المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

القاهرة: إشادة عربية بمخرجات القمة المصرية الفلسطينية الأردنية

أشاد دبلوماسيون وإعلاميون وأكاديميون مصريون وعرب بمخرجات القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية التي عُقدت بمدينة العلمين الجديدة بين الرئيس محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، حيث تم التوافق على تعزيز جهود مصر والأردن نحو تقديم الدعم الكامل لأبناء شعبنا، والدعم الكامل لجهود الرئيس في الاستمرار في الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة، لتأمين الحماية الدولية وحماية الحقوق الأساسية لشعبنا.

وأشار سفير الأردن لدى القاهرة أمجد عضايلة، إلى وجود آلية ثلاثية بين مصر والأردن وفلسطين، تنعقد بشكل دوري سواء على مستوى القادة أو وزراء الخارجية أو حتى على المستوى الأمني، لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود التي تقرها الشرعية الدولية، مضيفا أن الأردن ومصر تعملان على حشد الدعم الدولي لهذا الأمر، بالرغم من الأزمات التي مرت بها المنطقة بعد الربيع العربي، إلا أن القضية الفلسطينية لا تزال هي القضية الأم، وهذا ما تدركه الولايات المتحدة والقوى الدولية الفاعلة، فالجميع يعلم أنه لا استقرار في المنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
وأكد الدبلوماسي السابق بالجامعة العربية يحيى رفعت، أن انعقاد القمة يأتي في وقت هام، ومخرجاتها هي بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، إذ إن هناك اجتماعا لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بداية الشهر المقبل، بالإضافة إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهناك أيضا قمة تنموية في موريتانيا، فلا بد أن تكون القضية الفلسطينية ومستجداتها اليومية، من تحديات صعبة وعدوان متكرر، وفي خضم التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، على سلم الأولويات، وأن نبعث برسالة قوية إلى الإدارة الأميركية وإسرائيل مفادها بأن فلسطين عربية وستبقى عربية، والقدس هي عاصمة دولة فلسطين.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، إن دورية انعقاد القمة الثلاثية بين قادة الدول الثلاثة تبعث العديد من الرسائل الهامة إلى أطراف إقليمية ودولية، على رأسها ثبات الموقف العربي في التعامل مع النزاع العربي- الإسرائيلي، مشيرا إلى أن البيان الختامي أكد ضرورة إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، والدعوة إلى ضبط المشهد بالضفة الغربية بعد الممارسات غير المسؤولة من الجانب الإسرائيلي. وأكد فهمي أن القمة تتضمن رسائل هامة تسهم في توحيد الصف الفلسطيني بالتزامن مع الجهود المبذولة على الجانبَين العربي والإقليمي لتوحيد الرؤى وإدانة الممارسات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية تجاه الأشقاء في فلسطين، إذ تم التوافق على تعزيز جهود مصر والأردن نحو تقديم الدعم الكامل للأشقاء في فلسطين، ومن أجل العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وأوضح الباحث في الشؤون العربية والإقليمية والخبير الأمني أكرم حسام، أن هناك تحركات مصرية جادة لعقد مجموعة من القمم، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، لإعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء من جديد، ولفت إلى أن الحراك المصري في هذا التوقيت يستهدف التأكيد على الهوية الفلسطينية في ظل المحاولات الإسرائيلية المستمرة لطمسها عبر مشروعات استيطانية متواصلة، كما أنها تأتي استغلالاً لمواجهة الحكومة الإسرائيلية مشاكل داخلية متعددة جراء أزمة الإصلاح القضائي، ووجود ضغوطات متزايدة عليها من الشارع الإسرائيلي، لذلك تأتي التحركات المصرية الأردنية الفلسطينية خلال فترة الضعف الإسرائيلي، من أجل وضع القضية الفلسطينية على مسار السلام.

وقال الإعلامي المصري تامر أمين، إن هذه القمة تستهدف إنعاش القضية الفلسطينية من جديد، لأن البعض يظن وأولهم إسرائيل أن الدول العربية لم تعد تهتم بهذه القضية، ومن ثم من المهم أن تجتمع الدول ذات الثقل الإستراتيجي بالمنطقة كمصر والأردن كل فترة، للتذكير بأهمية هذه القضية، وضرورة وضع حل نهائي لها، وإحياء عملية السلام من جديد، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

كما أكد الإعلامي بالجامعة العربية مصطفى يوسف، أن الدعم المصري للقضية الفلسطينية يتواصل، فبعد مرور أسبوعين على اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي استضافته مدينة العلمين، شهدت المدينة ذاتها أمس فعاليات قمة ثلاثية “مصرية أردنية فلسطينية”، لبحث تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها، إذ أكدت ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضمن جدول زمني واضح، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة كاملة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وفي تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية، وتحقيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة.

من جانبها، أكدت أستاذ الإعلام بجامعة المستقبل هالة معروف، أن البيان الختامي للقمة رد واضح وصريح باعتراف الأشقاء بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدودها الدولية المعترف بها منذ عام 1967، مضيفة أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتم إلا بوجود دولة فلسطينية ذات سيادة، إذ أدان القادة الثلاثة استمرار وتصاعد الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني وتخالف قواعد القانون الدولي وتقوض حل الدولتين، كما أكدوا عزمهم على الاستمرار في جهودهم مع القوى الدولية الرئيسة والأطراف المهتمة بالسلام، لإعادة إحياء عملية سلام جادة تستند إلى قواعد القانون الدولي، ضمن آلية وجدول زمني واضحَين ومحددَين.

وقال الإعلامي الكويتي صالح البحار، إن عقد هذه القمة التي تُعتبر الثالثة، رسالة إلى الاحتلال أن الشعب الفلسطيني ليس وحده، وإنما العرب جميعهم يدعمون الموقف الفلسطيني في المحافل كافة، مؤكدا أنه لا بد من وضع رؤية وصياغة آليات تحرك تجاه التطورات الجارية في فلسطين، خاصة على الصعيد الدولي بالأمم المتحدة، والالتزام بمبادرة السلام العربية.

من جهته، أوضح الكاتب والمحلّل السّياسيّ المصريّ حامد فارس أنّ انعقاد هذه القمة يبعث رسالة بأنّ الأمّة العربيّة لم تتخلَّ عن القضيّة الفلسطينيّة باعتبارها القضيّة المركزيّة الأولى.

وقال فارس، إنّ تلك القمم دليل واضح على سعي دول عربيّة لتشكيل حائط سدّ قويّ ضدّ حكومة الاحتلال الأكثر تطرّفاً في تاريخ دولة الاحتلال؛ بهدف دعم حقوق الشّعب الفلسطينيّ بإقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة على حدود 67 وعاصمتها القدس.

بدوره، أشار الكاتب والمحلّل السّياسيّ الأردني فوزي السّمهوري إلى أنّ بيان القمّة الثّلاثيّة الأردنيّة الفلسطينيّة المصريّة حمل الكثير من الأمور الجديدة في الشّكل والمضمون.

وقال السّمهوري، إنّ استخدام مصطلح إنهاء الاحتلال أراضي دولة فلسطين المحتلّة، وليس الأراضي الفلسطينية، يُسقط أيّ محاولات لحلّ القضيّة بالوسائل الإنسانيّة والاقتصاديّة.

وشدّد على أنّ القمّة الثّلاثيّة شكّلت دعماً كبيراً للرئيس محمود عباس في الدّفاع عن الشّعب الفلسطينيّ وحقوقه، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينيّة.

وأشار إلى أنّ العاهل الأردنيّ سيحمل رسالة من الدول الثلاث تؤكّد على أهميّة إلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال، وبأنّ الأمور أصبحت لا تحتمل.

Exit mobile version