الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمصيانة الممثل الوحيد واجب

صيانة الممثل الوحيد واجب

نبض الحياة – كتب: عمر حلمي الغول

تحل الذكرى ال59 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في ظل جملة من التطورات الفلسطينية والعربية والإسرائيلية والإقليمية والدولية، التي تحمل في طياتها تحولات متعددة الابعاد، ومنها الاخطار الداخلية والإسرائيلية، حيث باشر مؤتمر فلسطيني أوروبا أعماله امس السبت الموافق 27 أيار / مايو في دورته العشرين في مالمو العاصمة السويدية حاملا معه احد معاول تشويه الوطنية الفلسطينية، وتهديد وحدانية التمثيل للشعب العربي الفلسطيني، الذي تمثلة م. ت. ف، رغم ان شعاراته توحي ب”الحرص” و”الإصلاح” و”التطوير” للمنظمة، بيد ان من يسعى لحماية المنظمة، عليه أولا الانضمام لها، والالتزام ببرنامج الاجماع الوطني. ولكن القوة التي تقف خلف المؤتمر، وهي حركة حماس الانقلابية ومن يلف لفها، تستهدف الالتفاف على دور ومكانة المرجعية الوطنية الأهم والابرز في تاريخ الكفاح الوطني التحرري. لا سيما وانها حاولت مرات عديدة اقامة مرجعيات موازية ونافية لمكانة م.ت.ف، ومازالت تحاول، ولكنها فشلت، وستبوء محاولتها الجديدة بالفشل والهزيمة.
وتساءل الكثيرون من النخب السياسية والثقافية والأكاديمية ماذا جد على القيادة الفلسطينية حتى تقود حملة واسعة ضد المؤتمر في دورته العشرين؟ وأحيانا كنت اضم صوتي لاصوات زملائي واصدقائي بذات التساؤل. رغم اني انبريت وجندت نفسي ضد المؤتمر سلفا. ولكن للموضوعية وبعد التدقيق في تحديد موعد المؤتمر الملازم لذكرى تأسيس المنظمة، وللمخرجات السياسية، التي ستنبثق عنه، والدور التخريبي والمتناقض مع روح الوحدة والوطنية الفلسطينية لفرع جماعة الاخوان المسلمين يعززان أهمية الحملة لحماية وصيانة مكانة ودور م. ت. ف، والتصدي للقوى الخبيثة التي تدير المؤتمر، دون ان انسى ان هناك العشرات من أبناء الشعب في أوروبا من المشاركين في مؤتمر مالمو لا يتفقوا مع خيار تهميش او الالتفاف على المنظمة. لكن الامر اختلط عليهم، مما اعماهم عن رؤية الاخطار الماثلة من انعقاد المؤتمر.
أضف ان ذكرى تأسيس المنظمة ال59 تحل مع تصاعد جرائم حرب الاستعمار الإسرائيلي وقطعان المستعمرين المقترنة بإعلان صريح من قبل حكومة الترويكا الفاشية وكل الفسيفساء الحزبية الصهيونية لشطب وتصفية القضية والمشروع الوطني وإلغاء كلي لحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني، والعمل على تنفيذ سريع لخيار التطهير العرقي والترانسفير او القتل اسوة بسلسلة العشرات من المجازر الوحشية الإسرائيلية قبل واثناء وبعد نكبة العام 1948، وبعد هزيمة حزيران / يونيو 1967، ومازال مسلسل التطهير يتخذ اشكالا ونماذج متعددة قديمة جديدة، كما حصل في بعض القرى مؤخرا بهدف توسيع وتعميق الضم والتهويد والمصادرة للأراضي الفلسطينية المحتلة، وانفلات غير مسبوق للعنصرية والكراهية وتأجيج دورة العنف والإرهاب المنظم في كل المدن والقرى والمخيمات على مدار الساعة وعلى مرآى ومسمع من العالم، ودون خشية من أي ردة فعل فلسطينية او عربية او إقليمية او دولية.
وهذه الاخطار المترافقة للأسف الشديد مع عدم تفعيل واستنهاض الهيئات القيادية للمنظمة، واهمال وركن قرارات المجلسين على رف الانتظار الى ما شاء الله دون تطبيق، الامر الذي يترك ندوب وقروح في مسيرة صيانة وحماية الممثل الشرعي والوحيد، منظمة التحرير، الإنجاز الأهم والعظيم للشعب الفلسطيني، والذي دفع ثمنه غاليا من التضحيات الجسام دما واعتقالا وتدميرا وبطشا وعربدة وقصفا واجتياحات واقتحامات وحروب وطرد وتهجير، الامر الذي يفرض على اللجنة التنفيذية للمنظمة تحمل مسؤولياتها في تنفيذ كل القرارات الصادرة عن المجلسين، والعمل الجاد والحقيقي على تفعيل دور الهيئات وخاصة المجلس المركزي لعقد دوراته الدورية بالحد الأدنى كل ستة شهور، وكلما استدعت الضرورة ذلك، ولو عبر الية الزووم والفيديو كونفرنس، والانتقال خطوة نوعية للامام في تفعيل دور مختلف الدوائر ولجان المجلس والسفارات والهئيات التابعة للمنظمة، وتجاوز حالة الانتظار والتعثر والارباك القائمة، والاندفاع خطوات وليس خطوة نحو تكريس الوحدة الوطنية وترتيب شؤون البيت الفلسطيني بهدف تعزيز عوامل الصمود والتحدي للاخطار الداخلية والخارجية الجاثمة على رأس المنظمة والشعب.
الذكرى ال59 فرصة هامة لتكون محطة لإعادة النظر في الاليات والسياسات المتبعة حتى الان. وليكن معلوما لكل ذي بصيرة في القيادة الشرعية لا يمكن مواجهة التحديات والاخطار بالطريقة القائمة، وعليه فإن الضرورة تستدعي من كل الوطنيين تحمل مسؤولياتهم في الضغط للخروج من دوامة الانتظار والتعثر، والانتقال لاحداث تحولات نوعية في مسيرة تطوير واستنهاض وحماية وصيانة المنظمة، الممثل الشرعي والوحيد.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا