الرئيسيةمختاراتمقالاتلقاء الأمناء العامون ـ وهم المصالحة

لقاء الأمناء العامون ـ وهم المصالحة

كتب: موسى الصفدي

منذ إحتلال فلسطين لطالما عانت حكومات الاحتلال الصهيوني المتعاقبة من التكاليف السياسية و الاقتصادية و العسكرية الباهظة لمحاربة و محاصرة أي تطلعات وطنية قد تنشأ لدى الشعب الفلسطيني مما كان يدفعها على الدوام للبحث عن حلول إستراتيجية تتفق مع رؤاها لمستقبل إسرائيل التي يريدونها ,، كما ان المؤسسات المرتبطة بها لم تأل جهداً في البحث عن الحلول التي تقلل من تلك التكاليف و تحقق لها ما تريد .،.،.،

لقد إرتبط ذلك على الدوام برغبتها في التوظيف الذكي للأذرع الرخيصة داخل المجتمع الفلسطيني في البيئات العقائدية و الأقليات المتوفرة في المجتمع الفلسطيني خاصةً بيئة الجماعات ذات العقيدة الدينية الفاسدة و من يشكلون إمتداداً حقيقياً للجماعات الإسلامية الدولية التي تتفق و تتشارك حتى مع اليمين الصهيوني المتشدد في مواقفه من خصوصية الهوية الوطنية و رفضها لتلك الخصوصية الوطنية على أرضية فهمها الخاطئ للمسالة الوطنية .،.،.،

كما هو الحال بالنسبة لهذه الجماعات التي إرتبطت منذ نشاتها بمشروع محاربة التطلعات الوطنية للشعوب في المنطقة العربية في المنطقة التي كانت ترزح تحت نير الإستعمار و بالنيابة عنه فقد قامت هذه الجماعات بمحاربة فكرة قيام أنظمة وطنية في تلك الدول من خلال توظيف سياسي فاسد للعقيدة الإسلامية يدعي بان الإسلام هو الحل بما لا يدع أي فرصة للنضال الوطني لتحقيق هوية مستقلة لتلك الشعوب من خلال مقولتهم بأنه في سياق الحل الإسلامي لا يعود هناك مبرر لوجود الضرورات القومية و الوطنية و تحت غطاء من كثرة هذه الشعارات الخارجة عن الإسلام و فهمه الحقيقي للمسألة الوطنية حاربوا الثورة المصرية و أهملوا عن سابق عقيدة و إصرار الوجود البريطاني في مصر كما فعلوا مثل ذلك في سوريا و الجزائر و ليبيا و دول أخرى .،.،.،

كما هي الحالة العربية ففي الحالة الفلسطينية و في هذ السياق نجد أن مشروع حماس لم يبدأ مع الإنقلاب كما يُحاوَل تَظهيره او فهمه بل ارتبط من حيث أهدافه كما دل على ذلك سلوك و خطاب حماس منذ نشأتها كمشروع صهيوني بالكلفة الأقل للقضاء على أي طموحات او مشروع يحمل تطلعات وطنية قد ينشأ في المناطق الفلسطينية التي يُحتمل أن تتشكل فيها روافع وطنية حقيقية لبناء مشروع وطني فلسطيني يتساوق مع الطرح السياسي الذي يقبل بحل يقود إلى دولة فلسطينية .،.،.

بناءً على ذلك فإن أي حوار في مسالة الوطنية و مشروعها و ضروراته يتعارض مع مبدأ وجود هذه التجمعات وأهدافها و يفضح دورها في محاربة منظمة التحرير الفلسطينية و المشروع الوطني و سيكون محكوم بالفشل كما كان من شان عشرات الحوارات العقيمة السابقة التي جرت عبر سنوات الإنقلاب الأسود .،.،.،

لقاء اليوم سيتم بين طرفين متناقضين متعارضين لجهة المصلحة و التوجهات الطرف الأول هو الطرف الذي وجه الدعوة بما يمثله من تطلعات و طموحات وطنية جامعة للكل الفلسطيني و طرف أخر يمثل تطلعات و مصالح جهات تستثمر في الوضع الداخلي الفلسطيني بما يتعارض مع مصلحة الوطنية الفلسطينية و يتقاطع بأشكال مختلفة مع رغبة الاحتلال في بقاء و إستمرار ما تحقق بالانقلاب ,،,،,،

الطرف الأول يملك إستقلالية قراره و الطرف الأخر لا يملك حتى إختيار الوجبة التي سيتناولها دون الرجوع إلى مرجعيته الأمنية و السياسية و الدينية في الإقليم .،.،.،

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

أخبار هامة

إخترنا لكم

شتات

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا