ما الذي تخافه دولة الاحتلال إسرائيل من جثامين شهدائنا حتى تعتقلها في مقابر الأرقام..؟؟ وكيف لها أن تعتقد للحظة واحدة أن رقما قبريا بوسعه أن يعتقل روحا باتت سابحة في ملكوت الله، ولها في السماوات العلى، مقام الأولياء الصالحين..؟؟ حقا ما الذي يخيفها من جسد بات تحت الثرى، وهي التي أجهزت عليه برصاصها الاجرامي..!! وأية أخلاق هذه إن لم تكن هي المريضة بعقد النقص كلها، حتى باتت تجعل من القاتل وبندقيته، سجانا لجثامين من أُجهز عليهم، حتى وبعضهم كان جريحا..؟
لا شيء يفسر ويوضح خوف اسرائيل من جثامين شهدائنا، حتى تطبق عليهم صناديق الأرقام، التي لن يكون بوسعها أن تمحو أسماءهم الدالة على آدميتهم، وحياتهم الانسانية، لا شيء يفسر، ولا شيء بالمطلق يبرر هذا الفعل القبيح لإسرائيل، الذي لم يسبقها إليه أحد من قبل…!!! كأنها تريد مقايضات مستحيلة في هذا الشأن، الجثامين تعود الى أرضها، مقابل السمع والطاعة للمحتل وما يريد..!! إذا كانت إسرائيل العنصرية والاحتلال، تفكر على هذا النحو، تكون قد أعلنت بنفسها أنها لا تعاقر سوى الأوهام، أوهامها العنصرية وخرافاتها الصهيونية، التي تصور لها أن سطوة بندقيتها، قادرة على إحناء قامة الفلسطينيين، وكسر إرادتهم الحرة في الصمود، والتحدي، والمقاومة.
لشهداء شعبنا أضرحة ومقامات، في قلوبنا، وفي عقولنا، وفي رؤانا، وقرارنا، أنهم نجومنا التي تضيء لنا دروب الحرية والاستقلال كي نواصل المضي فيها قدما الى أمام، أضرحة ومقامات بأسماء أوليائها، لا يمكن لأية قوة على هذه الأرض أن تهدمها، أو تحاصرها، أو تحبسها، أو تجعلها قبورا دارسة..!!
ما من دولة في هذا العالم، وهذا العصر تقتل من تقتل، ظلما وعدوانا، ثم تعتقل جثمانه، وبعد ذلك إذا ما سعت لمساومة في هذا الإطار، فإنها لا تسعى لغير المتاجرة بأجساد الموتى، والعياذ بالله..!!
أية دولة هي إذن هذه الدولة؟؟ لدول عالم الديمقراطية وحقوق الانسان، ورعاة العالم الحر، أن يجيبوا عن هذا السؤال، ويقولون لنا، باعتراف نزيه، حقيقة هذه الدولة، وطبيعتها العنصرية، ومخاطرها على الأمن والسلام، والحق، والعدل في هذا العالم، وأن يقولوا تاليا كلمة الحق ضد باطلها، لأجل إدانة وموقف ينهي انتهاكاتها لأبسط حقوق الانسان، حقه بقبر في أرضه، وبين أهله وذويه… هل يقول العالم هذه الكلمة، ويتخذ هذا الموقف..؟
ويظل هل من إجابة على السؤال: ما الذي يُخيف إسرائيل من جثامين الشهداء –شهداءنا- حتى تعتقلهم في مقابر الأرقام…؟؟ ما الذي تخافه حقا…؟ سنعرف يقينا أنه “خوف الغزاة من الذكريات” وهذا ما جعل شاعرنا يغني “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” طالما أن الغزاة يخافون من ذكريات أهلها، وقد تعطر وكُتب بعضها بدم الشهداء البررة، سيظل أبدا لهذا السبب، وأسباب أخرى كثيرة، على أرض فلسطين حقا، ما يستحق الحياة.
رئيس التحرير