المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

كان الأجدر أن يكون مايقع في غزة حافزا ودافعا للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي

كتب: حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

بكل أسف كنت شاهدا على غياب أصوات الآلاف من الذين يمتلكون حق التصويت، ويتألمون يوميا بالمشاهد المؤلمة التي تغطيها القنوات الإعلامية للمذابح التي تقع في قطاع غزة. كان الأجدر من القاعدين في بيوتهم لمتابعة مايجري، أن لا يتركوا الفرصة تمر في هذه المحطة الإنتخابية، للإدلاء بأصواتهم واختيار المرشحين المنتمين لأحزاب اليسار والذين لايخفون دعمهم للشعب الفلسطيني.

لكن الضمير العربي والمسلم لازال نائما، والنضج السياسي لازال لم يرقى لمستوى الذين يرفعون أصواتهم منددين بمايقع في غزة، بل رفعوا التحدي واعترفوا بالدولة الفلسطينية. لم أرغب مطلقا أن أكون شاهدا على مقاطعة العرب الذين يحملون الجنسية عن صناديق الإقتراع لإدلاء بأصواتهم دعما للأحزاب التي تساند قيام الدولة الفلسطينية والتنديد بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل، أستغرب لكل الذين رفضوا عن سبق إصرار الإدلاء بأصواتهم دعما لليسار الذين يتقاسمون معنا قيما مشتركة والذين يطالبون بوقف هذه الحرب المدمرة في غزة، والذين لا يرغبون في استمرار الغرب بصفة عامة والدنمارك بصفة خاصة الوقوف موقف المتفرج فيما يقع في قطاع غزة.

لقد كنت متحمسا لتسجيل حضور مكثف لمزدوجي الجنسية من الجالية العربية والمسلمة بالمشاركة المكثفة في هذه الإنتخابات، وهي فرصة للتعبير عن موقفها مما يحدث في غزة. لكن الصدمة كانت قوية بالنسبة لي وقد كنت شاهدا على غياب الصوت العربي في هذه الإنتخابات. لم أجد تفسيرا لهذا الغياب المكثف، عوض المشاركة المكثفة، ومن يتحمل مسؤولية هذا الغياب،؟

في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها ليس فقط الشعب الفلسطيني، وإنما كل عربي ومسلم الذي يمتلك ضميرا حيا وقلبا يتألم يوميا وهو يتابع القنوات التلفزيونية وهي تعرض يوميا ودون تحفظ حجم المجازر التي ترتكبها إسراًئيل والتي تفوق كل التوقعات.وبعد الإستهتار وعدم الإهتمام الذي حصل، نتساءل من يتحمل مسؤولية غياب الصوت العربي والمسلم في هذه الإنتخابات والذي كان من الممكن أن يخلق المفاجأة، هل منظمات المجتمع المدني العربية والمسلمة؟ هل المؤسسات الإسلامية؟ هل الإعلام العربي الموجه للمغتربين من مختلف الجنسيات في الوطن العربي؟

في اعتقادي الكل يتحمل مسؤولية غياب العرب والمسلمين الحاملين للجنسية الدنماركية والأوروبية عن المشاركة في هذه المحطة الإنتخابية المفصلية في تاريخ المسلمين والعرب كانت فرصتهم في الإدلاء بأصواتهم في هذه المحطة التاريخية. لممارسة حقهم في التعبير عن موقفهم والضغط على الحكومة الدنماركية لتغير موقفها مما يجري من مجازر في حق الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء. إلى متى يبقى الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال؟.

إن مايجري في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية، يفرض صحوة الضمير العالمي. وإنصاف الشعب الفلسطيني لن يتأتى من دون الإعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ولن يكون هناك سلام عادل وشامل من دون عودة الفلسطينين الذين يعيشون في الشتات إلى أرض الميعاد.نتمنى أن تكون هذه المحطةدرسا للجميع وبالخصوص الذين تخلفوا عن المشاركة والإدلاء بأصواتهم دعما لكل الأحزاب التي تتبنى الرؤيا البناءة لوضع حد لهذا الصراع الذي دام لأكثر من ثلاثة عقود.

إننا بحاجة لثورة حقيقية لتبني أفكارا ومواقف من أجل المساهمة في البحث عن فرص السلام، وإقناع المجتمع الذي نعيش فيه بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب في تحقيق مشروع الدولة الفلسطينية والذي لم تعد حلم مقتصرا على الشعب الفلسطيني وإنما كل عربي ومسلم يتطلع للسلام العادل.

Exit mobile version