مدخل للقصة
كل تشابه بين شخصيات هذه القصة و شخصيات الواقع الذي نعيشه مقصود تماماً
كتب: موسى الصفدي
المسؤول الأول في الحزب بدأ يفقد القدرة تدريجياً على اتخاذ أي قرار في أية مسألة ذات قيمة او شأن يتعلق بمستقبل و شؤون هؤلاء الحاقدون البؤساء الذين ينضوون تحت راية نضال حزبه الثوري ناهيك عن قدرته المنتهية الولاية و التأثير في حاضرهم المؤلم .،.،.،
حتى افخر أنواع الخمور و العقاقير مع مسكنات ألم العصب المركزي التي يتعاطاها و أدمن عليها لم تسهم في تخلصه من الأوجاع التي تسكن قلبه الرقيق كما كانت تعتقد زوجته الصغيرة و تقول له كلما حاول ان يتعاطف مع سكان المخيم البائسين ذوي الطباع اللئيمة الحادة بحسب قولها .،.،.،
مع تكرار ما كانت تقوله زوجته منذ أن أصبح الرجل الأول في القيادي في الحزب الثوري الشيوعي الإسلامي للتحررمن العبودية لم تسمح أو بدقة أكثر كانت تمنع تلك الزوجة الحسناء الحاقدة طبقياً على معظم هؤلاء البؤساء الحاقدون من حتى التفكير بالتعاطف مع أي طرح يقدمونه له … ربما يعود ذلك لأسباب تتعلق بنشأة عائلتها الطبقية الرثة و دخول والدها إلى السجن بفضيحة لم تزل حية في ذاكرة هؤلاء الحاقدون و حتى أبنائهم الذين قد تعلموا المشي حديثاً شاركوا في ذلك العرس و قاموا بتعزير أبيها في شوارع المخيم اثناء عملية القبض عليه و اقتياده إلى السجن مع المسروقات المضبوطة التي كانت بحوزته .،.،.،
لم يكن لإطلاق سراحه و ضمه للحزب الثوري والكلف الباهظة الثمن التي قدمها زعيم الحزب على مستوى السهرات الماجنة التي أقامها في فنادق لا يحلم ضيوفه من ذوي النشاة المشبوهة حتى بالوصول إلى بهوها كذلك الملاهي الليلية و غانيات الدرجة الملكية اللاتي قدمهن لكل سماره الأماجد الذين شاركوا في ترتيب خروج قريبه اللص من السجن .،.،.، حتى على المستوى الإقتصادي و السياسي و الاجتماعي لم يخلو الأمر من إستعداده لتقديم التنازلات من اجل الوصول إلى هدفه بإخراج والد زوجته من السجن .،.،.،
كل ذلك لم ينفع بتغيير الصورة الراسخة في أذهان هؤلاء الحاقدون البؤساء حول العائلة التي كان يحاول تاسيسها و لم يمسح من ذاكرة الحاقدون تلك الصورة المؤلمة لزوجته بعد فشلها في الحصول حتى على الشهادة الإعدادية التي كانت تحلم بالحصول عليها لتدخل عالم التمريض كصديقاتها المقربات حيث اضطرت بعد ذلك للعمل في احد المطاعم البعيدة عن المخيم بالإعتماد على حسنها و * بغض النظر عن الوثيقة أو الشهادة التي تحملها * .،.،.،
امام شاشة عملاقة ضاقت بها الفيلا المتواضعة التي إشتراها بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة جلس بصعوبة أمام مشهد مجازرة جنين و معركة إنتصار الدم بعد ان تجرع على الهواء مباشرةً كل الكحول الذي في حوزته … !!!
موسى الصفدي
دمشق ـ باب توما
