كتب: زاهر شرقاوي
الآن وبعد أن خمدت نار المدافع وصمت ازيز الرصاص قليلا علينا أن نجلس ونفكر بهدوء ونعيد قراءة المشهد بشكله الصحيح والسليم ونستخلص الحقائق بقراءة سياسية معمقة لتتكشف امامنا كل تلك الحقائق المغيبة طيلة الاحداث الجارية.
لا يخفى على أحد كبيراً كان أم صغيرًا أن أي حدث يدور في هذه المنطقة الساخنة من العالم لا بد وأن يكون للقضية الفلسطينية نصيبٌ منها، فهي محور الصراع في المنطقة ومفتاح الحرب والسلم للمنطقة وللعالم بأسره.
لا يخفى أيضاً على أحد أن إسرائيل ورغم كل قوتها وجبروتها مع كل الدعم المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية تستبيح الأراضي الفلسطينية وتعيث فيها فسادا وقتلا وتدنيساً للمقدسات ومصادرة للأراضي، الا أنها مازالت عاجزة عن حلّ عقدتها الدولية بسبب الدبلوماسية الفلسطينية امام المحافل الدولية وخاصة في محكمة الجنايات الدولية. التي لا تنفك السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس عن فضح هذا الكيان العنصري وجرائمه التي لا تعد ولا تحصى وتحشره في الزاوية بقضاياه الجنائية.
فأخذ يمارس كل أنواع الارهاب العسكري من اقتحامات لمناطق الضفة واغتيال وقتل للفلسطينيين ومحاصرة السلطة الوطنية الفلسطينية ماليا واقتصاديا لمعاقبتها على هذه الدبلوماسية التي وضعت الاحتلال وجرائمه امام المجتمع الدولي عاريا.
فكلما زادت اسرائيل من بطشها تمسكت القيادة السياسية الفلسطينية بالثوابت الوطنية أكثر فأكثر وخاصة بقضية الارض التي احتلت عام ٦٧ او ورقة اللاجئين التي لاتزال شاهدا على زور هذا الكيان المصطنع.
أما بالنسبة لما يدور بالضفة الغربية من محاولات تسريب وبيع للأراضي الفلسطينية الا ويتم كشفها وفضحها من قبل جهاز المخابرات العامة الفلسطينية التي يترأسها سيادة اللواء ماجد فرج.
ولم يقتصر الامر على تسريب الاراضي والعقارات بل عمليات نشر الفوضى المنظمة التي تقودها دولة الاحتلال عبر محاولة إضعاف أجهزت السلطة الوطنية وتسهيل مرور السلاح لحفنة خارجة عن القانون وبعض المرتزقة الذين تديرهم المحاور والتي أيضا يتم كشف مخططها من قبل جهاز المخابرات العامة. ومنجرة بيتا خير شاهد والتي كانت تخطط لضرب مقار أمنيه تابعه للسلطة الوطنية.
وبالانتقال الي ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ستجد ايضا بصمة صهيونية اما عبر جماعات او فئات إرهابية تكفيرية تعمل على زعزعة أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية عبر افتعال المشاكل الأمنية سواء بالاغتيال او بالتفجيرات أو أي حدث أمني يكون له تداعيات كبيرة على اللاجئين الفلسطينيين بهدف اسقاط هذه الورقة التي تعتبر من أهم الثوابت التي تتمسك فيها القيادة الفلسطينية كما حصل في نهر البارد سابقا أو في مخيم اليرموك في سوريا.
وقبل أيام قليلة تم توجيه دعوة رسميه من قبل الحكومة اللبنانية الى مدير جهاز المخابرات العامة الفلسطينية سيادة اللواء ماجد فرج لبحث عدة قضايا تخص الطرفين ومنها موضوع اللاجئين الفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية وسبل الحفاظ على أمن وأمان هذه المخيمات وخصوصا في بلد منهار اقتصاديا وأمنيا وفي ظل فراغ سياسي كبير.
وفعلا بعد زيارة اللواء ماجد فرج والوفد المرافق له تم ترتيب بعض القضايا بين الطرفين وغادر بعدها الوفد الاراضي اللبنانية.
وعلى ما يبدو أن هناك جهات لم يرق لها هذه الزيارة وما تم الاتفاق عليه من ترتيب سياسي وأمني لوضع المخيمات فاستبقت الأحداث وقامت بتفجير الوضع الأمني باغتيال أحد أبرز قادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة على يد الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تحاول في كل مرة جرّ المخيمات الفلسطينية الى مربع النار والاشتباك.
رسالة أراد الإرهاب التكفيري ومن يقفه خلفه وأمامه أن يوصلها لنا جميعا أن هذه الجماعات قد وجدت من أجل هدف واحد وصريح وهو محاولة تدمير ما تبقى من هوية اللاجئين في لبنان وغيرها من دول الطوق.
ومع كل اغتيال أمني يجب أن يرافقه اغتيال سياسي لعنوان هذا الشعب وهي منظمة التحرير الفلسطينية ومعها حركة فتح بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب والمسؤول الاول في ادارة وحفظ أمن وأمان المخيمات.
فكان الهدف هذه المرة هو أحد أعمدة السلطة الوطنية الفلسطينية والشخصية الحديدية والقوية لحركة فتح والسلطة الفلسطينية.
فبدأنا نسمع ونقرأ ونشاهد بعض الأفواه الرخيصة والأشخاص المأجورين التابعين لمحاور هنا وهناك حاولت ولا زالت حتى اللحظة تسعى لتمسك بقضية اللاجئين والمخيمات الفلسطينية بيدها.
إن توجيه الاتهام او محاولة لصق هذه الجريمة التي اقترفها الإرهاب التكفيري باللواء ماجد فرج إنما هو اغتيال سياسي بامتياز يسعى خلفه كل من حاول في الماضي والحاضر طمس الهوية الفلسطينية وتحويلها من قضية وطنية صاحبة قرار مستقل الى ورقة قمار سياسي يلعب بها من يحاول الدخول الى هذا المزاد الدولي الرخيص ليقامر بمستقبل اطفالنا وهويتنا الفلسطينية وقرارنا الذي دفعنا في سبيله اثمانا باهظة.
وإن ما يثبت صحة كلامي لكم جميعا أن هذه العصابات ليست وليدة اليوم او الامس بل هي منذ زمن بعيد موجودة تقتل وتذبح وتنشر الفوضى وفكرها الظلامي الذي بدأ يلوث بعض عقول الشباب الذين أغوتهم الشعارات الدينية والجهادية التي يتخذها هذا الإرهاب ستارا يختبئ خلفه وشماعة يعلق عليها كل أوساخه.
هذه الجماعات كانت تمارس الاغتيالات منذ تسعينيات القرن الماضي أي قبل تأسيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية وقبل أن يسمع أحدنا بشخص اللواء ماجد فرج.
وأغلب الذين عاصروا وكانوا شاهدا على هذا الفكر الظلامي التكفيري يعلم جيدا صحة كلامي فيوم استهدف هذا الإرهاب التكفيري القائد أمين كايد وأحمد كايد وابراهيم شرقاوي وابو الهيجا وابو عمرة وشقيقه والعسوس لم يكن ماجد فرج موجودا ولم يكن هناك أي وجود لأي مؤسسه للسلطة الوطنية.
وغيرها من عمليات اغتيال وقتل وتفجير قام بها هذا الفكر الظلامي الذي لو أردنا أن نعد جرائمه بحق مخيماتنا وأهلنا فلن تكفينا الصفحات والأقلام.
إن ما يحصل هو عملية اغتيال سياسي وعسكري وفكري للوجود الفلسطيني في لبنان ومحاولة لضرب ما تبقى من أعمدة القيادة الوطنية الفلسطينية القوية التي وقفت بوجه هذا الإرهاب التكفيري.
إن المعركة ليست معركة أشخاص ومسميات إنها معركة الفكر الوطني الثوري الطاهر بوجه الفكر الظلامي المتطرف الإرهابي واللواء ماجد فرج هو رأس الحربة في معركة الدفاع عن القرار الفلسطيني بوجه هذا الفكر الأسود.