المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الوقت وقت الوحدة

كتب: عمر حلمي الغول

في الوقت الذي تسعى فيه قيادة منظمة التحرير وكل فصائل العمل الوطني، والنخب السياسية والثقافية والأكاديمية والاقتصادية والاجتماعية تعزيز أواصر الوحدة، ونبذ الفرقة، والتمزق، ورص الصفوف لمواجهة التحديات الصهيو أميركية، وحرب الإبادة على الشعب في قطاع غزة، يخرج علينا موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس على قناة “الجزيرة مباشر” اول امس الموافق 30 أكتوبر الماضي ليوجه اتهاما باطلا “لاعضاء في السلطة الوطنية بالدعوة للقضاء على حماس” بالإضافة الى دول عربية أخرى. وادعى رجل الفتن إن “الكثير ممن اتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة، يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية وبينهم السلطة الفلسطينية يشجعون على اخراج حماس من المشهد.” وتابع موغلا في منطقه التحريضي اللا أخلاقي قائلا “كنا ننتظر الكثير من إخواننا في الضفة، لكننا مندهشون من الموقف المخزي لاخواننا في السلطة.” واردف في حملة التشويه والتحريض المعيبة “انا أقول، نحن لدينا 60 الف بندقية في الضفة الغربية بيد الأجهزة من السلطة. لماذا تبقى مشرعة في صدر المتظاهرين والمقاومين، ولا تتجه نحو الأعداء الطبيعيين الذين يستهدفوننا ويستهدفونهم؟ لماذا لا يتحرك إخواننا في الأجهزة الأمنية؟”

وبودي الرد على أكاذيب عضو قيادة حماس، أولا انا شخصيا اتحداه، ان يكون هناك مسؤولا وطنيا في دولة فلسطين أشار من قريب او بعيد لما ذكره. لا سيما وان القيادات كافة بدءا من الأخ الرئيس أبو مازن وانتهاءً باي كادر قيادي تلفظ باي مما ذكره؛ ثانيا الموقف المركزي الناظم لسياسة قيادة منظمة التحرير عموما وحركة فتح خصوصا العمل على ترسيخ جذور الوحدة، انطلاقا من الوحدة الميدانية وصولا لترجمة اتفاقات المصالحة وترميم الجسور مع حركتي حماس والجهاد، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الكاملة؛ ثالثا بنادق أجهزة الامن الفلسطينية لم توجه، ولن توجه ضد أي من أبناء الشعب، وانما ستبقى موجهة لحماية المشروع الوطني، والدفاع عن السلم الأهلي، وصيانة ما تبقى من الوطن المنكوب بحرب الإبادة الصهيو أميركية؛ رابعا البنادق الموجودة لدى أجهزة الامن لا تزيد عن نصف الرقم الذي ذكره أبو مرزوق وهي بنادق وطنية بامتياز تعمل وفق النظرية الأمنية الفلسطينية، التي هي امتداد طبيعي للنظرية الأمنية للثورة الفلسطينية، ولحماية مقاومة الشعب الشعبية السلمية؛ خامسا مصادرك الغربية التي تتحدث عنها غير ذي مصداقية، وهي شبيهة بك وباكاذيبك وتلفيقاتك المفضوحة، وان كانت صحيحة فهدفها بث الفتنة والفوضى في صفوف الشعب والقوى الوطنية، وليس غير ذلك.

ثم بودي ان اسألك ومن خلالك كل اركان مكتبك السياسي وقيادتك العسكرية، هل استشرتم القيادة الفلسطينية فيما ذهبتم اليه؟ هل اخبرتم أي قيادي في حركة فتح او منظمة التحرير او أي من فصائل منظمة التحرير بمن فيهم أولئك الذين ينسقون معكم بما اقدمتم عليه؟ اتحداك في ذلك. وهل قيادة منظمة التحرير تابعة لكم حتى تفرضون عليها خياركم ونهجكم المعروف جيدا للكل الوطني؟ وهل لحربكم هدف محدد؟ وأين شركاؤكم الذين نسقتم وقررتم معهم خياركم؟ هل وضعتم خطة واضحة المعالم للحرب؟ وكيفية حماية الشعب، ام ان الانفاق، كما ذكرت وغيرك من قادة حماس، لحركة حماس وليست للشعب، فهذا مسؤولية الأمم المتحدة؟ اين هي الأمم المتحدة مما يجري؟ وهل تستطيع الأمم المتحدة تجاوز تغول الولايات المتحدة والغرب الرأسمالي؟ وماذا حصل في الشعب من ويلات فاقت وتفوق الوصف؟ وأين هي المواد الغذائية والأدوية والوقود والكهرباء؟ هل طلبتم من الشعب ان يستعد للحرب، حتى يأخذوا احتياطاتهم على اقل تقدير؟ ثم الم تتابع ما يجري في الضفة الفلسطينية وعدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا من 7 أكتوبر الماضي حتى الان؟ والم تسمع بمن استشهد من الأجهزة الأمنية وغيرهم من المناضلين دفاعا عن أبناء الشعب؟

الاسئلة الباقية كثيرة ومتشعبة ليس الأوان اوانها. لان هناك الكثير مما يمكن ان يقال، وسيقال لاحقا. لكن من موقع الحرص على الوحدة الوطنية الميدانية الان شخصيا لن افتح الجرح اكثر مما هو مفتوح. ولدي ما يفقأ عينيك وعيون قيادتك على المستويات كافة، ويفضح الأهداف الخبيثة. لكن الضرورة تملي الوقوف الى جانب أبناء الشعب، ووقف الحرب البربرية والوحشية التي تقودها واشنطن والغرب الرأسمالي واداتهم اللقيطة اسرائيل، وتأمين الحماية الدولية لهم، وتأمين المساعدات الغذائية والدوائية والمستلزمات الطبية والوقود، ووقف سياسة العقاب الجماعي، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد الأطفال والنساء والشيوخ، ووقف عمليات التدمير والتطهير العرقي، وتهجير المواطنين القسري من ارض الوطن الام فلسطين، والذهاب للحل السياسي.

ولا اريد ان اذكرك بمقال السفير القطري في واشنطن، مشعل بن حمد آل ثاني اول امس الاثنين الموافق 30 أكتوبر الماضي المنشور في صحيفة “وول ستريت جورنال”، اتركه لك لتقرأه بتمعن، وتعي ما تضمنه، حتى تكف عن العبث بوحدة الشعب ومصير المشروع الوطني. وأدعوك مجددا وادعو اقرانك في قيادة حركتكم للانشداد مرة واحدة للوحدة الوطنية، التي باتت حاجة ماسة وأكثر من ضرورية لحماية الشعب والمشروع الوطني والقضية. وكفى عبثا وتحريضا وتكفيرا للقيادات الوطنية. وللحديث بقية.

Exit mobile version