الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمقيادة حماس مطمئنة لأنها تلعب لعبة نتنياهو القذرة!!!؟

قيادة حماس مطمئنة لأنها تلعب لعبة نتنياهو القذرة!!!؟

كتب: باسم برهوم

لم نكن بحاجة لأن يخبرنا رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق شبتاي شافيت، بأن حماس ونتنياهو يرقصان رقصة “التانغو” معا، بتناغم كبير وبخطوات متقنة متفق عليها تماماً. فكلاهما يريد رأس منظمة التحرير الفلسطينية، المعبّر عن الوطنية الفلسطينية، وكلاهما يدمر بشكل منهجي حلّ الدولتين، ويتفقان على بقاء قطاع غزة منفصلاً عن الضفة وأن يبقى الشعب الفلسطيني منقسماً على نفسه وله مركزان أو أكثر للقرار.. وإلا فكيف تجلس إسرائيل على الأريكة مسترخية لا يمارس عليها أحد الضغوط بشأن تنفيذ مبدأ حل الدولتين.

أحيانا قد يتساءل المراقب عن سبب الثقة الزائدة لدى قيادة حماس، فهي تتصرف كطواويس تتبختر هنا وهناك وكأنها مطمئنة تماما لمستقبلها في حين الشعب الفلسطيني كله قلق على مصيره في ظل تراجع الاهتمام بقضيته الوطنية وتآكل مكتسباته والناجمة أساسا من الانقسام. ثقة قيادة حماس وهي ثفة خارج سباق الحالة الحقيقية والفعلية للشعب الفلسطيني منبعها أنها تلعب اللعبة مع نتنياهو أقصى اليمين الصهيوني، فالمال يصلها بانتظام مقابل إبقاء الانقسام وتعميقه.

ولعبة حماس، أو بشكل أدق، اللعبة التي هي شريكة بها، يتم تأمين التغطية ماليا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا لها إقليميا ودوليا، بمعنى أن هناك شركاء لنتنياهو في لعبته القذرة، وهناك وكلاء معروفون للشعب الفلسطيني موكلون بهذه المهمة ويقومون هم وحماس بلعبتهم باطمئنان شديد. ودعونا نستكمل التساؤل، ألم نلاحظ سرور حماس، التي لا تخفيه، عندما يهزم في إسرائيل اليساريون والليبراليون وينتصر نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي. وهذه النغمة تمّ ملاحظتها بشكل مكشوف وواضح عندما هزم نتنياهو شمعون بيرس في انتخابات ربيع العام 1996، التي جرت بعيد اغتيال رابين وقبرت معه ومع خسارة بيرس وفوز نتنياهو عملية السلام.

ونعود لتساؤل شابيت، رئيس الموساد الأسبق، في المقال الذي نشره في صحيفة “معاريف” مؤخراً، أن 18 جولة قتال مع غزة.. ما هي الفائدة الإستراتيجية لإسرائيل؟ ويجيب على لسان نتنياهو في اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست منع وحدة الشعب الفلسطيني والمحافظة على انقسامهم وتعميقه لأنه بهذه الطريقة نمنع حل الدولتين ونمنع ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه بتقرير المصير. ومن زاوية أخرى، يضيف شابيت ونقلا عن نتنياهو، أن العالم ينظر لحماس “كتنظيم إرهابي” فهي بهذه الصفة مفيدة لنا. يقصد لإسرائيل، فالمجتمع الدولي لن يمارس علينا الضغوط والفلسطينيون منقسمون وحماس التي تسيطر على غزة “إرهابية”.

أما نحن الفلسطينيين ألم نتساءل بدورنا لماذا حماس لا تربط بين كل هدنة مع إسرائيل بهدف وطني واحد؟ وان مطالبها تنحسر بمطالبها الفئوية وضمان استمرار تحكمها وحكمها لقطاع غزة ووصول الأموال لها؟ في كل مرة تشتعل فيها المعارك ومن ثم تهدأ ولكن ما هي المكاسب الوطنية؟ هل ربطت حماس شروط هدنها مع إسرائيل، على سبيل المثال حتى بوقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى. أو بعدم شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة على أقل تعديل؟

دعونا نراجع معاً مطالب حماس نلاحظ أن جوهرها ضمان وصول الأموال لها.

لعبة نتنياهو الخبيثة هي أنه استطاع خلالها إقناع حماس بأنها ستكون البديل لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، وأنها شريك له، لنتنياهو، في إدارة شؤون “السكان في المناطق”، حسب التعبير الصهيوني.

وفي سياق ذلك بدأت هذه الحركة الإخوانية تعمل على تقديم نفسها بأنها قادرة على ضبط السكان والسيطرة عليهم بالبطش، وفي ذات الوقت انها هي قادرة على ضبط نفسها، وقدمت أمثلة على ذلك في عدم مشاركتها في المعارك الثلاث الأخيرة، وكأن كل ما يدور هو عملية اختيار لحماس.

فالثقة التي تبدو على قيادات حماس تنبع من هذا السيناريو، فهم يتصرفون مستندين لمثل هذه الاتفاقات الضمنية برعاية إقليمية ورضى وربما موافقة أميركية. ولا يحتاج المرء إلى كثير من العناء ليلاحظ أن قيادة حماس تتصرف تماماً كأصحاب الياقات البيضاء، فهم يتمتعون بالمال الذي يمنح لهم بسخاء ولديهم وعود وضمانات بأنهم هم البديل.

ماذا يمكن أن نسمي كل ما تقوم به قيادة حماس؟ كيف يمكن أن نصنفها؟

ليسأل المواطن الفلسطيني نفسه هل هو يعرف حقا ما هي أهداف حماس؟ تخوض المعارك وتتباهى أنها من “محور المقاومة” ولكن هل حققت معاركها هدفاً وطنياً واحداً من أهداف الشعب الفلسطيني؟ هل قيدت معارك حماس يدي الاحتلال ولو جزئيا في مسألة تهويد المسجد الأقصى والقدس أو الاستيطان في الضفة؟

لكنها تنجح في إثبات أنها قادرة على ضبط النفس عندما تشتعل جبهة غزة، وأن تنجح في القول إنها لم تنجر تحت أي ضغط للاشتباك!!!؟ وهذا بالضبط الذي يريده نتنياهو منها، ألم يطلب هذا الأخير من حماس وبشكل علني أن لا تدخل في المعركة ضد الجهاد الإسلامي وهي التزمت تماماً بما طلب رغم أن العدوان على قطاع غزة استمر خمسة أيام.

أما الشعب الفلسطيني فما الذي يحصل عليه من حماس وسيطرتها على قطاع غزة سوى الانقسام وفرض واقع الانفصال وهذا بالضبط ما يسعى إلى تحقيقه نتنياهو وحكومته اليمينية وإسرائيل بشكل عام.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا