رحل حسين منذر “أبو علي” وترك لنا حكاية وطن تصدح بصوته العنفواني وأحاسيس انتمائه الوطني والعروبي، خلف ذاك الرحيل الهادئ موج بحر وسجن ونار وشعب وثورة وشهداء وأسرى، أنشد لهم منذر قبل أن يسلم الروح يوم أمس الأول الأحد في دمشق بعد وعكة صحية ألمت به، وقد نعاه محبوه بكل عبارات الأسى والفخر بمسيرته الفنية النضالية التي صوبت لأجل فلسطين وشعبها.
الفنان حسين منذر لبناني من مدينة بعلبك البقاعية، وهو أحد المؤسسين لفرقة العاشقين عام 1977، قدم لفلسطين ما يزيد عن 300 أغنية، وكان لحضوره الطاغي معتمرًا الكوفية الفلسطينية على كتفيه وصوته الجبلي المميز وتفاعله الكبير مع جمهوره، البصمة الأهم في أعمال “العاشقين” التي تنقلت بين عشرات البلدان، وقد تمكن المنذر في تشرين الثاني 2010 من زيارة رام الله حيث غنى في قصر رام الله الثقافي برفقة عدد من فناني الفرقة ووصف المنذر الحفلة يومذاك بـ “الحلم”.
ونشر أمس الأول طارق الجابي المشرف على فرقة العاشقين حاليا عبر صفحته على فيسبوك: “وداعا يا أبو علي، رحل مساء اليوم (الأحد) قامة وطنية عروبية فلسطينية الأخ والصديق ورفيق الدرب الفنان الكبير حسين منذر قائد وأحد مؤسسي فرقة العاشقين إذ استطاع العمالقة حسين منذر بصوته الجبلي برفقة الشاعر الوطني أحمد دحبور والملحن الكبير حسين نازك ومنذ العام 1977 تأسيس فرقة العاشقين، وجسدوا من خلالها ووثقوا تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة لتجول الفرقة العالم لأكثر من أربعين عاما وهي تغني لفلسطين.. غاب أبو علي جسدا ولكن صوته وحضوره سيبقيان بين أحرار العالم”.
ونعى الرئيس محمود عباس الفنان حسين المنذر. وقال الرئيس في بيان النعي: إن “فلسطين فقدت ابنا من أبنائها المناضلين الأوفياء، الذين كرسوا حياتهم لخدمة الثورة الفلسطينية عبر مسيرة فنية ونضالية شكّل خلالها نموذجا فنيا سيظل خالدا في الوجدان الوطني الجمعي لشعبنا”.
وكان الرئيس عباس، منح الفنان المناضل حسين منذر، عام 2018 وسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الابتكار”.
كما نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” الفنان منذر وقالت في بيان: إن “الفنان الراحل التحق منذ باكورة حياته بالثورة الفلسطينية، ونظرا لموهبته الفنية المتفردة، فقد عبر عن هموم شعبنا ومعاناته ونضاله وبطولاته، عبر ما تشدوه حنجرته من أناشيد وطنية ترعرعت عليها أجيال متلاحقة من جماهير شعبنا”.
بدوره نعى السفير أنور عبد الهادي مدير عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية الفنان حسين منذر. وقال عبد الهادي في بيان: إن “المناضل حسين منذر لبناني الأصل فلسطيني الهوى فهو ابن حركة فتح وملك الأغنية الوطنية حيث أوصل بصوته رسالة فلسطين إلى العالم أجمع”.
وأضاف: “ان الفنان الفدائي الراحل حسين منذر كان صاحب الصوت الذي صدح ثورة ونضالا وصاحبه مشاعر الثائر الفلسطيني من حب وغضب وأسى وحنين، ووظّف هذا الصوت في خدمة الفن الملتزم الذي يناصر القضية الفلسطينية حيث وضع بصماته الصوتية على ما يزيد عن 300 أغنية وطنية”.
رحل حسين منذر وترك لنا ارثا في الفن الوطني ودرسا بالانتماء الى قضايانا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ناصرها حتى رمقه الأخير.
من أشهر اغاني الراحل منذر: “من سجن عكا وطلعت جنازة” و”يا طالع ع جبال النار” و”اشهد يا عالم علينا وعبيروت” و”هبت النار”.
الحياة الجديدة- هلا سلامة