كتب: محمود أبو الهيجاء
ماذا لو أصبحنا على منصات التواصل الاجتماعي، كمثل الوراقين نزين تواصلنا الاجتماعي بكلمات الأدب، والفن، والفكر، والثقافة، كما يفعل الوراقون عادة بالورق المحبر بكل أنواع المعرفة..؟؟ ماذا لو ارتضينا هذه المنصات كمثل شرفات لقهوة الصباح، لا تعجل، ولا ثرثرة، مع كل رشفة سائغة من هذه المحمولة على تفتح المعنى في مخيلة التطلع. ماذا لو قرأنا قبل كل دخول إلى هذه المنصات قصيدة محمود درويش “فكر بغيرك” كي لا تصيبنا الأنانية، بمرض التعالي البغيض، الذي لا يخلف غير العزلة والكراهية؟
منصات التواصل الاجتماعي إذا ما ظل بعضها -وهو الشائع أكثر من غيره، مع الأسف الشديد- يتعاطى مع الأقاويل، والفبركات، والشائعات، والأكاذيب، والفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان، لن تكون حينها هذه المنصات، غير منصات للتطبيع مع التسطيح، والتفاهة، والتخلف، ومع هذه الحال، لاشيء غير القبح في الكلام، والشتيمة في المقام ..!!
نتطلع حقا لتحرير هذه المنصات، من احتلال سقط الكلام لها، وحتى تمتلك حرية التعبير، بغاية الحرية التي تحفظ للإنسان كرامته، وحقه في العيش الكريم، وهي ترنو لسيادة الحق والعدل والجمال والسلام.
نتطلع حقا لتحرير هذه المنصات من لغة العصبيات الجاهلية، هذه التي تحاول تعميمها منصات الضغائن الإخونجية، وتلك المنصات الطائفية، التي تعمل على مدار الساعة على نشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، والتي لا تكف عن الكذب والافتراء..!! هذه هي منصات العتمة، منصات الظلام، ولهذا من الضرورة أن نتطلع لمنصات الشمعة أن تكون هي السائدة والسيدة.