كتب: يوسف سلمان
فالجميع يذكر الغزوات الصليبية في الدين المسيحي وشلال الدم والقتل والتدمير الذي سببته. والصهيونية في الدين اليهودي، وشلال الدم الذي ما زالت تمارسه ويهدر بإستمرار. والإخوان المسلمين في الدين الإسلامي، حيث الجميع يذكر ما مارسته ضد الريس جمال عبد الناصر، وضد ما هو تقدمي، وديمقراطي وايجابي فى الوطن العربي، واليوم ما يسمى حركة المقاومة الإسلامية، ذراعها في فلسطين، وما تمارسه من بطش ونفاق وخداع وتامر واجرام ضد الشعب الفلسطيني، وحركة تحرره المناضلة لحد الآن. اخطر ما يقوم به إخوان الشياطين، ليس فقط البطش والقتل ضد الحركة الوطنية الفلسطينية، ولكن الأخطر هو الغطاء السياسي والايدلوجي الذي توفره وتمنحه للحركة الصهيونية لتستمر في بطشها واجرامها وعلى جميع المستويات وخاصة الايديولوجي والاستراتيجي للقضاء على طموحات وامال الشعب الفلسطيني وامته العربية.
على المستوى البعيد. الأخطر في مهمة حماس هو خدمتها ومساعدتها للصهيونية لاجهاض وافشال الطرح والهدف الاستراتيجي الصحيح والمنطقي والانساني لحركة التحرير الفلسطينية، الا وهو الدولة الفلسطينية المستقلة التقدمية في فلسطين، أين يتعايش المسلم والمسيحي واليهودي، بنفس الحقوق والواجبات، كحل نهائي لقضية الصراع في فلسطين والشرق الأوسط.
لصالح الحل الصهيوني، الاجرامي الخطير في بلد التسامح والتعايش السلمي الاستراتيجي والمنطقي والمعقول والمقبول، في أرض السلام، ارض بداية الديانات التوحيدية، اليهودية، والمسيحية والإسلام. لصالح الدولة الدينية الفيوية المتعصب، العنصرية الاجرامية. اي اعطاا المبرر والتبرير للممارسة السياسية والايديولوجية للدولة الدينية اليهودية الصهيونية، اي دولة إسرائيل وعلى مثيلتها الإمارة الإسلامية، في غزة الآن وفي فلسطين مستقبلا.
اي ان إسرائيل قد عملت خيراً وصح بخلق دولة إسرائيل اليهودية، وأيضاً نحن لخلق الدولة الإسلامية، لأنه لا يمكن التعايش في فلسطين بين اليهود والمسلمين والمسيحيين.
فعلى ذلك فإن هدف فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ،خاطىء وغير صحيح ويجب محاربته، ولا يمكن تحقيقه.
هذا هدف مشترك لنا، فعلينا محاربته وافشاله. وهذا ما نراه اليوم من تعاون وتنسيق وتخطيط مراي ومخفي ما بين أطراف المخطط المعادي، أمريكا وإسرائيل وحماس ودول وممالك وامارات الذل والهوان وغيرها، ضد حركتنا الوطنية.
وعلينا الآن استخلاص الدروس والعبر، لتغيير الأساليب والتحالفات للاستمرار بالنضال والثورة حتى تحقيق والوصول للهدف السامي والاصح، هدف الدولة الفلسطينية الديمقراطية، دولة سيادة القانون لجميع أبناءها، يهود، مسيحيين ومسلمين. طرحها القوي والمنطقي والانساني. ولتحقيق ذلك علينا العودة للجذور، لحرب الشعب طويلة الأمد، الشعب المسلح بايمانه وعقيدته، بفكره ومبادئه، ووضع الحد للممارسات الخاطئة والمدمرة المستشرية مؤخرا في ممارستنا اليومية والبعيدة، علينا ممارسة النقد والنقد الذاتي الذي كان دايما مصدر فخرنا وقوتنا. فحركتنا قوية، متجذرة، وعملاقة. ولسنا بحاجة للكثير للقيام وعمل ذلك. فتجربتنا وتاريخنا وتضحياتنا يسمحون ويستوجبون علينا عمل ذلك، اليوم وليس غدآ.
يوسف سلمان ،روما.