الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممنظمة التحرير قائدة الكفاح

منظمة التحرير قائدة الكفاح

نبض الحياة

كتب: عمر حلمي الغول

معركة وحدانية تمثيل منظمة التحرير لم تكن سهلة، ولا هي مؤامرة كما حاول اقطاب جماعة الاخوان المسلمين اشاعتها بهدف التحريض والتشوية لمعركة التمثيل الوطنية، ولا هي جزء من لعبة الانخراط في العملية السياسية الإقليمية والدولية لاعفاء الدول العربية من مسؤولياتها القومية، بل هي واحدة من ركائز واهداف النضال الوطني التاريخية، ولابراز الشخصية والهوية الوطنية. ولم يكن الدفاع عن القرار الوطني المستقل نزوة او لحسابات فئوية ضيقة، كما لم يكن إنفصالا عن البعد القومي العربي، او مناكفة لهذا النظام العربي او ذاك، انما كان مصلجة وطنية بامتياز، وجزءا اصيلا من المهام الكفاحية التحررية للشعب العربي الفلسطيني، ولاعادة الاعتبار للهوية الوطنية، وترسيخها في الواقع العربي المعاش، ولاخراج القضية الفلسطينية من دائرة الهيمنة الرسمية العربية، التي سعى العديد من الأنظمة المتاجرة بها، ولاستخدامها ورقة من أوراق قوته السياسية في معاركه الوهمية مع الدول الشقيقة وعلى مستوى الإقليم لتعزيز موقعه امام الأقطاب الدولية المقررة في المشهد السياسي في عموم إقليم الشرق الأوسط، وعلى حساب مصالح شعب القضية والوطن.
إذاً الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني، له عنوان واحد وحيد، هو منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب والقضية، وعنوانه الأساس، ولا عنوان للقضية وتمثيل الشعب الا المنظمة، لانها هي اب وأم الكفاح التحرري، ويخطىء من يقع في متاهة التقسيم وتجزأة التمثيل، ليس في الحقل السياسي، وانما في كل عمليات المواجهة مع دولة الاستعمار الإسرائيلية العسكرية، حتى لو كان المشارك في هذه المعركة او تلك الحرب، او ذاك الهجوم فصيل من خارج المنظمة، او منقلب عليها، فهذا الامر تفصيلي وثانوي، وليس الأساس في محاكاة التمثيل. وبالتالي لا يمكن تجزأته، ومرفوض من حيث المبدأ المساس به، او العبث به بغض النظر ان كانت بعض الفصائل منضوية تحت راية منظمة التحرير أم لا.
كما ان الضرورة تملي على قيادة المنظمة رفض تمثيل الشعب الفلسطيني سياسيا او عسكريا او اقتصاديا او غير ذلك امام أي جهة عربية او إقليمية او دولية من قبل أي فصيل، او إطار شعبي، او أي جهة اعتبارية. الامر الذي يتطلب من اللجنة التنفيذية للمنظمة فرض حضورها كعنوان أساس لمناقشة أي قضية تخص مصالح ومصير الشعب العربي الفلسطيني، وليس الانزواء جانبا، او استخدام المنطق الساذج والانعزالي ” انا ما إلي خص” أو ” مش انا العنوان، وهاي معركة قوى ليست تحت سيطرة المنظمة.” هذا موقف سلبي ومرفوض وتفريطي بالتمثيل الفلسطيني، ولا يمت للمصلحة الوطنية بصلة. لان التمثيل الوحداني له ثمن بالسلب والايجاب، وليس التمثيل فقط، عندما يتعلق الامر في البعد الإيجابي، العكس صحيح، مما يفرض على قيادة المنظمة والشعب انتزاع التمثيل من أي قوة تدعي التقرير في هذه المعركة او تلك المواجهة. ومطالبة أي دولة او قوى إقليمية او اممية العودة للمرجعية الوطنية الأولى.
ولا يكفي الإعلان عن ان القيادة الوطنية تجري الاتصالات مع الجهات العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، او على نابلس او جنين او الخليل .. او غيرها، بل المطلوب انخراطها ودخولها الفعلي على خط البت بالمسائل، والتأكيد لإسرائيل وأميركا والدول العربية والإسلامية وامتداداتها في الساحة الفلسطينية، ان صاحبة الكلمة الفصل، هي منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب.
وهو ما يستدعي من القيادة الفلسطينية تعميم واضح وصريح على كافة النخب والمستويات القيادية، بالتأكيد في لقاءاتهم الإعلامية والسياسية والأمنية، ان منظمة التحرير هي العنوان، ولا عنوان الا هي للبت في تفاصيل الهدنة في هذه المعركة او تلك. ومطالبة قيادة الجهاد الالتزام بالتنسيق معها. لان المعركة واحدة، والمستهدف هو الشعب العربي الفلسطيني الواحد الموحد، ومرفوض تجزأته او تقسيمه في الصراع. لان الصراع الدائر الان في قطاع غزة منذ خمسة أيام، لا يستهدف حركة الجهاد الإسلامي فقط، ولا أي فصيل من الفصائل، انما يستهدف الكل الفلسطيني. وكون الحركة الصهيونية ودولتها الإسرائيلية اللقيطة بكل مكوناتها الحزبية والسياسية والأمنية والعسكرية لا تميز بين فلسطيني وفلسطيني، والفلسطيني الجيد بالنسبة لهم، هو الفلسطيني الميت.
اذا على قيادة المنظمة استعادة دورها الأساس في تمثيل الشعب في هذه المعركة وغيرها، وانتزاع دورها المقرر في الكفاح التحرري الوطني، وآن الآوان لان تراجع المنظمة سياساتها تجاه مبدأ التمثيل السياسي والقانوني للشعب كل الشعب لتأكيد مكانتها ودورها باعتبادها التجسيد الحقيقي والثابت لتمثيل الشعب الشرعي والوحيد.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا