باعتماد منطقة تل السلطان الأثرية في مدينة أريحا على اللائحة العالمية للتراث العالمي، أصبحت فلسطين تمتلك خمسة مواقع مسجلة رسميا على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس) والخليل (البلدة القديمة).
ويقع تل السلطان الذي يحتوي على رواسب من ما قبل تاريخ النشاط البشري على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، وكيلومترين شمال مركز مدينة أريحا.
وقال نائب رئيس بلدية اريحا فتحي براهمة لـ “الحياة الجديدة”: إن تسجيل موقع تل السلطان/ أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي يحقق مكتسبات متعددة أهمها في البعد الوطني والسياسي من خلال اعتراف دولي بالرواية التاريخية الفلسطينية لتاريخ اريحا والحضارات التي شيدت واقيمت بها، ما يدحض الرواية اليهودية او الاسرائيلية، وفي البعد القانوني سيكون الموقع تحت الحماية الدولية كجزء من تراث فلسطين وتاريخها.
ونوه براهمة إلى تعاون البلدية مع وزارة السياحة والآثارفي وضع برنامج حماية شامل ومتكامل من حيث تحديد منطقة الحماية والأمان ووقف التعدي على الموقع وتحديد مساحات البناء وارتفاع المباني وتحويل بعض الشوارع ووضع شروط خاصة للحفاظ على هوية المكان كموقع تراث وطني وعالمي.
وقال مدير عام السياحة والآثار في مدينة أريحا اياد حمدان: إن “تسجيل تل السلطان على لائحة التراث العالمي اضافة مهمة لقطاع التراث الفلسطيني، وتكمن أهمية التسجيل في تجذر الفلسطيني في مسامات الأرض واعتراف العالم بحقنا كفلسطينيين ما يدعم الرواية الفلسطينية الحقيقية ودحض المزاعم التوراتية التي يروج لها الاسرائيليون.
وأضاف: ان منطقة تل السلطان تحتوي على معالم مميزة تجعله موقعاً مميزاً ونادراً وان اعتماده على اللائحة العالمية للتراث سيجعله قبلة للسياح، منوهًا الى دور وزارة السياحة والآثار في ترميم اجزاء من الموقع وانشاء مسارات خاصة ومشاريع متنوعة بتمويل إيطالي.
وكشف مدير السياحة والآثار في محافظة بيت لحم والخبير الأثري في الموقع الدكتور وائل حمامرة لـ “الحياة الجديدة” عن خطة تعمل عليها وزارة السياحة والآثار ضمن مشروع بتمويل من الحكومة الايطالية بقيمة 2.4 مليون يورو منذ العام الماضي يقوم على إيجاد مركز للتفسير وخدمات للموقع ومتحف من اجل تفسير وشرح الموقع للزوار بطرق حديثة تراعي ايصال المعلومة بشكل واضح يستطيع الزائر من خلاله فهم الموقع الذي يضم ٢٩ مرحلة زمنية وايجاد مسارات ومظلات تحمي بعض المناطق المكتشفة في الموقع علاوة على إبراز المعالم الرئيسية.
وتابع حمامرة: تعمل الوزارة بالشراكة مع مجلس الوزراء وبلدية أريحا على استملاك قطعة أرض لتنفيذ مشروع تطوير الموقع الذي بدوره سيحمي الموقع للاجيال القادمة ويبرز أهميته التاريخية والحضارية للإنسانية وسيزيد عدد الزائرين وهذا سينعكس على تطوير البنية التحتية للمدينة ومرافقها السياحية وتسويق الموقع ضمن استراتيجية وزارة السياحة والآثار.
وكانت وزيرة السياحة والآثار رُلى معايعة أعلنت عن نجاح دولة فلسطين بتسجيل موقع اريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، خلال الجلسة الخامسة والاربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض.
وأكدت معايعة على اهمية القرار باعتبار الموقع جزءا اصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية، واهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم ومثال نموذجي ناجح لرحلة الاستقرار البشري منذ العصر النطوفي وبداية تدجين النباتات والحيوانات ونشوء الزراعة، ويستحق ان يكون أحد مواقع التراث العالمي.
الحياة الجديدة-محمد الشعيبي