الرئيسيةمختاراتمقالاتمن وحي جدارية شيرين ابو عاقلة

من وحي جدارية شيرين ابو عاقلة

كتب: بسام صالح

كنت من بين اخرين شاركوا بازالة الستار عن جدارية للشهيدة الفلسطينية الصحفية شيرين ابو عاقلة وذلك في احد احياء روما، بالقرب من جامعة روما الثالثة، وقريبة من ساحة القديس بولوص وعلى شارع تكثر به حركة المشاة، كنا سعداء بهذا الحدث لاسباب عديدة ان المبادرة جاءت من الجيل الثاني من الشبيبة الفلسطينية ابناء الجالية الفلسطينية في روما، هم وبعض اصدقائهم من الايطاليين المتضامنين مع قضيتنا، لا ادري كم عانوا للحصول على كافة التراخيص الرسمية لتبقى الجدارية تحت الحماية القانونية، بينما بسهولة حصلوا على رعاية فدرالية الصحافة الايطالية وكانت سعادتي اكثر ان الجدارية تخص الصحفية شيرين الشاهدة شهيدة الصحافة و الاعلام الحر، فكانت ايقونة الاعلام المرئي الملتزم بقضية مازالت غالبية وسائل الاعلام تحاول اخفاؤها وطمسها. فجاءت شيرين حتى في غيابها لتعيدها وترسخها في قلوب وعقول هذا الجيل الشاب الذي تابع قضيته عبر صوت وصورة شيرين وهي تتنقل بين المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية التي مازالت تقارع هذا الاحتلال العنصري الفاشي لتمزق الصمت الدولي على جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنية.
شيرين ومعها 58 من الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين تم اغتيالهم او قتلهم وهم يؤدون واجبهم المهني والوطني على ارض فلسطين، وغيرهم يعاني في سجون الاحتلال، او معتقلات سلطة الامر الواقع في غزة ، او من اعاقة جسدية فرضها عليه الاحتلال، وللاسف هناك فئة فصائلية تحاول وبكافة ما تملك من وسائل القمع والترهيب ان تمنع اصحاب الكلمة الحرة والمدافعين عن حرية الصحافة والتعبير، من عقد مؤتمرهم في غزة وتضع العراقيل امام عملهم الصحفي.
هذا الفصيل الذي يرفض ممارسة مؤسساتنا الشعبية لحقها في الانتخابات الديموقراطية وفي هذا الجزء الغالي من الوطن، بينما يتغنى ويطالب بالانتخابات في الضفة الغربية، حيث تسير انتخابات النقابات والمؤسسات بشكل دوري، ولكن حماس ترفض اجراء اي نوع من الانتخابات في غزة المختطفة لدى سلطة الامر الواقع.
الصحافة الحرة هي السلطة الرابعة في اي نظام سياسي فهل يمكن اعتقالها او تدجينها و منعها من القيام بدورها الاعلامي بحرية كاملة وفي ظل الاحتلال الجاثم على صدورنا؟ ان ما يخيفكم يا حماس من عقد المؤتمر العام للصحفيين الفلسطينيين هو الكلمة والتعبير الحر المعبر عن ارادة شعبنا الواحد في انهاء الاحتلال الاستعماري العنصري وانهاء الانقلاب الاسود الذي اعاد قضيتنا عشرات السنين الى الوراء.
على جدارية شيرين في روما تم اقتباس بعضا مما قالته ” في اللحظات الصعبة استطعت ان اتجاوز الخوف واخترت الصحافة، لاكون الى جانب الناس وكنت اعلم ان تغيير الوضع ليس سهلا. وامل ان اكون نجحت في ايصال صوت الشعب الفلسطيني الى العالم”.
ان شيرين مثلت حالة اختراق للوضع القائم كونها امرأة فلسطينية ملتزمة بقضيتها وصحافية اعلامية ميدانية تمكنت من شد انتباه العالم للقضية الفلسطينية، والاحتلال لم يستثني حتى جنازتها من اجرامه.
وهكذا يجب ان يكون عقد مؤتمر الصحفيين وغيره من مؤتمرات النقابات والجامعات في غزة اختراقا للوضع القائم وتاكيدا على وحدة مؤسسات شعبنا.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا