الرئيسيةأخبارالرئيسيةالاحتلال يستهدف "سبت النور" والمسيحيين

الاحتلال يستهدف “سبت النور” والمسيحيين

منذ عام 1967 وحتى اليوم، نفذ الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 100 اعتداء بحق المقدسات المسيحية في فلسطين. نصف تلك الاعتداءات وقعت في مدينة القدس المحتلة.

العام المنصرم، 2022، شهد تقييدا على أعداد المشاركين في “سبت النور” في كنيسة القيامة بـ1500 شخص قبل أن يرفع العدد لأربعة آلاف شخص، وهو ما رفضته الكنائس بعد معركة قانونية قادتها مؤسسات أرثوذكسية مقدسية في المحكمة العليا للاحتلال.

وفي العام الجاري (2023) قرر الاحتلال تضييقا مضاعفا في استهدافه كنيسة القيامة بتحديد أعداد المشاركين في الاحتفال بـ1800 شخص فقط.

وعلى مدار ألفي عام، اعتادت كنيسة القيامة في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، الاحتفال بـ”سبت النور”، بجذب المسيحيين من كافة أنحاء العالم.

فمنذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، والتضييق على المقدسات المسيحية والإسلامية، وتهويدها في تصاعد، بينما يتم تسهيل اقتحام وتدنيس حائط البراق فترة الأعياد اليهودية بعشرات آلاف المستوطنين، حيث شهد عام 2019 أضخم مشاركة للمستوطنين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 100 ألف مستوطن.

لم يتوقف التضييق على تحديد أعداد المشاركين، بل شمل حرمان مسيحيي غزة من الوصول إلى القدس والاحتفال مع أبناء ديانتهم وأداء طقوسهم المقدسة، بإلغاء التصاريح التي كان يمنحها لأعداد قليلة، وهي ليست المرة الأولى التي يمنع ويعيق فيها الاحتلال خروج مسيحيي غزة إلى الضفة خاصة بعد عام 2014، وهو الأمر الذي دفع آلاف المسيحيين إلى مغادرة القطاع بسبب تضييقات الاحتلال المتزايدة.

ويعيش في قطاع غزة قرابة 1500 مسيحي، من مجموع عدد سكان القطاع البالغ أكثر من مليوني نسمة.

في العام الماضي، منعت شرطة الاحتلال فرق “الكشافة” من تنفيذ استعراضها الكشفي في حارة النصارى، بعد أن نصبت الحواجز الشرطية في نقاط قريبة من كنيسة القيامة، وأصابت عددا من الشبان والشابات بكسور ورضوض بعد مهاجمتهم خلال توجههم إلى الكنيسة.

وفي العام قبل الماضي، اعتدت شرطة الاحتلال في الأول من أيار 2021، على العشرات من أبناء شعبنا المسيحيين، بينهم رهبان، في الأزقة المؤدية إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، للاحتفال بسبت النور للكنائس التي تسير وفق التقويم الشرقي، واعتقلت عددا من المحتفلين.

ومن أشكال التضييقات أيضا، التضييق الاقتصادي، حيث اشتكى التجار المتواجدون في محيط كنيسة القيامة من ضعف البيع والسياحة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتعمدة، مشيرين إلى أن الاحتلال أغلق محيط كنيسة القيامة عام 2020 بسبب جائحة “كورونا”، وخلال عامي 2021 و2022 قام بإعاقة وصول المصلين والمحتفلين إلى محيط الكنيسة، ما تسبب في ضعف الحركة التجارية بشكل لافت.

يُشار إلى أنه منذ بداية العام الجاري تعرضت أماكن العبادة المسيحية لخمس اعتداءات من قبل الاحتلال ومستوطنيه، تمثلت في اليوم الأول من العام الجاري، بقيام مستوطنين بتكسير أكثر من 30 شاهد قبر وبعض من الصور المحفورة وتكسير بعض الصلبان الموجودة على القبور المسيحية بمقبرة البروتستانتية، في جبل صهيون بالقدس.

فيما اقتحم مستوطنان متطرفان، في 19 آذار، كنيسة “قبر العذراء مريم” في القدس المحتلة، وحاولا تخريب محتوياتها والاعتداء على رواد الكنيسة، وسبق ذلك اقتحام مستوطن مبنى كنيسة “حبس المسيح” في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وتكسيره بعض محتوياتها، ومحاولته إشعال النار فيها، كما تعرضت مقبرة الكنيسة الأسقفية لاعتداء وتكسير للصلبان، وتعرضت البطريركية الأرمنية في وقت سابق لمحاولة اقتحام، وكُتبت عبارات عنصرية على جدرانها.

وتمثلت أبرز الاعتداءات على المقدسات المسيحية منذ عام 1967 بالتالي:

تحطيم أبواب كنيسة القديس يوحنا المعمدانية– عين كارم وتكسير نوافذها، سنة 1967، وسرقة محتوياتها؛ وسرقة تاج السيدة العذراء من كنيسة القديس جورج ونزع اللالئ الثمينة، وضرب ممتلكات الكنيسة بالقذائف، ما اضطر بطريرك اللاتين إلى إغلاق ثلاث كنائس بعد انتهاكها وسرقة محتوياتها.
في العام ذاته، 1967، اقتحم المستوطنون كنيسة بئر يعقوب للروم الأرثوذكس، وذبحوا رئيس الكنيسة (الأرشمندريت فيليمينوس). ولا تزال جثته المحنطة موجودة في كنيسة صهيون للروم الأرثوذكس في القدس.
في سنة 1968، سطا الإسرائيليون على كنيسة القيامة، وتمكنوا من سرقة المجوهرات الموضوعة على تمثال العذراء الكائن في مكان الجثة، داخل الكنيسة.
في سنة 1969، سطا الإسرائيليون على كنيسة القيامة وتمكنوا من سرقة التاج المرصع بالأحجار الكريمة الموضوع على رأس تمثال العذراء مريم في كنيسة الجلجثة، وقد شوهد التاج وهو يعرض للبيع في أسواق تل أبيب.
بتاريخ 24-3-1971، حاول مستوطن حرق كنيسة القيامة، وأخذ يحطم القناديل الأثرية على القبر المقدس، وفي سنة 1978 قامت عصابات صهيونية بسرقة بعض الصلبان النحاسية والأيقونات الثمينة والأواني المقدسة من الكاتدرائية الروسية.
في سنة 1982، قامت عصابة يهودية بحرق الكنيسة المعمدانية، بما فيها مكتبتها. ثم عادوا وأحرقوها في 23-10-2007.
في سنة 1989، استولت مجموعة من اليهود على دير مار حنا بالقوة، وبتشجيع وتمويل من “وزارة الإسكان”، وخرجت مظاهرات احتجاجية اعتدى فيها جنود الاحتلال على البطريرك ثيوذورس. ولا زالت مجموعة من المستوطنين تحتل هذا الدير.
في 18 أيار1995، حاول مستوطنون إضرام النار داخل الكنيسة الجثمانية.
في سنة 2001، تعرضت كنيسة مار نيقولا للروم الأرثوذكس في بيت جالا لقصف بالقنابل من مستوطنة “جيلو”.
في سنة 2001، احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي الكنيسة اللوثرية في بيت جالا، ودخلت دباباته ساحتها، كما طوقت قواته مدرسة الأيتام التي تضم أربعين يتيما معاقًا في ساحة الكنيسة.
في سنة 2002، أطلق الإسرائيليون النار والقذائف من مستوطنة “أبو غنيم” على كنيسة جمعية الشبان المسيحية؛ ما أدى إلى تدمير العديد من دور السكن وأماكن العبادة.
في سنة 2002، تعرضت كنيسة الخضر للروم الأرثوذكس في الخضر-بيت لحم للقصف الإسرائيلي والرصاص مرارًا.
في سنة 2002، تعرض تمثال العذراء في كنيسة سانتا ماريا في بيت لحم للرصاص الإسرائيلي.
في سنة 2002، أقدم الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار كنيسة المهد؛ ما أدى إلى نشوب النار في مدخلها، وتدمير أجزاء منها، وتضرر أجزاء أخرى.
بتاريخ، 30-10-2010، قام مستوطنون متطرفون بحرق كنيسة في شارع الأنبياء، في مدينة القدس المحتلة.
بتاريخ 17-12-2011، قامت جمعية يهودية متطرفة، بحماية من قوات الاحتلال، بالاعتداء على كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية قرب الحدود الأردنية.
بتاريخ 7-2-2012، قامت مجموعة من المستوطنين بكتابة شعارات مسيئة للمسيحيين، وتهديدات بالعنف، كما ألحقت أضرارا بمركبتين تابعتين لدير المصلبة التابع للكنيسة الأرثوذكسية.
بتاريخ 19-2-2012، قامت مجموعة يهودية متطرفة، من عصابات “دفع الثمن”، بكتابة شعارات مسيئة للمسيحية والمسيحيين على جدران الكنيسة المعمدانية في القدس.
بتاريخ 3-9- 2012، قيام المستوطنين بإشعال النيران بمدخل دير اللطرون على مشارف مدينة القدس؛ ما أدى إلى حرق بابه كليًا وامتداد النار إلى باب آخر.
بتاريخ 3-9-2012، قام أحد المستوطنين بتدنيس المقابر المسيحية، وتحطيم عدد من القبور، على خلفية عنصرية.
بتاريخ 2-10-2012، تم كتابة شعارات مسيئة للسيد المسيح على باب مدخل دير رهبان الفرنسيسكان في جبل الزيتون في القدس.
بتاريخ 8-10-2012، اعتدى يهود على الكنيسة الرومانية في القدس بالحجارة والزجاجات الفارغة؛ ما تسبب ببعض الأضرار.
اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على دير الروم الأرثوذكس بالقرب من حديقة صقر في القدس بتاريخ 11-12-2012، كتبت شعارات مسيئة للمسيح -له المجد- على جدران دير الروم الأرثوذكس.
بتاريخ 31-5-2013، كتبت شعارات مسيئة للمسيحيين على جدران في كنيسة جبل صهيون، بالقرب من السور الجنوبي المحيط بالبلدة القديمة في المدينة المقدسة.
بتاريخ 29-4-2014، اعتدى اليهود على الكنيسة الطابغة على شاطئ بحيرة طبريا، وحطموا الصليب وخربوا مقاعد الكنيسة.
بتاريخ 9-5-2014، خط متطرفون يهود شعارات مسيئة للمسيح على جدار الكنيسة الرومانية في القدس.
بتاريخ 12-5-2014، خط متطرفون يهود شعارات معادية للعرب وبابا الفاتيكان على مركبات بالقرب من قرية بدرس حنا الواقعة في قضاء حيفا.
بتاريخ، 23-5- 2014، كتبت شعارات مسيئة للمسيح وأمه على مبنى كنيسة في البلدة القديمة بمدينة بئر السبع.
بتاريخ 27-5-2014، تم إحراق سجل الزوار، وجزء من آلة الأرغن في كنيسة رقاد السيدة على جبل صهيون بالقدس المحتلة.
بتاريخ 18-8-2014، تم تدمير كنيسة القديس بروفيروس التي تقع بحي الزيتون– غزة، التي يعود تاريخها لعام 406 م، كما قامت سلطات الاحتلال بتجريف القبور الموجودة في ساحة كنيسة السيدة مريم، لتعبيد طريق فوقها. كما قام مستوطنون بإشعال النار في كنيسة القديس بولس الأسقفية؛ ما أدى إلى احتراق أبوابها والكتب الموجودة فيها.
بتاريخ 26-2-2015 أقدمت عصابة تدفيع الثمن الإسرائيلية على إحراق كنيسة جبل صهيون في القدس المحتلة، وخطت عبارات مسيئة للديانة المسيحية على جدرانها.
بتاريخ 11-1 2016 إضرام النار في إحدى الغرف التابعة للكنيسة اليونانية .
بتاريخ 16-10-2018 اعتداء المستوطنين اليهود على دير الرهبان السلزيان، ودير جمال بالقدس من خلال تدنيس حرمة القبور والرموز داخل المقبرة، وكسر شواهد القبور وعددها27 صليبا خرسانيا، واستولى على 267 دونما من الأراضي التابعة لكنيسة اللاتين في منطقة الأغوار لـ”أغراض عسكرية”.
بتاريخ 4-12-2020 اقتحم مستوطن كنيسة الجثمانية قرب جبل الزيتون بالقدس المحتلة، وحاول إضرام النيران في بعض المقاعد الموجودة.
بتاريخ 3-2-2021 اعتدى مستوطن إسرائيلي على كنيسة الرومانية الأرثوذكسية في منطقة المصرارة وسط القدس المحتلة، حيث حطم قفل أحد أبوابها وكاميرا منصوبة في المكان.
بتاريخ 20-5-2021 هاجم ثلاثة مستوطنين رجال دين مسيحيين من كنيسة الأرمن الأرثوذكس، خلال سيرهم قرب كنيسة القيامة في القدس المحتلة، واعتدوا عليهم بالضرب.
وكانت “وفا” قد نشرت بتاريخ 22 كانون الثاني 2023، مقال “الوجود المسيحي في الأرض المقدسة مُهدد” بقلم: ميلاني ماكدونا في مجلة “الهيرولد الكاثوليكي” الذي جاء فيه إن “مسيحيي القدس -المدينة التي تقع في مركز العالم على خرائط العصور الوسطى- هم الآن جزء ضئيل من السكان، 10000 شخص فقط، أقل من 2 في المئة من إجمالي عدد السكان، وهو انخفاض كبير عن الـ11 في المئة التي كان عليها قبل بضعة عقود. الغالبية العظمى هي من العرب الفلسطينيين، مع وجود أبناء الرعية الأرمنية صغيرة ومهمة”.

وتابع: “يواجه هؤلاء المسيحيون في القدس نفس المشاكل التي يواجهها جميع الفلسطينيين، على سبيل المثال، إذا رغب مقدسي أو مقدسية في الزواج من شخص من بيت لحم، فقد يضطر الزوجان إلى الانتظار لمدة تصل إلى 20 عامًا للحصول على تصريح لتمكينهما من العيش معًا في القدس. والكنائس نفسها تواجه صعوبات، خاصة نتيجة أنشطة عدد من مجموعات المستوطنين اليهود المتطرفين، كما أن سلطات البلدية في القدس لا تلتفت إلى خصوصيات الكنائس. وتنظم مهرجانات بجوار مناطق الكنائس وتتجاهل تمامًا طابع المكان. وقد يتم تطويق أجزاء من المدينة القديمة لعدة أيام، ما يعني أن الوصول إلى الكنائس يصبح مستحيلا”.

ووفق المقال: “هناك مشاكل واضحة، لا سيما من المتطرفين اليهود الذين يسيئون إلى رجال الدين المسيحيين. على سبيل المثال: في شهر تشرين الثاني الماضي، تم البصق على البطريرك الأرمني نورهان مانوغيان من قبل جندي إسرائيلي يرتدي الزي العسكري بينما كان البطريرك يسير في موكب رسمي ورافعاً الصليب. لكن الإساءة الجسدية واللفظية المنحطة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة تساعد في خلق بيئة معادية للكنائس”.

وتطرق المقال إلى اقتراح إنشاء امتداد “للحديقة الوطنية” حول جبل الزيتون، وهي منطقة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحياة السيد المسيح، بحيث سيتأثر 20 موقعًا مسيحيًا مقدساً بذلك.

من المهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا إمكانية الدخول إلى منزلنا أو الخروج منه”، كما يُعقب الكاردينال بيتسابالا.

ويوضح: “لسوء الحظ، كل شيء في القدس سياسي، وعندما يتعلق الأمر بمجموعات المستوطنين، فإن فلسفتهم إقصائية: “لديهم هذا الموقف المتمثل في أن هذا المكان لنا”، يتم التعامل مع المسيحيين على أنهم ضيوف، لكننا لسنا ضيوفًا، هذا منزلنا”.

وتطرق المقال إلى أنشطة مجموعة “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية، والتي تنطوي على شراء ممتلكات استراتيجية بأساليب ملتوية في المدينة القديمة، مثل فندق البترا بالقرب من باب الخليل، وفندق الإمبريال، وكذلك نُزُل القديس يوحنا الكبير بالقرب من كنيسة القيامة.

وقال المحامي الإسرائيلي المتخصص في القضايا الجيوسياسية دانيال سيدمان إن “هذه الصفقات العقارية مهمة، وهي ليست حادثة منعزلة، بل جزء من خطة عامة ترعاها حكومة إسرائيل لتطويق المدينة القديمة ومحيطها، عبر إحاطتها بالمستوطنات والأنشطة المتعلقة بالمستوطنين، وهذا ليس تهديدًا للفنادق فحسب، بل تهديد لطابع القدس، وبشكل أكثر تحديدًا، تهديد لاستمرار الوجود المسيحي في القدس”.

وفا- يامن نوباني

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا