دعا مشاركون، إلى مواصلة دعم البرامج والمشاريع المختلفة في القدس، خاصة تلك التي تخلق فرص عمل جديدة للشباب والشابات، والتركيز على محور التأهيل والتدريب المهني لتمكين النساء من تطوير مشاريعهن الخاصة.
وأكد مشاركون في اختتام أعمال منتدى “القدس للمرأة والشباب الفلسطيني” تحت شعار: “معا نبني جسور الثقة في المستقبل”، في إطار فعاليات اليوبيل الفضي لوكالة بيت القدس، لمرور 25 عاما على دخولها حيز العمل، تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس، وجوب المساهمة في إنعاش الاقتصاد داخل البلدة القديمة بدءا من دراسة واقع قطاع التجارة، والبحث عن الحلول الملائمة لدعم صمود التجار في البلدة القديمة للقدس وتعزيزه، وإسناد الجمعيات والمؤسسات المقدسية حتى تستمر في دورها في الحفاظ على الهوية وحماية الموروث المحلي، بخصوصياته التاريخية والحضارية.
وشددوا على ضرورة تكثيف جهود المؤسسات العاملة في المدينة من أجل الحفاظ على وجودها، بالتعاون مع المؤسسات المانحة المحلية والأجنبية، وتأمين التنسيق والالتقائية الضرورية بين مختلف المتدخلين.
وأكد المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، أن المنتدى فرصة لترسيخ قاعدة التشاور والاستماع لكل فئات المجتمع المقدسي ومقاربة قضاياهم بالمسؤولية وبالجدية اللازمة، حتى تنهض الوكالة بالتزاماتها في خدمة القدس ومؤسساتها، وفق تعليمات سامية لراعيها، الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وأشار إلى أن حضور الوكالة بين المؤسسات في القدس، هو تأكيد على منهجية العمل الميداني الملموس، التي وجه بها العاهل المغربي عمل الوكالة في المدينة، رغم الصعوبات والرهانات التي يمكن أن تطرحها محدودية التمويل، مشددا على أن المنتدى يشكل محطة لترسيخ الدور المؤثر للمرأة وللشباب في صيانة الهوية المجتمعية في المدينة، وترسيخ قيمها الحضارية.
من جهته، أشاد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري بالحضور النوعي للوكالة في القدس، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى استلهام هذه التجربة والبناء عليها لتحقيق التناسب بين إمكانيات التمويل وحاجيات المؤسسات للصمود والاستمرار، في ظل الحاجة إلى مزيد من الدعم.
وأثنى على الدور الهام الذي تضطلع به الوكالة، التابعة للجنة القدس، في دعم صمود المقدسيين ومؤسساتهم، في ظل الصعوبات والتحديات التي يعيشونها، لافتا إلى أن مشاريع الوكالة من شأنها أن تساهم في الحد من الصعوبات التي تعترض الحياة اليومية للمقدسيين.
من جانبه، حيا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس، المطران عطا الله حنّا وكالة بيت مال القدس على إنجازاتها طيلة 25 عاما من عملها في المدينة المقدسة، مطالبا الدول العربية بدعم صمود المقدسيين وتثبيتهم على أرضهم.
ووجه تحية خاصة إلى المرأة المقدسية على دورها الفعال في صيانة هوية المجتمع، وبناء الأجيال الفلسطينية القادرة على حمل أمانة حماية المدينة ومقدساتها العربية والإسلامية، في ظل ما تعيشه القدس من تحديات.
ونقل مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي، تحيات القيادة إلى القائمين على تنظيم المنتدى، وأثنى على جهود الوكالة منذ إحداثها قبل 25 عاما في تثبيت المقدسيين ودعم مؤسساتهم.
وانطلقت الورشات بعرض فيلم تحريكي عن حصيلة عمل وكالة بيت مال القدس خلال 25 عاما والمشاريع التي نفذتها.
وتوزعت على ورشتين، الأولى بعنوان: “تمكين المرأة وتنمية قدرات الشباب”، بمشاركة ممثل عن صندوق الإنماء الاقتصادي، التابع للأمم المتحدة، مُعتز دوابشة، والمديرة التنفيذية للمركز النسوي الثوري سلوان، عبير زياد.
أما الورشة الثانية فكانت تحت عنوان: “أفق لترسيخ الهوية المجتمعية وخلق الثروة”، بمشاركة المدير التنفيذي لمؤسسة برج اللقلق المجتمعي، منتصر ادكيدك، والمديرة التنفيذية لمركز السرايا لخدمة المجتمع نداء دويك.
وتخلل أشغال الورشتين تقديم عدد من قصص النجاح لشباب مقدسي من بينهم مجد لفروخ من مؤسسة “J.STATION”، وياسمين إدريس، من جمعية المركز النسوي، وعدنان البرق.
وجرى على هامش المنتدى، افتتاح معارض الحرف الفلسطينية والمشغولات، التي نظمتها جمعيات المرأة والشباب من القدس، وقُدمت نماذج من المنتجات المدعومة من الوكالة في إطار برنامجها لمشاريع التنمية البشرية، شملت الخزف، والمطرزات، والأعشاب الطبية، والقماش والكوفية الفلسطينية، ومنتجات الشمع، وأعمال الرسم على الزجاج.
كما تم افتتاح معرض الوكالة لمناسبة اليوبيل الفضي، زينته صور للرئيس محمود عباس والعاهل المغربي محمد السادس في مناسبات تاريخية مختلفة، وأخرى لاجتماعات لجنة القدس، فضلا عن لوحات تستعرض حصيلة مشاريع الوكالة خلال السنوات الـ25 السابقة.