لا لمؤتمر ماليمو

نبض الحياة

كتب: عمر حلمي الغول

حق العودة مقدس للكل الفلسطيني، ولا يوجد فلسطيني لاجئ او مواطن او مغترب ضد حق العودة، او يناقش في اولويته واهميته وقداسته، لانه مرتبط اشد الارتباط بمسألة الأرض والحقوق الفردية والجمعية للشعب العربي الفلسطيني، ولا يمكن الحديث عن حل سياسي للمسألة الفلسطينية يتجاوز او يقفز عن التأكيد على حق العودة، ولا يجوز لقائد كائنا من كان ان يتخلى عن هذا الحق، او يتجاهله، او يساوم عليه. لان هذا الحق كفله أولا الحق التاريخي، وثانيا القانون الدولي، وثالثا رسخته الشرعية الدولية في القرار الدولي 194 لعام 1948، والذي كان احد القرارات التي التزم بها موشي شاريت، وزير خارجية إسرائيل الاول آنذاك للحصول على الاعتراف الاممي بالدولة اللقيطة. ورغم ان توقيعه على القرارين 181 و194 كان جزءا من المناورة. ولكن توقيعه وثيقة موجودة حتى الان في هيئة الأمم المتحدة، وبالتالي ورغم مرور 75 عاما على تلك الواقعة والنكبة، بيد انه لم يسقط، ولن يسقط بالتقادم، وسيبقى الاعتراف بإسرائيل غير قائم، ومحل طعن ما لم يتم اتفيذ القرارين الامميين المتعلقين بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضي دولة فلسطين، وإعلان استقلالها الناجز، والسماح بعودة اللاجئين ال950 الفا وابناءهم واحفادهم، الذين بلغوا حتى الان سبعة ملايين فلسطيني او يزيد.
وعليه ان محاولة حركة الانقلاب الأسود حماس ومن يتساوق معها من الجاليات في المهاجر الأوروبية العبث بمستقبل القضية الوطنية بذريعة الدفاع عن حق العودة مرفوض، وغير مسموح به، لانه يشكل خطرا على وحدة الأرض والشعب والقضية والمشروع الوطني، ولا يخدم من قريب او بعيد أي شخصية وطنية انساقت وراء العواطف والشعارات الغوغائية وتماهت مع دعوة وخيار جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين، التي وجدت بهدف تمزيق وحدة الأرض والشعب والمصالح الوطنية العليا.
ومن يريد حقا الدفاع عن حق العودة، عليه التراجع الفوري عن الانخراط في مخطط حركة حماس ومن يقف معها من القوى والشخصيات المأزومة، او المشخصنة للصراع مع القيادة الشرعية الفلسطينية، لان المصلحة الفلسطينية الأولى ترتكز على تعميق الوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، وتعميق الكفاح الشعبي والسياسي والقانوني والثقافي لتعزيز مكانة القضة والشعب على المسرح الإقليمي والدولي. وحماية الشعب من التشرذم والانقسام والانقلاب الأسود، التي تصب جميعها في خدمة المشروع الصهيوني شاء المتورطون ام لم يشاؤوا، النتيجة واحدة، وهي ذاتها، ولا يوجد أي فائدة وطنية مهما كانت محدودة من المؤتمر العبثي.
اضف الى ان عقد المؤتمر المشبوه تزامنا مع ذكرى النكبة ال75، وفي الوقت الذي تحتفل الأمم المتحدة للمرة الأولى بذكرى النكبة، ومع ذهاب رئيس منظمة التحرير ودولة فلسطين ليلقي كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالمناسبة لاهميتها يعتبر خرقا فاضحا لاولويات وبديهيات العمل الوطني. ويخدم أعداء القضية والشعب الفلسطيني، الذين اوجدتهم ورعتهم إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية والإسلامية خدمة للمشروع الصهيوني، وحملت لهم الأموال بالحقائب الديبلوماسية، ومررها لهم من مطار بن غوريون بنيامين نتنياهو ووزراء الحرب والحكومات الفاشية الاسرائيلية المتعاقبة ليمنحوا التكفيريين والانقلابيين والتخوينيين الحياة، واعتبرها زعيم الليكود الفاسد، السلاح الامضى للقضاء على القضية الفلسطينية، وتبديد المشروع الوطني.
أيها الوطنيون والديمقراطيون المضللون او المتورطون في لعبة حركة حماس، عودوا لرشدكم، وابتعدوا بارادتكم وبقراركم الوطني الخاص عن حقول الغام فرع جماعة الاخوان المسلمين خدمة لخياراتكم الوطنية. لا سيما وانكم بتم تدركون حقيقة مشروع حماس، او بدت الصورة أوضح امامكم من الانقلاب الأسود على الشرعية في غزة، الذي لم يكن اكثر من معول هدم للمشروع الوطني، وهدف ومازال يهدف لتدمير الذات الوطنية تحت يافطة “المقاومة” وهم براء من المقاومة، ولو كانوا مع المقاومة لما فكروا للحظة بالانقلاب الأسود عام 2007، ولخاضوا النضال السياسي والبرلماني لتصويب اية نواقص او أخطاء او حتى خطايا. لكنهم نشأؤوا وتأسسوا ودعموا من أعداء القضية ليكونوا خنجرا في ظهر الشعب ومشروعه الوطني. وليراجع كل منكم تجاربهم في مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر وتونس والسودان والمغرب وحيثما شئتم لتتيقنوا انهم ليسوا رواد عودة ولا دفاع عن المشروع الوطني، انما هم تجار دين ودنيا.
oalghoul@gmail.com
a.a.arhman@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا