الرئيسيةمختاراتمقالاتكل عام وفطركم سعيد

كل عام وفطركم سعيد

نبض الحياة

كتب: عمر حلمي الغول

المفترض وفق كل المؤشرات الفلكية ان يحل غدا الجمعة الموافق 21 ابريل الحالي عيد الفطر السعيد بعد انتهاء شهر الخير والبركات والتعاضد والتكامل والتسامح، شهر رمضان المبارك، وهو مناسبة هامة دينيا واجتماعيا ووطنيا، حيث تتم في العيد تعميق التواصل والتراحم مع صلة الرحم من الأمهات والاخوات والجدات والعمات والخالات والاحفاد من الجنسين بالمعايدات من الإباء والاخوة والابناء والاعمام والاخوال ومن في حكمهم، ويسود الحبور والفرح بلقاءات الاحبة من المستويات المختلفة، وتعم جسور التآخي والمودة بين أبناء الشعب الواحد وشعوب الامة العربية والشعوب الإسلامية.
واهمية وقيمة هذا العيد تلازمه مع حلول عيد الفشح (البيسخ) اليهودي وعيد القيامة الكبير، حيث عمت الأعياد اتباع الديانات السماوية الثلاث، وتبادل المؤمنون بالله الواحد الاحد التهاني بالاعياد الثلاثة، باستثناء اليهود الصهاينة وخاصة التيار الأرثوذكسي المتطرف، الذي رفع رايات الجريمة والإرهاب المنظم، واعلن الحرب على أبناء الشعب العربي الفلسطيني عموما وفي القدس العاصمة خصوصا، وبالتحديد في الحوض المقدس، حيث واصلوا الاقتحامات للمصلى القبلي والاقصى عموما حتى بدء العشر الاواخر من رمضان، التي تنتهي اليوم الخميس، وبالتالي ستعود قوات الجيش وحرس الحدود وقطعان المستعمرين لمواصلة اقتحاماتهم العنصرية لتفريغ المسجد الأقصى من المرابطين والمدافعين عنه. كما قاموا بالتضييق على أبناء الشعب الفلسطيني من اتباع الديانة المسيحية وكل الزوار من مسيحيي الأرض، الذين جاؤوا لفلسطين لاداء مناسكهم الدينية، وحالوا دون إتمام الفرحة في أوساطهم وفقا لشعائرهم الدينية والوطنية.
ومازال الائتلاف الحاكم في إسرائيل يعد العدة لشن عدة حروب في آن بعد الأعياد، او قد يكون اثناءها. لا سيما وان قرار الحرب تم اتخاذه، الامر الذي سيقلب الفرحة الى احزان وبيوت عزاء، فضلا عن ادامة الفوضى والفلتان والحروب ويغيب السلام الممكن والمقبول عن الساحة الفلسطينية واللبنانية والسورية وبالطبع الإسرائيلية، الا اذا تدخلت القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة للجم النزعات الإسرائيلية الاجرامية.
وانطلاقا مما تقدم، فإن الضرورة تستدعي من الكل الفلسطيني استغلال مناسبة عيد الفطر السعيد وعيد قيام السيد المسيح عليه السلام لتعزيز أواصر التواصل بين مكونات الشعب، وترميم الجسور بين الكل الفلسطينيي، وطي صفحة الانقلاب الأسود، ومغادرة الاجندات والحسابات الفئوية الضيقة، وأيضا العمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، ومغادرة مربع المراوحة والانتظار، وإلغاء الاعتراف بإسرائيل، ومقاطعة اية اجتماعات مع الجانب الإسرائيلي، الا ما يتعلق بمصالح وحقوق الشعب الفلسطيني في القضايا المدنية والاستيراد والتصدير واموال المقاصة وغيرها من الملفات ذات الصلة بمصالح المواطنين.
ولا يجوز ان تمر هذه المناسبة الدينية والاجتماعية والوطنية دون التقاطها بهدف تعزيز وتطوير عوامل الصمود والمواجهة لاخطار وتحديات العدو الصهيواميركي واذنابهم ومرتزقتهم في الساحة الوطنية وفي دول الجوار العربية. وهذا يتطلب من كل الغيورين من أبناء فلسطين على وحدة الدم والمصير داخل الوطن من النهر الى البحر وفي الشتات والمهاجر الضغط لترميم العلاقات البينية بين الكل الفلسطيني، وكسر الجليد في العلاقات بين القوى المختلفة للاندفاع نحو تكريس المصالحة الوطنية وفق اعلان الجزائر واتفاق أكتوبر عام 2017، وإنقاذ ما تبقى من الكرامة الوطنية، والعمل على تحرير اسرى الحرية بالوسائل المختلفة، وتقديم كل اشكال الدعم لاسر الشهداء وللجرحى، وتطوير الاقتصاد الوطني، والتمدد رغما عن إسرائيل وبالوسائل المختلفة فيما يسمى منطقة C، وبناء قيادة وطنية موحدة حقيقية على أرضية رؤية برنامجية شاملة للمقاومة الشعبية ووفق اليات وطنية واضحة ومحددة ورصد الإمكانات المالية واللوجستية للنهوض بمقاومة شعبية شاملة، وتفعيل دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، والعمل على انتظام عقد دورات المجلسين الوطني والمركزي وقبلهما اجتماعات اللجنة التنفيذية لتجسيدها كقيادة كاملة الصلاحيات في إدارة شؤون ومستقبل الشعب وكفاحه التحرري الوطني، والعمل بخطى حثيثة لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حيثما امكن ذلك.
وكل عام والشعب العربي الفلسطيني وشعوب الامة العربية والشعوب الإسلامية وشعوب الأرض قاطبة بخير وسلام بمناسبة عيد الفطر السعيد، وكل المناسبات الدينية والوطنية في آن.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا