كتب: موسى الصفدي
لم يكن أحد يعلم او يستطيع ان يفسر الضرورات أو الأسباب التي تقف خلف قرار النقل إلى الجنوب و الذي كنا نجهز أنفسنا بحماسة مبالغ فيها لتنفيذه ولم نتمكن من معرفة سبباَ للغموض الذي أحاطه قائد السرية بذلك الأمر .،.،.،
قائد السرية الذي كان و بشكل غريب يسارع إلى إتخاذ القرارات من دون ان يفكر أو يُعنى بمن سيقوم بتنفيذها كما هو الحال فيما نحن بصدد تنفيذه كان يعلم انه و بمجرد تسرب خبر قرارالنقل لأبناء المخيم الذين يأتون إلى موقع الفصيل مع دخول الخيط الأسود و حلول الظلام و يغادرون الموقع مع دخول الخيط الأبيض من صباح كل يوم حتى قبل أن يصحو مؤذنو المخيم لن يعد بمقدور أحد ان يرى لهم و لا حتى ظلاً على مسافة مئة ميل !!!
ثبتت الرؤية … فبعد تسريب الخبر الذي كان لوقعه أثراً عميقاً وطيباً في نفوس مجموعة ليست بالقليلة من الجمهور المتضرر من وجود الموقع و في مقدمتهم الجار القريب للموقع الذي كان قد تلقى الضربة الجوية لسلاح الطيران في جيش الاحتلال الصهيوني الخبيث على العرس الذي كان يقيمه لابنه بدلاً عن موقعنا او بدلاً عن موقع صواريخ السام 7 للفصيلة الجارة من قوات الجيش العربي السوري في تلة المحمرة بدأت الزيارات السريعة و المكثفة و المكوكية و الإعتراضات لأباء و أمهات و لوجهاء و قيادت و أصدقاء قائد السرية بالرضاعة مع ذوي الشأن لتطويق موضوع جريمة نقل أبناءهم إلى الجنوب .،.،.،
لقد أثمرت تلك الجهود و قبل ان يخبرني قائد السرية بشكل مقتضب برغبته بان أرتب مع الأخ ماجد طه إختيار مقاتلين من الموجودين في مواقع العبدة و المنية و تلة المحمرة أكد لي بأن الضرورة تقتضي بببقاء زوار الفجر في السرية و لم اجد في كلا الموقعين العبدة و المنية سوى الذين لا يملكون قبول أو رفض الموضوع من المتطوعون الجدد القادمون من السلمية و حارات و اًرياف اللاذقية و تل كلخ .،.،.،
في هذه الأثناء اقتضت الضرورة بحسب رؤية قائد السرية تغيير حتى أسماء القطط و الكلاب الشاردة في المنطقة المحيطة بالموقع .،.،.،
إلى صفحة قادمة
دمشق ـ باب توما
