المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الأحمد: نحن لا نريد إلا الحقيقة وأن يتولى القضاء اللبناني محاسبة كل من خرج على القانون في عين الحلوة

اللواء البيسري التقى هيئة العمل الفلسطيني المشترك وأكد ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ومراقبة تنفيذه

يواصل عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في اطار زيارته الى بيروت التي تأتي في أعقاب الأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة في الفترة الأخيرة.

والتقى الأحمد الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور وأمين سر حركة “فتح” في لبنان فتحي ابو العردات، وبحث الطرفان في التطورات الأخيرة والمساعي والاجراءات اللازمة للتهدئة التامة في المخيم، بالاضافة الى العلاقات اللبنانية الفلسطينية من كافة جوانبها بما يعزز الموقف الفلسطيني والعربي في مجابهة الاحتلال الاسرائيلي وتهديداته المتواصلة.

وبعد اللقاء، قال الأحمد في تصريحات صحفية: هذه الزيارة تأتي مباشرة بعد العمل الاجرامي الذي قامت به فئة من الارهابيين الذين ينتحلون لأنفسهم صفة متأسلمين ولا علاقة للاسلام بهم، وهم ليسوا بعيدين عن المخطط المعادي للبنان وفلسطين بشكل خاص وللأمة العربية بشكل عام.

واعتبر الأحمد ان من ارتكبوا جريمة اغتيال الشهيد قائد قوات الأمن الوطني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي اعتقدوا أن الفوضى ستدب وينقضون ومن يساندهم ومن يمولهم ومن يمدهم بالسلاح والذخيرة حتى أثناء القتال، ومعروف لدينا من هؤلاء وكل شيء يأتي في وقته لنكشف كل صغيرة وكبيرة.

وتابع: تباحثنا في كل ذلك مع دولة الرئيس بري، خاصة وكما يعلم الجميع منذ بداية الشرارة الاولى، تحركت حركة أمل وقيادتها وجرى اجتماع في مكتبها في صيدا لهيئة العمل الفلسطيني المشترك والذي كانت بصمات دولة الرئيس بري لهذا التشكيل الذي يضم كل القوى الفلسطيني مهما تباينت خلافاتهم وهو يلعب دورا من اجل تعزيز أمن واستقرار مخيم عين الحلوة والمحيط اللبناني في منطقة صيدا، وتبادلنا الرأي والاتصالات واللقاءات التي تمت حتى الآن مع المسؤولين اللبنانيين ومع نشاط القوى السياسية من أجل سرعة انجاز التحقيق الذي تتولاه لجنة فلسطينية لبنانية مشتركة والتي بدأت به فور تشكيلها ووصلت الى كثير من الحقائق والمؤشرات وهي تعمل ليل نهار حتى في سماع بعض الشهود وبعض المتهمين في عقر دارهم واستعمت لهم.

واضاف: “نحن لا نريد الا الحقيقة وأن يتولى القضاء اللبناني محاسبة كل من خرج على القانون وشارك في جريمة اغتيال العرموشي، وشارك في الاشتباك المفتعل الذي جرى في بعض مناطق عين الحلوة وحتى بعض مناطق الجوار اللبناني وأدى الى تهجير آلاف العائلات اللبنانية والفلسطينية اضافة الى الدمار. ان السلاح والدمار كان يجب ان يوجه للعدو الصهيوني لا بين هذا الفصيل أو ذاك”.

وأردف الأحمد: “اتفقنا مع الرئيس بري انه لا بد من الاسراع في انهاء التحقيق وتسليم الجناة للقضاء اللبناني كي يتولى شأنهم، ولبنان صاحب السيادة والمسؤول عن محاسبة كل من يخرج على القانون كائنا من كان، فلسطينيا أو لبنانيا أو غيرهما. ولا تستغربوا من كلامي، فالفلسطينيون الذين شاركوا كانوا فئة قليلة حتى ان أحدهم انتحل صفة فلسطيني بهوية مزورة وهو ليس من منطقة صيدا وليس فلسطينيا. كل شيء معروف وحتى الذين يشاركون في الجهود لتهدئة الوضع ربما كانت لهم أصابع سلبية في البداية، وهذا سيتضح أمام الجميع في وقته وليس الآن. المهم تثبيت الأمن ووقف الدمار وعودة المهجرين اليوم قبل الغد وكثير منهم عادوا فور صدور بيان لجنة العمل الفلسطيني المشترك”.

وعن امكانية استثمار بعض الجهات في الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، قال الأحمد: “لقد اشرت بشكل غير مباشر الى أن ما جرى ليس محليا في لبنان، وما دار ليس بعيدا عما كان، ففي نفس اللحظة كان يعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين في مصر من اجل تعزيز الوحدة الفلسطينية بمواجهة المحتل، وايضا بمواجهة النيل من الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته على الصعيد الاسرائيلي والدولي”.

ولفت الى “ان حادثا هنا وحادثا هناك ليس بعيدا عن نفس المؤامرة، اجتياحات جنين ومخيم جنين ونابلس وبلاطة ونور شمس في طولكرم ايضا ليست بعيدة عن المحاولات التي تجري لقتل القضية الفلسطينية، لكننا بالمرصاد ونعمل أولا على تصحيح تفكير المضللين كي يعودوا إلى رشدهم ونعزز الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة.

وختم الأحمد: ان البعض تمنى ان ينتشر ذلك في مخيمات اخرى وهذا غير وارد، إذ لدينا القدرة على منعه حتى بقدراتنا الذاتية بالتنسيق مع الدولة اللبنانية.

وكان الأحمد بحث التطورات الأخيرة في مخيم عين الحلوة عبر لقاءات جمعته مع المسؤولين اللبنانيين منذ لحظة وصوله بيروت الاحد الفائت وفي مقدمتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ومدير الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن، وأمين التنظيم الشعبي الناصري النائب في البرلمان اللبناني أسامة سعد. وتركزت المباحثات حول اجراءات تثبيت وقف إطلاق النار، ومتابعة لجنة التحقيق المكلفة بالكشف عن المتورطين في جريمة اغتيال اللواء الشهيد العرموشي ورفاقه.

اللواء بيسري يستقبل هيئة العمل الفلسطيني المشترك

وعلى خط التنسيق اللبناني الفلسطيني المتواصل حول احداث مخيم عين الحلوة، استقبل المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري في مكتبه اعضاء “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لبنان.

واشارت المديرية العامة للأمن العام اللبناني في بيان الى انه “في بداية اللقاء، اعرب اللواء البيسري امام الوفد الفلسطيني عن أسفه للأحداث الأمنية التي شهدها مؤخرا مخيم عين الحلوة ومحيطه، والتي ادت الى سقوط قتلى وجرحى لبنانيين وفلسطينيين، عدا عن الأضرار المادية الجسيمة التي خلفتها الاشتباكات”.

وخلال الاجتماع، اكد اللواء البيسري على البنود التي تم التوافق عليها مع الدولة اللبنانية من اجل عودة الوضع الى طبيعته في مخيم عين الحلوة والتي ترتكز على تثبيت وقف اطلاق النار ومراقبة تنفيذه ودعوة السكان الذين نزحوا من المخيم نتيجة الاحداث للعودة الى منازلهم، والتزام اجراء تحقيق جدي ومثبت بالأدلة لتحديد هوية المتورطين في جريمتي اغتيال عبد الرحمن فرهود واللواء ابو اشرف العرموشي ورفاقه وتوقيف المشتبه بهم والمطلوبين وتسليمهم الى المراجع اللبنانية المعنية لاحالتهم على القضاء المختص وضمان استمرار الهدوء والاستقرار في المخيم ومحيطه وازالة كل المظاهر المسلحة، واتخاذ كل الاجراءات والتدابير لمنع حصول أحداث مماثلة في المستقبل وعدم السماح لأي طرف من استثمار وجوده في المخيم لتنفيذ “أجندات” خارجية ضد مصلحة لبنان والقضية الفلسطينية.

كما اكد اللواء البيسري الدور المحوري للأمن العام في صيانة الأمن القومي مع باقي الأجهزة العسكرية والأمنية، وهذا الأمر يتطلب تعاونا دائما مع كل الأطراف على الساحة اللبنانية وعلى رأسها سفارة دولة فلسطين في لبنان وهيئة العمل الفلسطيني المشترك.

واوضح اللواء البيسري ان هذا التنسيق سيساهم في حماية القضية الفلسطينية التي حملها لبنان وشعبه منذ اربعينيات القرن الماضي وان المديرية العامة للأمن العام لن تتوانى في العمل مع كل المعنيين من أجل عدم تكرار ما حصل وحل الخلافات في الشارع الفلسطيني عن طريق الحوار وليس بالاحتكام الى السلاح.

واخيرا، اثنى اللواء البيسري على عمل “هيئة العمل الفلسطيني المشترك”، التي أدت ادوارا كبيرة في الفصل في الكثير من الخلافات على الساحة الفلسطينية.

في المقابل، شكر اعضاء الهيئة اللواء البيسري على اللقاء المثمر، وأكدوا التزامهم بكامل البنود التي ذكرها، لا سيما لجهة تثبيت وقف اطلاق النار، والتعاون والتنسيق مع الأمن العام وباقي القوى الأمنية، لإعادة الاستقرار وضمان الهدوء في المخيم، واتخاذ كل الاجراءات لإزالة المظاهر المسلحة وسحب المسلحين، واعتماد الحوار في حل المشكلات مهما كان نوعها، وعدم الاحتكام الى السلاح.

وجدد اعضاء الهيئة، التأكيد على استكمال التحقيق في الجريمتين الأخيرتين المشار اليهما اعلاه، ملتزمين رفع الغطاء عن أي مرتكب أو مخل بالأمن مهما كان وتسليمه الى العدالة، وتمنوا من وسائل الاعلام التعاطي بمسؤولية مع الوضع داخل المخيم، مؤكدين حرصهم التام على ألا يكون مخيم عين الحلوة بوابة لاستهداف الأمن والاستقرار في لبنان.

واخيرا، اكدت الهيئة ضرورة بلسمة جراح أهالي مخيم عين الحلوة، خاصة الذين تضرروا من الاشتباكات، مشيرة الى انها ستبحث هذه القضية مع الجهات المعنية والتي يمكن أن تقدم المساهمة في ذلك.

الحياة الجديدة- هلا سلامة

Exit mobile version