المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

خطة عودة سكان البلدات الحدودية تجرّ انتقادات على حكومة نتانياهو

تحاول الحكومة الإسرائيلية إقناع عشرات الآلاف من سكان البلدات الحدودية، القريبة من قطاع غزة والحدود اللبنانية، بالعودة إليها بواسطة إغراءات مالية تصفها بـ”هبات عودة”.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تشمل خطة الحكومة لإعادة سكان المنطقتَين الحدوديّتين، في “غلاف غزة” والجليل، تحصينهما بأسوار مرتفعة، ومخابئ للوقاية من الصواريخ، ونشر عدد كبير جدًا من قوات الجيش الإسرائيليّ للدفاع عن البلدات، من خلال الوجود بها والتنقل بينها.

وأفادت الصحيفة بأنّ الحكومة الإسرائيلية فضلت تكليف ضباط في الجيش الإسرائيليّ بإقناع هؤلاء السكان، الذين تم إجلاؤهم من البلدات الحدودية الجنوبية والشمالية، بعد هجوم “طوفان الأقصى”، بالعودة إلى تلك البلدات، من خلال شرح “خطة الدفاع الجديدة”.

خطة إسرائيلية لعودة الأهالي
وتشمل هذه الخطة تحصين المنطقة عند الحدود اللبنانية، من خلال إقامة “عائق هندسيّ جديد”، بتكلفة مليارات الشواكل، وأن يمنع اجتياحًا قد تنفذه جماعة “حزب الله”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية وافقت، في السنوات الأخيرة، على تمويل بناء سور في ثلث منطقة الحدود اللبنانية، الممتدة من جبل الشيخ إلى رأس الناقورة.

ووافقت الحكومة الآن على بناء سور على طول هذه الحدود، بهدف منع إصابات من جرّاء إطلاق قذائف مضادة للدروع من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدات وشوارع محاذية للحدود.كيلومترات عدة عن الحدود، فإنّ “إسرائيل ستبدأ هجومًا جويًا واسعًا ضدّ “حزب الله”، ومن شأنه أن يتدهور إلى مناورة برية في جنوب لبنان”.

وتقضي “الخطة الدفاعية الجديدة” في البلدات الحدودية، باستدعاء عدد كبير من قوات الاحتياط، التي تم تسريح قسم منها في هذه الأثناء، ونشرها في المناطق الحدودية مع قطاع غزة ولبنان، في الأشهر القريبة.

وسترصد ميزانية بمئات ملايين الشواكل لتمويل استدعاء قوات الاحتياط، فيما القوات النظامية ستواصل الحرب على غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيليّ قولها، إنّ الجيش سيساعد بقدر الإمكان سكان “غلاف غزة” على العودة إلى البلدات والدوام المدرسي، إلى جانب ترميم البيوت فيها، وإقامة منطقة عازلة داخل القطاع.

وأضافت المصادر العسكرية أنه تبيّن من محادثات أجراها الجيش مع سكان “غلاف غزة”، أنّ “كبار السن يميلون إلى الموافقة على العودة إلى بيوتهم، بينما العائلات الشابة التي يوجد فيها أطفال، لا تزال ترفض بشدة العودة”.

ويعتزم الجيش الإسرائيليّ مضاعفة عدد “الفرق المتأهبة” التي تضم مواطنين مسلحين في “غلاف غزة”، وأن يكون مخزن أسلحة في كل واحدة من البلدات، إلى جانب أسوار ونصب كاميرات مراقبة.

وهناك انتقادات بين سكان “غلاف غزة” لهذه “الخطة الدفاعية”، وأنه “عدا القضية الأمنية، هناك انتقادات لمطالبتهم بإعادة أطفال فيما قطاع التعليم مشلول كلّيا.

وثمة مشكلة أخرى، وهي أنّ الذين سيعودون إلى بيوتهم لن يتمكنوا من العودة إلى الفندق الذي تمّ إجلاؤهم إليه.

انتقادات للخطة الإسرائيلية
في السياق، قال رئيس بلدية مدينة سديروت الجنوبية ألون دافيدي ورئيس المجلس الإقليميّ لشمال الجليل الأعلى غيورا زالتس للقناة 12، إنّ أيًا منهما غير مستعد لإعادة السكان النازحين إلى منازلهم، حتى يتمّ وضع خطة ملموسة من أجل سلامتهم.

وأضاف دافيدي: “ليس هناك ما يمكن مناقشته في موضوع عودة الأشخاص إلى ديارهم، حتى تخبر الحكومة الإسرائيلية السكان بما يحدث وكيف ستحميهم”.

ويضيف أنه على الرغم من سيطرة الجيش الإسرائيليّ على الجزء الشماليّ من قطاع غزة في الوقت الحالي، إلا أنّ القوات ستنسحب في النهاية وسيعود التهديد لإسرائيل ما لم يتغير شيء ما.

Exit mobile version