المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

وزير خارجية الإحتلال يفتتح سفارة كيانه في البحرين ،، وبالأمس يرفض فتح قنصلية سعودية في القدس ..

كتب: عبدالله نمر أبو الكاس
غزة – فلسطين

بـالأمس القريب وفي شهر آب أغسطس الماضي ،، أعلنت المملكة العربية السعودية ،، عن تعيين السفير السعودي في الأردن نايف السديري ،، قنصلًا عاماً للمملكة بمدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ،، ليكون أول سفير فوق العادة غير مقيم لها لدى دولـة فلسطين ،، وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً فلسطينياً واسعاً وثمنتها الرئاسة الفلسطينية ،، وعبرت عن شكر فلسطين وتقدير شعبها وقيادتها لمواقف السعودية الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني ،، وإسنادها الدائم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة ..

ذات الخطوة لم تلقى قبولاً إسرائيلياً ،، وبعد قرار تعيين السفير عقب وزير خارجية الإحتلال إيلي كوهين قائلاً ،، إن إسرائيل لن تسمح بفتح أي بعثات دبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة ..

ما يؤسف اليوم أنه لم ينقضي شهر على رفض دولة الاحتلال فتح قنصلية سعودية في القدس ،، شاهدنا وشاهد العالم ما يسمى حفل افتتاح سفارة كيان الاحتلال في دولة البحرين يوم أمس الإثنين 4-9-2023 ،، وهو ذاته وزيـر الخارجية الذي تبجح وأعلن رفضه فتح القنصلية السعودية ،، اليوم يفتتح سفارة كيانهم المزعوم في مشاهد تبعث على الاشمئزاز ،، ومدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه هؤلاء المطبعين ..

ما كان لكيان الإحتلال أن يكون أو يتغول على الفلسطينيين ،، لولا حالة الهوان وخذلان بعض الأنظمة العربية ،، وتهافتها لنسج علاقات شبه طبيعية مع هذا الكيان المشوه واللقيط وبأثمان بخسة ،، على حساب مبادئ الشرف والكرامة العربية ،، إرضاءً للولايات المتحدة الأمريكية..

إن فتح سفارة لكيان الإحتلال في دولة عربية إسلامية في هذا الوقت ،، وفي ظل وقاحة وتبجح وتنكر الإحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضه الإعتراف بوجود الفلسطينيين ،، ولا بقرارات الشرعية الدولية لحل الصراع ،، لهو دليل على أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الأولى بالنسبة لهذه الأنظمة وحكامها ،، ولم تحتل صدارة اهتماماتهم ،، ولم تكن يوماً على سلم أولوياتهم ،، وتدلل أيضاً على أن مصطلح القومية العربية ،، لم يعد له وجود في قواميسهم ،، ولا شيء بات يجمعنا ،، ولم يعد هناك أي مظاهر للنخوة ،، ولا للشهامة والأصالة العربية ،، ولم يعد الشعب العربي شعب واحد كما يزعمون ،، ولا تجمعهم لغة واحدة أو دين واحد ،، ولا ثقافة ولا تاريخ واحد ،، ولا مصالح مشتركة ،، وهو ما يتطلب من الفرقاء الفلسطينيين الرجوع خطوة للخلف ،، ليكونوا على قلب رجل واحد ،، ولتنتهي كل مظاهر الفرقة والانقسام الذي أضر بقضيتنا العادلة ،، وهو ذاته الذي أفقدنا حالة التعاطف والدعم العربي ،، وشكل ذريعة لتلك الأنظمة بالتخلي عنا والذهاب نحو قطار التطبيع ..

فبعد مشاهد الخزي والعار لتلك الأنظمة ،، وهرولتها تجاه التطبيع المجاني الرخيص مع كيان الإحتلال ،، يأمل الفلسطينيين من المملكة العربية السعودية ،، أن لا تلحق بركب المطبعين ،، وأن تظل كما عهدناها ،، خاصة في ظل سعي الإدارة الأمريكية الحثيث اليوم لإبرام صفقة تطبيع بين السعودية ودولة الإحتلال إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ،، ونأمل أيضاً أن لا تقبل بتطبيع مجاني كما قبلته تلك الدول والأنظمة ،، وأن لا تتخلى كحد أدنى عن مبادرة السلام العربية التي أطلقها ملكها الراحل عبدالله بن عبد العزيز ،، في قمة بيروت عام 2002 ،، وأن تكون مبادرته هي الأساس والمرجع لأي اتفاقيات تطبيع محتملة ..

Exit mobile version