الرئيسيةمختاراتمقالاتالآثار والمقدسات والمقامات في فلسطين جبهة صراع ..!

الآثار والمقدسات والمقامات في فلسطين جبهة صراع ..!

كتب: د. عبدالرحيم جاموس

لم يعد خافيا على احد افتقاد المصداقية للرواية التاريخية والدينية،كما القانونية والمشروعية السياسية ، لمجمل الرواية اليهودية الصهيونية وإدعاءتها الكاذبة في حقها في الوجود على أرض فلسطين الكنعانية العربية الإسلامية والمسيحية ، هذا ما اثبته ويثبته علماء التاريخ والآثار المنصفين بأبحاثهم العلمية ، ليس فقط الباحثين العرب مسلميهم ومسيحييهم على السواء، إنما ايضا ابحاث الباحثين الغربيين ومنهم اليهود خاصة .
يسعى الكيان الصهيوني جاهدا الى السيطرة على كافة المواقع الأثرية والمقامات والمقدسات الدينية ، التي تعج بها فلسطين ، والتي لاعلاقة لها باليهود واليهودية ، و تؤكد على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لتلك الآثار والمقدسات الموجودة في مختلف المواقع في فلسطين ، حتى تلك التي تسمى منها آثارا رومانية او اغريقيه، ماهي إلا آثار عربية كنعانية خالصة ، حيث (بنيت بيد المهندسين والعمال العرب الكنعانيين) اثناء فترات حكم كل من الإغريق أو الرومان الذين تعاقبوا على احتلال فلسطين ، فقد كان حكم هذة الدول لفلسطين لا يعدو عن حكم استعماري لها بلغة العصر الحديث ، للأرض وسكانها الذين لم تنقطع صلتهم بها اطلاقا ، وواصلوا عيشهم واستقرارهم وحياتهم وتطورهم الحضاري والعمراني في ظل سيطرة تلك الدول المحتلة و المستعمرة ، إن كل أثر في فلسطين هو (أثر كنعاني فلسطيني) عربي على اختلاف الحقب التاريخية والسياسية والدينية التي عرفتها فلسطين في تاريخها القديم والحديث .
إن معركة السيطرة على المقدسات والمقامات والآثار بصفة عامة ،هي جبهة صراع محتدمة مع الإحتلال و معركة لا تقل اهمية و لا تقل ضراوة و شراسة عن معركة التوسع الإستيطاني والسيطرة والضم والتهويد للاراضي الفلسطينية ، التي يشنها ويفرضها الكيان الصهيوني على فلسطين التاريخ والحاضر والحضارة ، تمثل جبهة صراع محتدمة ومستمرة ، سعيا منه للإستحوذ عليها والعمل على تزييفها وتزويرها وطمس هويتها الحقيقية ونسبتها للتراث اليهودي الكاذب والمزور ، الذي يؤكد علماء الآثار الموضوعيين والمنصفين عدم وجود اي أثر تاريخي يهودي يعتد به ، يمكن ان ينسب لليهود واليهودية في فلسطين ، و إفتقاده اي معلم تراثي او حضاري حقيقي يدل على وجوده سابقا في فلسطين عبر التاريخ ، يمكن له ان يعتدَ به الكيان الصهيوني ، منذ قيامه ونشاته عمل على تدمير الكثير من المعالم والآثار التاريخية العربية في فلسطين ،كما عمل على وضع اليد و السيطرة على العديد من المواقع الأثرية والمقامات الدينية ، فقد فرض سيطرته وتحكمه على المسجد الإبراهيمي في الخليل ، و مسجد قبر يوسف في نابلس ومقام راحيل في بيت لحم ، وحائط البراق في القدس التي يسعى فيها حثيثا من خلاله للسيطرة على المسجد الاقصى وفرض سيطرته عليه أواقتسامه بين اليهود والمسلمين مكانيا وزمانيا ، كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل ، وما الإجتياحات اليومية من قبل المستوطنين وبعض المسؤولين الصهاينة لباحات المسجد الاقصى وحفر الأنفاق الواسعة اسفله ، والتي توجت بالأمس بعقد الإجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية داخل نفق من هذة الأنفاق الممتدة تحت المسجد الأقصى إلا تأكيدا واضحا على سياسة و نوايا الصهيونية الدينية التي تمثلها حاليا حكومة الكيان في السيطرة على المسجد الاقصى وتغيير الوضع القائم فيه ، بهدف صناعة مقدس يهودي على حساب قدسية المسجد الأقصى لدى المسلمين عامة .
إن جميع المواقع الأثرية من مقامات وغيرها ، هي الأخرى اليوم عرضة لهجمات مستوطنيه وجيشه ومحلِ اطماعه ، مثل المواقع والأحياء الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس وجبل العرمة في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس ايضا ، حيث تتعرض هذة المواقع و البلدات يوميا لهجمات وارهاب منظم من قبل جيش الإحتلال وقطعان المستوطنيين ويتصدى لهم سكان هذة البلدات العزل .
إن حماية هذة المقدسات والمواقع الأثرية المختلفة تقتضي حمايتها والمحافظة عليها لما تمثلة من قيمة حضارية وثقافية ودينية تضحضُ ادعاءات اليهود الصهاينه، وتشكشف زيف روايتهم التاريخية والدينية عن فلسطين وتؤكد هويتها الكنعانية العربية والإسلامية والمسيحية الفلسطينية .
إن دور وزارات الثقافة والسياحة والآثار والاوقاف في المحافظة على هذا الإرث الحضاري والثقافي والديني يجب ان يكون دورا منظما وفق خطة وطنية عملية واضحة على المستوى المحلي والدولي ، لكف يدِ المستوطنين وجيش الإحتلال عنها ، وتأمين المحافظة عليها وتوفير كل اسباب الحماية المحلية والدولية لها ، وعدم ترك الأهالي وحدهم يصارعون اطماع الإحتلال واهدافه وغاياته الخبيثة بشأنها ..
إنها مسؤولية وطنية ودولية تستوجب التحرك الجاد والمنظم و السريع والفعال لإحباط هذة السياسات الإحتلالية ، لأن المس بهذة الآثار والمقدسات وخاصة المسجد الأقصى المبارك سيدفع بالصراع إلى اتون صراع ديني لن تحمدُ عقباه .
د. عبدالرحيم جاموس
23/5/2023 م
Pcommety@hotmail

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا