المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

٧٥ عاما على النكبة،، ولا زال جرح شعبنا ينزف

كتب: أبو شريف رباح

لا يزال جرح شعبنا الفلسطيني ينزف رغم مرور ٧٥ عاما على نكبة العصر ومؤامرة القوى الاستعمارية وفي مقدمتها بريطانيا والرجعية العربية، فشعبنا الذي لا زال صامدا في الوطن يتعرض كل يوم ومنذ ٧٥ عاما لجرائم الاحتلال الصهيوني من قتل واعتقال ونفي، ولا زالت ارضه تسلب منه ليسكنها شذاذ الأرض من المستوطنون الذين قدموا من كل اصقاع الدنيا، ولا يزال المحتل يدنس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية كل يوم، ولا زال قطعان المستوطنين يقطعون أشجار زيتوننا وتيننا على مرأى ومسمع العالم كله، كذلك لا يزال شعبنا يعيش حياة القهر والمعاناة في مخيمات وتجمعات المنافي والشتات، ولكنه ما زال صامدا صابرا يناضل بكافة الوسائل من أجل العودة إلى دياره التي هجر منها بالقوة.

نعم النكبة هي جرحنا النازف وهي مأساة شعبنا الفلسطيني الذي شرد من بيته وأرضه ودياره، وهدمت حضارته وتراثه ومساجده وكنائسه في الخامس عشر من آيار عام ١٩٤٨، من أجل إقامة وطن قومي لليهود أسموه إسرائيل.

وبسبب النكبة التي خططت لها ودعمتها مملكة بريطانيا وأصدرت على لسان وزير
خارجيتها “وعد بلفور” المشؤوم من أجل جلب يهود العالم إلى فلسطين وإقامة دولة إسرائيل، والتي مات بسببها أكثر من عشرة آلاف فلسطيني
في مجازر وحشية رهيبة وعمليات ذبح وقتل وبقر بطون الحوامل، على أيدي عصابات الهاغانا وشترين، بظل صمت وتخاذل العرب وجيوشها التي وعودتهم المملكة البريطانية بمنحهم الاستقلال على حساب اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وتشريده وتشتيته في اصقاع الأرض.

وحلمت الصهيونية وقوى الاستعمار والرجعية العربية أن يذوب الشعب العربي الفلسطيني في
المجتمعات العربية التى نزح إليها، وحلمت كذلك أن الأجيال الفلسطينية الكبيرة سوف تموت في الشتات، وأن الأجيال الجديدة ستنسى لأنها لم تولد في فلسطين ولا تعرف عنا شئيا، إلا أن حلمهم لم يتحقق وباء بالفشل، لأن ن تاريخ ١٥ آيار ١٩٤٨ انتقل من رعيل النكبة الأول وبالفطرة إلى الجيل الذي ولد بالشتات، وهذا التاريخ حفر في ذاكرة الأجيال جيلا بعد جيل، والدليل على ذلك عندما اقتحم عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الحدود اللبنانية والفلسطينية والحدود السورية الفلسطينية في ذكرى النكبة يوم ١٥-٥-٢٠١١، التي استشهد فيها ١٥ شابا فلسطينيا وجرح أكثر من مائة آخرين عندما إطلق جيش الإحتلال الصهيوني نيران رشاشاته على الآلاف الفلسطينيين واللبنانيين الذين تظاهروا عند السياج الحدودي بين لبنان وفلسطين التاريخية، في ذكرى للنكبة، حيث اسقطت دماء الشهداء الأوهام الصهيونية التي قالت ان الكبار يموتون والصغار ينسون.

ونحن الفلسطينيين اليوم أكثر تشبثا بأرضنا ومقدساتنا ومدننا وقرانا، ندافع عنها بالارواح رغم مرور ٧٥ عاما على نكبتنا ولجوءنا في مخيمات الشتات، المخيمات التي انطلقت من خيامها شرارة الثورة ورصاصاتها الأولى لتعيد القضية الفلسطينية إلى خارطة العالم من جديد.

Exit mobile version