الرئيسيةمختاراتمقالاتإبراهيم تراوري.. القائد الجديد لقارة أفريقيا ام عسكري انقلابي

إبراهيم تراوري.. القائد الجديد لقارة أفريقيا ام عسكري انقلابي

كتب: ناصر اللحام*

لمع اسم الشاب النقيب إبراهيم تراوري مثل نجم ساطع في سماء القارة السمراء ، نجم ملأ الدنيا بالأمل وبالشغف ، وانه اّن الأوان لانعتاق شعوب افريقيا من نير الاستعمار الغربي الذي ينهب ثروات القارة . غادر الاحتلال الفرنسي وغيره من الباب ولكنه عاد من النافذة على شكل شركات تنهب كل ما يمكن حمله من دول افريقيا .

ووصل الامر ان شباب افريقيا الذين فقدوا الامل يهاجرون جماعات تلو جماعات في ظروف متطرفة عبر دول المغرب العربي ، ومن هناك وفي ظروف غير إنسانية للهجرة عبر مياه المتوسط الى القارة العجوز . فتنقلب بهم القوارب المتهالكة ويموتون غرقا ليصبحوا طعاما للأسماك .

الغرب وعلى رأسه فرنسا . لم يقدموا لأفريقيا سوى حبال المشانق . فما كان من إبراهيم تراوري الا ان أطاح بحكم رئيس بوركينا فاسو ( الرجل القوي الليفتنانت كولونيل بول هنري داميبا ) والذي وصل أساسا الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري .

الغرب المنافق والدول الاستعمارية لا يزعجهم أي انقلاب في افريقيا طالما يصب في صالح شركات النهب التابعة لهم ، ولكن إبراهيم تراوري هو الذي يزعجهم لأنه طرد الجنود الفرنسيين وسافر الى موسكو والتقى بالرئيس بوتين وطلب محطة نووية لبلده .

بات الامر خطيرا على الدول الاستعمارية حين نجح انقلاب النيجر . وفقد الغرب الاستعماري رشده حين حذا ضباط النيجر الأحرار حذو إبراهيم تراوري وانقلبوا على فرنسا الاستعمارية وطردوا قواتها ورفعوا علم روسيا في العاصمة نيامي .

في النيجر قواعد عسكرية فرنسية وقوات عسكرية أمريكية مع خبراء ومركز عسكري ألماني وقوات إيطالية وكندية وكتيبة اتصالات أمنية أوروبية . واللافت ان القاعدة الامريكية في النيجر متخصصة في الطائرات المسيرة وتدعي انها لملاحقة التطرف الاسلامي وفي الحقيقة هي ( واكيد المخابرات الاسرائيلية داخل هذه القاعدة ) تراقب وتتجسس على مالي والجزائر وباقي المناطق المحاذية.

عبد الرحمن تياني قائد الانقلاب الجديد في النيجر حذا حذو إبراهيم تراوري ، وهدد بمحاكمة الرئيس المخلوع محمد يازوم بتهمة خيانة البلاد .

ولهذا اصبح إبراهيم تراوري الرجل المحبوب شعبيا في افريقيا ، وذاع صيته انه صاحب فكرة تقويض حكم المستعمرات الغربية في دول افريقيا . ولا يزال الامر في بدايته .

الولايات المتحدة قلقة حتى انقطاع الاكسجين عن رئتيها ، لكنها تحاول الظهور بحالة من التوازن والدعوة للحوار واستعادة حكم الرئيس المخلوع يازوم . ولانها تنافس فرنسا وتتشفى بها فقد قامت بتعيين سفير امريكي في النيجر ما جعل فرنسا ترقص مقطوعة الذيل في بوركينا فاسو وفي النيجر .

والدول العربية دول مجاورة وصديقة ولها حدود ومصالح مشتركة مع هذه الدول الافريقية تعيش الحدث بكل اهتمام وخطورة .

وتذكرون انه وقبل اعدام الرئيس الليبي معمر القذافي . كان يقول القذافي للولايات المتحدة ولفرنسا ولإيطاليا وللغرب الاستعماري : انكم اذا دمرتم دولة ليبيا وقوضتم الحكم فيها لسوف تتسببون في اغراق أوروبا بالمهاجرين الافارقة . وسوف تنتشر الأسلحة الليبية والصواريخ في كل الأرض ، وانكم سوف تدفعون أثمانا لن تتخيلوها .

وكان قادة الغرب يسخرون من هذا الكلام ، وكثير من وسائل الاعلام التي تملكها جهات عربية ويديرها الموساد كانت تسخر أيضا من القذافي ومن كلامه . وقد ثبت اليوم صحة قوله .

وقد يكون إبراهيم تراوري هو خليفة نلسون مانديلا في افريقيا ، وقد يكون إبراهيم هو صورة شعاعية منعكسة للبطل العربي الزعيم جمال عبد الناصر .

ولكنني مقتنع بالمطلق : ان ما يحدث في افريقيا الان وبالذات في بوركينا فاسو وفي النيجر سوف يحدث على المدى المنظور وفي السنوات القادمة في كثير من الدول العربية والافريقية .

*رئيس تحرير معا

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

أخبار هامة

إخترنا لكم

شتات

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا