الرئيسيةمختاراتمقالاتالإجهاد والتضحية والاجتهاد الفلسطيني

الإجهاد والتضحية والاجتهاد الفلسطيني

كتب: سعدات بهجت عمر

ألم يحن الوقت جدٍّيَّاً بعد كل الذي حصل في غزة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وما يحصل اليوم في الضفة الغربية ومخيمات اللجوء في لبنان لتقييم تأثير كل تلكم المترتبات والعوامل على مسار تطور الأوضاع الفلسطينية الآن وفي المستقبل. ينبغي أن ندرك أن الكثير من المعلومات والحقائق عما يجري في اللقاءات الفلسطينية-الفلسطينية ونحن نعرف أن الكثير من المنظمات والفصائل والحركات لا يُلائمها مقولة القرار الوطني الفلسطيني المستقل وحتى الآن لا يزال طي الكتمان بسبب القيود المختلفة التي لا تزال مفروضة على هذه المنظمات والفصائل والحركات لأنها تتبع أجندات غير فلسطينية لذلك وبدون توفر هذه المعلومات والحقائق للشرعية الفلسطينية م.ت.ف لتمحيصها وفحصها وعرضها بشفافية على شعبنا الفلسطيني تظل محاولات التقييم محدودة، ومع هذا وفي حدود المعلومات والحقائق والوثائق المتاحة والآراء المختلفة الخجولة التي تم التعبير عنها إلى ما يحدث الآن في غزة والضفة ومخيم عين الحلوة وما يمكن أن يحدث من تطورات خطيرة على الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي لحسم هذا الصراع للعدو الاسرائيلي كي لا ننس أن المسألة الوطنية الفلسطينية هي قضية تحرر، وهي النقطة المفصلية في مسار حركة التحرر الفلسطيني. فالعدو الإسرائيلي يحتل فلسطين وأجزاء مهمة من سوريا ولبنان والأردن، والهدف الاسرائيلي من الاحتفاظ بهذه الأراضي هو السقوط التام في أحضان التنازلات. فالأردن مطلوب منه ان يكون وطناً بديلاً، وسوريا مطلوب منها التخلي عن دعم القضية الفلسطينية هذا أولاً، وثانياً إما بيع الجولان أو تأجيره إلى أجل غير مسمى. أما لبنان فالمطلوب منه سقوط المقاومة الإسلامية والحركة الوطنية في منطق إسرائيلي للتحايل. ولإنصاف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أنها استطاعت في معركة الكرامة 1968/3/21 توجيه ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر توجت باندحاره ردَّاً على هزيمة العرب في حرب حزيران 1967. فأتى هذا الإنتصار الطابع الغالب لحرب حزيران كهزيمة عربية بعد ذلك استطاعت حركة فتح بنضالاتها إجهاض الكثير من توقعات العدو الإسرائيلي ومؤامرات، وهذا أتت حرب جنوب لبنان بقيادة المقاومة الإسلامية اللبنانية ردَّاً فعلياً لتحسم جمود الموقف الدولي تجاه احتلال الجنوب اللبناني واصطناع شريط عازل، وتمكنت المقاومة الإسلامية اللبنانية أن تحقق انتصاراً ساحقاً فعلياً على العدو الإسرائيلي وتحرر الجنوب اللبناني من رجس الإحتلال في معركة استمرت 33 يوماً في العام 2006، والعنصر المهم اليوم هو اكتشاف حركة التناقضات في الواقع الفلسطيني الذي لا يمكن اختصاره إلى معادلات رياضية ثابتة بسبب مستنقع إرهابي ما زال يتواجد في غزة والضفة ومخيم عين الحلوة في لبنان، واليوم تتركز خصوصية النضال الوطني الفلسطيني المباشر عسكرياً وسياسياً ضد الإحتلال الإسرائيلي رغم أن هذا العدو يُمثل قبضة أميركا وأداتها الإجرامية الأساسبة في المنطقة العربية بغض النظر عن كثرة القواعد العسكرية فالأساسي في الوحدة الوطنية الفلسطينية محكوم بضرورات التحرير واعلان الدولة الفلسطينية المستقلة التي تشكل حلقة الصمود المباشر لتقرير المصير علماً أن الثورة الفلسطينية وسلطتها الوطنية تواجه في هذه اللحظات إحدى أكثر لحظات تاريخها خطورة وانعطافاً.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

أخبار هامة

إخترنا لكم

شتات

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا