المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الأفظع في قاموس الأفكار والشتائم والممارسات السياسية الصهيونية المعاصرة

كتب: أسعد عبد الرحمن

من واقع العنوان، نحن لن نتحدث عن “التراث التاريخي” للشتائم ودعوات القتل والاستعباد الواردة في صفحات التوراة محرفة المضمون والنص والموجهة ضد كل من هو ليس يهودياً، أي لمن اصطلح على تسميتهم “جوييم” (الأغيار أو الآخرون) وحسبنا الاكتفاء بالقاموس الصهيوني المستجد (لكن غير المنفصل عن روح قاموسهم الديني آنف الذكر).

أول ما يصادف المؤرخ / والباحث هو تسمية السكان الأصليين لفلسطين بعبارة الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، وهي التي وردت في نص ما اصطلح على تسميته وعد بلفور الذي –طبعاً- كانت الحركة الصهيونية قد صاغته وتوافقت مع اللورد آرثر جيمس بلفور على إعلانه، في الثاني من تشرين الأول/نوفمبر 1917)، على شكل وعد عرف باسمه أيام توليه لمنصب وزير الخارجية البريطانية (1916-1919) بعد أن كان تولى رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة في فترة سابقة. وفي كل الأحوال، هذا الوصف المفعم بالمعاني والدلالات السياسية المتجاهلة لوجود الفلسطينيين/عرب فلسطين، لم يكن أقذع الشتائم!

وطالما أن الحديث هو سياسي وخاص بقاموس الشتائم السياسية الصهيونية المعاصرة فإن من الضروري الإشارة إلى الشتائم العلنية الواردة في برامج أحزاب سياسية إسرائيلية وتنتمي إلى أقصى اليمين الصهيوني متنفذة في الحكومة الإسرائيلية الحالية. وفي هذا السياق، وباختصار شديد، فإن الأدبيات السياسية لهذه الأحزاب تصف العرب عموماً (ومن ضمنهم الفلسطينيون) بسرطان في الجسد الديموغرافي الإسرائيلي.

صراصير، علق، ويتكاثرون كالبراغيث، إذن فلنرمهم في البحر…نستأصلهم، ونلقي بهم إلى الخارج، بل –كلما اقتضى الأمر- إبادتهم. وعليه، فإن ما يجب أن يعرض على الفلسطينيين العرب هو الخيارات الثلاثة نفسها التي عرضها يهوشع بن نون على الكنعانيين القدامى: الرحيل عن البلد، أو الخضوع المطلق للحكم اليهودي، أو إهلاكهم بالقتال، وغير ذلك كثير من الأفكار/ الأقوال/ السياسات الإسرائيلية المقززة.

غير أن ما هو مقزز أكثر تجسد، بل تجلّى في الممارسات الفعلية على الأرض والتي جاءت – فيما يقولون- رداً على عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وهذه الممارسات الفعلية لم تأت من فراغ! بل هي جاءت تعبيراً أصيلاً عن المواقف السياسية والتصريحات التي أدلى بها قادة ورموز أقصى اليمين الإسرائيلي، ومعهم قادة ورموز حزب الليكود الحاكم الذي يعتبر نفسه حزب الوسط الصهيوني (ويا لهول هذه الكذبة) بل ومعهم كذلك قادة ورموز من يصنفون أنفسهم ضمن أحزاب المعارضة الإسرائيلية، أو بعض الرموز والقادة ممن يعتبرون أنفسهم يسار الوسط أو حتى “يسار” البندول السياسي الإسرائيلي.

ولأن هذه المواقف والتصريحات العنصرية والفاشية لا زالت طازجة ولم يفسدها تقادم الزمن، فإننا نتجاوز عنها مسجلين فقط نتائجها الفعلية والملموسة على الأرض: تدمير البشر والشجر والحجر على امتداد أكبر سجن مفتوح في العالم “قطاع غزة” متجاوزين جرائم الحرب وفق تعريفات القانون الدولي والإنساني والمنظمات والهيئات الدولية الأرفع دولياً إلى الإبادة الجماعية من خلال أعمال القصف الجوي والبري والبحري التي فاقت مراراً، ما شهدته هيروشيما وناكازاكي، والتجويع الممنهج والمضي في سياسة الأرض المحروقة بحيث كادوا أن يصلوا حد جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة، وهذا الحال هو الترجمة الأفظع لقاموس الأفكار والشتائم السياسية الصهيونية المعاصرة.

Exit mobile version