المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

شقيقتان من مخيم البريج تتفوقان بالعلامة الجامعية الكاملة بِرًّا بوالديهما

تواترت الأمثال والحكم في حياتنا اليومية والتي تُبشر من أنجب البنات بالسعادة والرزق، ولكن الأب سيد أبو رزق، عاشها واقعاً وحقيقة، فلم تكد فرحته بابنته هديل التي حصدت الأولى على قسم المحاسبة لغة انجليزية من الجامعة الإسلامية بغزة، حتى لحقتها شقيقتها لمى والتي أبهرت عائلتها بحصولها أيضا على الأولى بقسم المحاسبة لغة عربية من نفس الجامعة.

الأب أبو رزق صاحب القلب الطيب، ومسيرة الكفاح المستمرة، لم ينحنِ طوال سنواته الماضية لظروف الحياة القاسية، ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في قطاع غزة، إلا أنه اقتطع من أنفاسه ودمه ولقمة عيشه، ليواصل مسيرة تعليم بناته، اللاتي لم يخذلن أمل ورغبة والدهن في أن يُصبحن شيئا له بريق ولمعان في يوم من الأيام.

يقول أبو رزق: “بناتي جزء مهم في حياتي، لا يمكن أن أتخيل هذه الحياة بدونهن، دائما كنت أتمنى أن يُصبحن شيئا جميلا في هذا الوطن المليء بالمصاعب، ولكن الأمل وحده لا يكفي، فكافحت لتوفير كل ما يحتجن له، وكان الهدف الأول والأخير، هو إكمال تعليمهن الجامعي”.

ويُضيف أبو رزق: “رغم الغلاء والأوضاع الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، وصعوبة التعليم الجامعي، إلا أنني واصلت مسيرة الكفاح، وتفوقن بناتي في الثانوية العامة، واحدة تلو الأخرى، وهو ما دفعني بمزيد من الاصرار، ليلتحقن بالجامعة، والحمد لله كان الجبر والرضا، بأن تفوقن وأصبحن الأوائل على أقسامهن، ويتم تعينهن معيدات في نفس الجامعة”.

ويُقدر أبو رزق اجتهاد وتعب بناته في الدراسة، والإصرار على تحقيق أمله في إنهاء تعليمهن الجامعي بشرف وتفوق، ويُرددن دائما “ما أسعد أبو البنات لو يدري”.

الحياة الجديدة – أكرم اللوح

Exit mobile version