كتب: موسى الصفدي
في مخيم نهر البارد كنت شبلاً و ذلك كان قبل عقود طويلة من إختراع رتبة جندي تحت الإختبار .،.،.، التي يحوز عليها القادمون المتاخرون لإمتهان الكفاح الوطني و أشباههم من .،.، المناضلون .،.، الجدد .،.،
لم يكن مخيم نهر البارد إلا صورة حقيقية مصغرة جداً تعكس حقيقة الواقع المؤلم إلى درجة كبيرة في مختلف القواعد الثورية و أصحاب براءة الإختراع فيها طبعاً و الجهات الداعمة لها …
العشرة فدايون المتواجدون في قاعدة تلة المحمرة ذلك الصباح قبل ان يتحولوا إلى أربعين في تلك الليلة لم يكن بينهم من يعرف شيئا يذكر عما قلته و لا حتى عن موقع فلسطين على الخارطة و لا حتى و لو معلومة بسيطة عن الحركة الوطنية الفلسطينية
كانوا مجموعة من شبان بسطاء في حقيقتهم ينتمون لعائلات فقيرة متواضعة يعملون لدى عائلات لبنانية شبه إقطاعية في الزراعة و خدماتها بينما تتفرغ تلك العائلات الشبه إقطاعية لتقديم خدمات السياحة و مسلزماتها المثيرة للحفيظة و الجدل في أنٍ معاً للأثرياء الخليجيون و من هم في حكمهم في من اثرياء الحرب البنانيون انفسهم
قبل ان حلول الظلام بلحظات قليلة حضر تباعاً إلى القاعدة الأخرون … الذين تبين لي فيما بعد انهم مجموعة متنوعة من أبناء المخيم يأتون ليلاً إلى القاعدة لقوموا باعمال الحراسة و من ثم في تمام الساعة السادسة صباحاً يغادرون ألى بيوتهم و أعمالهم …
كان معظمهم يفضي لي بأحاديث لم اكن مهتما بسماعها حول وجود العشرات من أقارب فلان و فلان و فلان و جيرانهم ممن يقبضون رواتبهم دون أن يرى لهم وجهاً
إلا عندما يأتي مندوب مالية القوات لتسليم المخصص لهم …
في المخيم دأبت مختلف القوى و الأحزاب و الجماعات و الشلشل و من دار في فلكهم على محاولات لم تتوقف لإثبات ما كانوا يسمونه هوية فكرية و لم يكن عقلي الصغير حينها يستطيع أن يستوعب هذه الضرورات الفلسفية لهؤلاء مجتمعين …
كنت اعتقد ببساطة أنه عليهم في المعركة المفترضة التي يعملون على خوضها بحسب ما يزعمون انهم سيسعون إلى تاطير كافة الشرائح الاجتماعية للشعب بغض النظر عن النواحي الدينية و الطبقية في إطار حركة الوطنية مستنيرة تشكل رافعة حقيقية لثورة تشبه من الناحية النظرية على الأقل أقوالهم و شعاراتهم …
لم يكن هناك ما يدل على وجود بعض رغبة جادة لدى أيٍ من تلك العشائر و القبائل الفلسفية اية رغبة في تغيير حقيقتها فممن يقدسون سر فلاسفتهم إلى من يقدسون سر شيوخهم إلى من يقدسون اسرار الجهات الداعمة لم يُترك لنا طريقاً نسلكه لممارسة الطهارة الثورية التي لم تمت فينا بعد .،.،.،
إلى اللقاء بصفحة أخرى
موسى الصفدي
دمشق ــ باب توما
