن، وكان ذلك إيذانا بالخلاص من بطش وهمجية أعداء الله جل جلاله وحكمته وارادته وقدرته، وقهرهم وتجلى سيد السلام والمحبة والتسامح عيسى بن مريم عليه السلام في ميلاده، وفي تعميم ونشر رسالتة في ارجاء الدنيا.
قام رسول السلام وانتصر على أعداء الحياة، قتلة الأنبياء والرسل، وصناع الفتن والحروب والدمار، وانتصرت دعوته وديانته، وسادت الأرض، ومازالت تشع نورا في ارجاء المعمورة بين بني الانسان، رغم مجيء رسالة الإسلام، التي حملها الرسول العربي الكريم، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، التي عمدت الديانتين المسيحية واليهودية الصحيحة، التي بشر بها الرسول موسى عليه السلام، وليست الديانة التي زورها وشوهها تجار الدين والدنيا من مغتصبي الديانة اليهودية الفسقة، وقلبوا جوهرها، وحرفوها، كما زوروا ويزورا الان التاريخ والموروث الحضاري للشعب العربي الفلسطيني، ويسعون بمعاول فاشيتهم لنهب وطنهم الام من النهر الى البحر، ولكنهم كما باؤوا بالفشل والهزيمة امام السيد المسيح عليه السلام، سيفشلون الان امام شعب الفدائي الاول، ومآلهم الرحيل والاضمحلال.
وتميزت الديانتان المسيحية والإسلامية بانفتاحهما على بني الانسان، ولم تقتصر على الاسباط الاثني عشر واتباعهما، وحاكت الانسان في كل مكان بغض النظر عن هويتة ومكانه وعمره وجنسه ولونه، وحملتا رسالة الخالق جل وعلى بوحدانيته، والايمان به وبكتبه ورسله، ونقلتا البشرية خطوات للامام في تنظيم شؤون المجتمعات البشرية، في حين عانت الديانة اليهودية واتباعها من التآكل والصراع بين طوائفها ومذاهبها وانبياءها الذين بلغ عددهم قرابة ال25 الف، ومازالت حتى يوم الدنيا الراهن تنخرها الصراعات بين قبائلها الثلاث عشرة مع تبني الخزر اللاساميون تعاليمها.
ومع حلول العيد الكبير للمسيحيين هذا العام شهدت فلسطين مهد المسيح عليه السلام، وقبلة المسلمين الأولى، والتي اسرى وعرج عليها الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم صعودا لاكثر الحكومات الإسرائيلية فاشية وهمجية وتغولا في جرائم حربها ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني من المسيحيين والمسلمين، وتمارس البطش ضدهم، وضد طقوسهم ومعابدهم الدينية، وتحول دون السماح لهم بالاحتفاء باعيادهم، كما تفعل الان مع اتباع الديانة المسيحية وحرمانهم من إقامة شعائرهم الدينية وخاصة منعهم من الاحتفال بسبت النور، الذي تجلت فيه قيامة عيسى بن مريم. كما تقوم في ذات الوقت بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، ثالث الحرمين الشريفين، وتعمل من خلال انتهاكاتها الاجرامية على فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، كمقدمة لتدميره، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، والاعتداء على المعتكفين من اتباع الديانة الإسلامية في شهر رمضان المبارك بحجج وذرائع واهية لا أساس لها من الصحة، كإدعاء ادخال المصلين المرابطين “أسلحة وادوات حادة” لمواصلة فرض اجندتها اللاهوتية واساطيرها المزورة، ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات المبرمة، وبهدف نسف الاستاتيكو التاريخي.
ومع ذلك، فإن شيطنة الصهيونية الدينية للمواثيق الوضعية، والتعاليم الدينية السمحة بين اتباع الديانات السماوية الثلاث، ومحاولاتها صلب الشعب العربي الفلسطيني من اتباع الديانتين المسيحية والإسلامية بهدف قتل أبنائه ونفيهم، واغتصاب وطنهم الام لتحقيق مآربها العنصرية والتطهيرية العرقية، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى على كل ارض فلسطين التاريخية ومعها الأردن الشقيق وصولا لتوسيعها من النيل الى الفرات وفقا لمخططها الاستعماري الناظم لدورها الوظيفي، الذي يتنافى مع ما تقدم، لن يفت في عضد الفلسطينيين العرب، وسيكون درب الالام الصعب الذي يسيرون به مقدمة لقيامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئون لديارهم التي طردوا منها، وبالمقابل هلاك وتشتت الدولة المارقة والخارجة على القانون.
وكل عام واتباع الديانة المسيحية بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في فلسطين والعالم العربي والعالم اجمع بخير، والمجد لله في الاعالي وعلى الأرض السلام وبين الناس المسرة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

Exit mobile version